كل حالات خضوع الشعوب كاذبة / سيدي علي بلعمش

أحد, 01/05/2022 - 16:44

يقول أحد المتكلمين الغربيين، إن "البدوي يطرح أسئلة فلسفية و يرد بأجوبة ساذجة"..
و سئل أحد البدو ، هل أنت مستعد للتضحية من أجل الوطن ، فقال لا أدري، لكن  أفضل بكل تأكيد ،  أن يضحي الوطن من أجلي..

هذا مجرد مدخل للاستئناس ، قد يعني للبعض نصف أو عكس ما يعنيه لغيره . فليكن (...)،
لا أقولها تهربا من عروبتي و لا  تنكرا لبداوتي اللتين أعتز بهما حد الغرور و أحتفظ بهما لنفسي حد التناسي..

منذ عقود من الزمن و نحن نكرر نفس الأخطاء بافتخار، معتقدين أننا يمكن أن نحصل على غير نفس النتائج:
- أميون و أنصاف أميين يتلاعبون بمصير بلدنا.. 
- تجار غش و تزوير ينتحلون صفات رجال أعمال..
 - سماسرة سذج ينتحلون صفات سياسيين ..
- جهلة أميون ينتحلون صفات مثقفين ..
- فقهاء في بدايات احتكاكهم بالنصوص ينتحلون صفات علماء..
- عنصريون يتخبطون في البذاءات ينتحلون صفات أحبار الديمقراطية ..
- متسولون لا يتقنون غير فنون الارتزاق، ينتحلون صفات الصحافة..
- حكومات فساد و إفساد تبرر كل عجزها و فشلها و تخبطها و قصورها بأقبح من كل ما يمكن أن نصفها به، تحتكر الحل و العقد في بلد  يحتضر(...)

* كل العقول الموريتانية المتميزة ، خريجي أفضل جامعات العالم بتفوق و امتياز ، هجروا البلد ، بعدما جربوا العيش فيه فوجدوا واقعه لا يطاق ..

* كل كتاب البلد و مثقفيه،  استحوا أن يخالطوا هذه الغوغاء العابثة ، فهجروا المنابر و تنكروا للحرف ..

أي منظمات غير حكومية ومجتمع مدني في الكون ، يشبه في أي وجه تعاسة منظماتنا و قصورها و جهلها و تخلف أساليبها و كذب ادعاءاتها و سخافة مبرراتها؟

ماذا يمكننا أن ننتظر اليوم من هذا الخليط الهجين ، المتصارع على فتات جيفة بلد يغرق ؟

 ألا تخجلكم زعامة بيرام و بطولة تيام صامبا و تميز ولد محم خيره و تبجح  سفير تاءات المؤنث المعتل، ولد الشيخ و تنطط الوزير ولد عبد الفتاح و تنظير زعيم شلخة الحمير ولد أجاي (...) ؟

أي عقول فاسدة في الكون يمكن أن تضاهي فساد ولد اوداعه  و سيدي ولد أتاه و امربيه ربو  و ولد حدمين (...) ؟ 

كيف لا تريدوننا اليوم أن نخاف ، حين نرى مثل هذه العصابات  العابثة ، السخيفة ، تتولى الإشراف على حوار يرتبط به كل مصير بلدنا و يرتبط بكل مقدساتنا..؟

أي عقل مميز في بلدنا اليوم ، مستعد للجلوس بين هذه الحثالة الفاسدة، المستعدة لبيع كل مصير البلد بأقل من حفنة دراهم؟ 

إلى متى تظل سلطاتنا ترى أن  إضعاف البلد هو أسهل طريقة للسيطرة عليه ..؟

ما حاجة سلطاتنا إلى السيطرة على بلد تحكمه الفوضى و الفشل ..؟

إلى متى تستمر فوبيا سلطاتنا من المثقف الجاد ، المتعالي على الرشوة ، الرافض للأوامر غير الشرعية، المتحمل لمسؤولياته أمام الله و الشعب و الوطن..؟

سيكون هذا الحوار  مناورة بالذخيرة الحية لأخبث نوايا مبيتة ، يعتقد أصحابها أن عقارب الزمن أصبحت تدور وفق تطلعاتهم القاصرة حتى عن إدراك خطورة ما يتمنون بكل حماقة..

على الجميع اليوم، أن يدرك بوضوح أن بلدنا لم يعد يتحمل و أن أسباب كل مآسيه هي وجودهم في الموقع الخطأ ..

- لم يعد من بيننا من يقبل تكرار جرائم  افلام (flam) و إيرا (Ira)، مهما كلفت مواجهتهم من ثمن..

- لم يعد من بيننا من يقبل استمرار حصول أمثال ولد محم خيره و ولد الشيخ و ولد أجاي و غيرهم ، على  أعلى المناصب و أفضل الامتيازات ، بمجرد الاستماتة في التهتك و النفاق..

على من لا يريد ذكر اسمه في قوائم غضبنا أن يفهم أن الطريقة الوحيدة لذلك هو أن لا يكون من بين أصحابها..

- لم يعد من بيننا من يقبل أن يظل الحبل على الغارب لتجار الموت حد مصادرة جبال من الأدوية المزورة و المواد الغذائية المغشوشة و منتهية الصلاحية و لا يسجن مجرم واحد..!

- لم يعد من بيننا من يقبل أي عذر للنظام في عدم معاقبة المجرمين و ردع الجامحين و تحذير المتطاولين..

لا بد لهذا النظام أن يفهم أن الزمن تغير و العقليات تغيرت و الوسائل تغيرت.

نحن الآن نقف على عتبة زمن آخر ، مثل العالم أجمع . و الذكي فيه من يغسل ماضيه بالخروج من تعفنه البغيض و ممارساته مكشوفة التخلف . 
# يكفي الجميع اليوم أن شعبنا مستعد لنسيان كل ممارسات الماضي لكل من يستعد للخروج منه.

و يخطئ من يعتبر صمت المجتمع اليوم ، دليلا على رضاه أو عجزه أو لا مبالاته : حين يحاصر خبراء الكريمينولوجيا من يحتمي برهائن ، يستبشرون حين يتكلم بقرب انهياره ، فاحذروا صمت هذا الشعب .
 كل حالات خضوع الشعوب حالات كاذبة .