انقسام روسي إزاء إرث غورباتشوف

أربعاء, 31/08/2022 - 23:24

قينقسم الروس في نظرتهم الى ميخائيل غورباتشوف آخر زعماء الاتحاد السوفيتي السابق، والذي تولى السلطة بين عامي 1985 و1991، ففي حين يرى البعض انه أطلق العنان لرياح التغيير في روسيا، يعتبر البعض الآخر أنه لم يجلب معه سوى المرارة والنكبات الاقتصادية.

لكن على الرغم من الإرث المثير للجدل الذي خلفه، يتوافق الروس على أن غورباتشوف الذي توفي عن عمر ناهز 91 عاما كان شخصية محورية في تاريخ البلاد.

 

 

بعض الروس يحمّل الزعيم، الذي تنحى في الأيام الأخيرة قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي، مسؤولية هذا الانهيار.

فلاديمير زافكوف المتقاعد البالغ 70 عاما هو أحد هؤلاء، ولم يحتج خلال حديثه الى وكالة فرانس برس في وسط موسكو لتزيين كلماته، واصفا غورباتشوف بـ "الخائن".

وقال زافكوف "بالنسبة إلي هو نوعا ما سياسي أميّ، ترك بلدا عظيما كهذا ينهار. وأي شيء جيد قد يكون فعله تم شطبه بسبب ذلك".

أما ناديجدا أليكسينا، مصممة الغرافيكس التي تسكن في موسكو، فقد كانت أقل قسوة، لكنها اعترفت بأن شخصية غورباتشوف "مثيرة للجدل".

وقالت ألكسينا وهي في الثلاثينات "بالنسبة الى روسيا، أعتقد أنه كان شخصية مهمة حقا. وبفضله ظهرت روسيا. لذا أعتقد أنه خسارة كبيرة لكثيرين".

وحل بوريس يلتسين مكان غورباتشوف في السلطة ليصبح أول رئيس لروسيا الحديثة.

وتميز عهده بانتقال روسيا إلى اقتصاد السوق الذي ترافق مع تضخم متسارع ونقص في المواد الغذائية خلال التسعينات، وهي الحقبة التي يتذكرها الكثير من الروس بمرارة اليوم.

ويعتقد البعض أنه لولا انهيار الاتحاد السوفيتي لما كان عليهم أن يختبروا كل هذه المصاعب الاقتصادية.

"خائن" أم مصلح؟

قالت تاتيانا سيلاييفا المتقاعدة البالغة 67 عاما "ربما لم نكن أغنياء حينها، لكن حصولنا على وظائف كان مضمونا".

وأضافت أن نظرتها الى غورباتشوف "سلبية للغاية"، معتبرة انه "قدم خدمة جليلة الى الولايات المتحدة، فقد ترك بلدنا ينهار. وبالنسبة إلينا، تبين أنه خائن تماما".

يعود الفضل إلى غورباتشوف في نزع فتيل التوتر بين موسكو وواشنطن خلال حقبة الحرب الباردة، ما أكسبه الاحترام في الغرب.

والعام 1990 نال جائزة نوبل للسلام لتفاوضه مع الرئيس الأمريكي حينها رونالد ريغان حول اتفاقية تاريخية للحد من الأسلحة النووية.

وكتب ديمتري موراتوف، رئيس تحرير صحيفة "نوفايا غازيتا" في رثائه "قدم لبلادنا وللعالم هدية رائعة، لقد منحنا 30 عاما من السلام بدون تهديد باندلاع حرب عالمية ونووية".

وخلال ولايته دافع غورباتشوف عن الحرية والتغيير، وخصص جزءا من قيمة جائزة نوبل المالية التي حصل عليها للمساهمة في تأسيس صحيفة "نوفايا غازيتا" المستقلة التي تصدر منذ أكثر من عقدين.

لكن "نوفايا غازيتا" علقت صدورها أواخر مارس بعد بدء العملية العسكرية الروسي في أوكرانيا.

وبالنسبة لسفيتلانا غانوشكينا؛ الناشطة الحقوقية البارزة في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي، فإنه لا يمكن التقليل من قيمة الإصلاحات التي بدأها غورباتشوف.

وقالت الناشطة الثمانينية لوكالة فرانس برس "الأشخاص الذين يظهرون عداء اليوم هم أناس يريدون العودة إلى النظام السوفيتي. هؤلاء أناس كانوا عبيدا ويريدون الحفاظ على هذا الوضع".

وأضافت "هم لا يريدون تقدير من أعطاهم الحرية. وغورباتشوف هو من منحنا الحرية".:

أ ف ب