الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة شاملة مع موقع "ياهو نيوز حددفيهاكل سياسات بلاده وعلاقاتها لخارحية

ثلاثاء, 14/02/2017 - 02:27

السؤال الأول:

سيادة الرئيس شكراً لكم لمنحنا هذه الفرصة، هذه أول مقابلة لكم مع الإعلام الأمريكي منذ استلام الرئيس ترامب مهام منصبه، هل كان لكم أي اتصالات مع الرئيس ترامب، بشكل مباشر أو غير مباشر، أو مع أي شخص في إدارته؟.

الرئيس الأسد:

لا، ليس بعد.

السؤال الثاني:

هذه فرصة بالنسبة لكم لتبعثوا برسالة إلى الرئيس ترامب، إذا كان لديكم مثل هذه الرسالة ما الذي تريدون أن تقولوه له؟.

الرئيس الأسد:

ما كنت لأبعث الرسالة عبر وسائل الإعلام، يمكن أن يكون ذلك عبر قناة مختلفة، قنوات دبلوماسية مثلاً، لكن أي رسالة بالنسبة لنا هي رسالتنا العلنية، إذ ليس لدينا نوعان من الرسائل، لدينا موقف واحد حيال ما يحدث في سورية، وهو يتمثل في محاربة الإرهاب.

السؤال الثالث:

قلتم بالأمس على ما أعتقد أن ما سمعتموه من الإدارة الجديدة واعد، هل لكم أن تشرحوا ما قصدتموه؟

الرئيس الأسد:

موقف الرئيس ترامب منذ بداية حملته الانتخابية لمنصب الرئاسة وحتى هذه اللحظة هو أن أولويته محاربة الإرهاب، ونحن نوافقه على هذه الأولوية، فهذا هو موقفنا في سورية، الأولوية هي محاربة الإرهاب، وهذا ما قصدته عندما قلت إنه واعد.

السؤال الرابع:

أشرتم إلى أنكم تعتقدون أن ثمة مجالا للتعاون بين الولايات المتحدة وسورية لكنكم لم تشرحوا ماهيته، أي نوع من التعاون تتصورون؟

الرئيس الأسد:

ضد الإرهابيين وضد الإرهاب، هذا بديهي بالنسبة لنا، هذا إضافة إلى التعاون بين أي دولتين، لكن في هذه الأثناء وفي هذه الظروف فإن الأولوية أن يكون هناك تعاون في محاربة الإرهاب بين مختلف الدول بما في ذلك روسيا وإيران وسورية بالطبع.

السؤال الخامس:.

لقد طلب الرئيس من وزير دفاعه وضع خطط لإلحاق الهزيمة بـ “داعش”، من بين المقترحات التي ذكر أنهم يدرسونها استخدام المزيد من القوات الخاصة وحتى المعدات العسكرية مثل حوامات الأباتشي داخل سورية، وتسليح المقاتلين الأكراد الذين يحاربون “داعش” في الشمال، إذا كان من شأن مثل هذه التحركات أن تلحق الهزيمة بـ”داعش”، فهل سترحبون بها؟

الرئيس الأسد:

هل تمكنت القوة الأمريكية من إلحاق الهزيمة بالإرهابيين في أفغانستان أو في أمكنة أخرى ؟ لا، لا تستطيع ذلك، لا يكفي أن تستخدم حوامات الأباتشي أو مقاتلات (أف 16) أو (أف 35)، أو سمها ما شئت لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين، إنها طريقة شمولية للتعامل مع مسألة بهذا التعقيد، وبالتالي إذا أرادت الولايات المتحدة أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية، نحن هنا، نحن السوريين، نحن نملك هذا البلد كسوريين وليس أي أحد آخر، لا يمكن لأحد أن يفهم بلدنا مثلنا، وبالتالي لا تستطيع إلحاق الهزيمة بالإرهاب في أي بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته.

السؤال السادس:

لكنكم رحبتم بالقوات الروسية في بلدكم، فهل يمكن أن ترحبوا بقوات أمريكية فيه؟

الرئيس الأسد:

نحن دعونا الروس، وقد كانوا صادقين فيما يتعلق بهذه القضية، إذا كان الأمريكيون صادقين فإننا نرحب بهم بالطبع كأي بلد آخر يريد محاربة الإرهابيين وهزيمتهم، بالطبع نستطيع أن نقول هذا دون تردد.

السؤال السابع..

إذاً، تريدون أن تأتي قوات أمريكية إلى سورية للمساعدة في محاربة “داعش”؟

الرئيس الأسد:

القوات جزء من التعاون، مرة أخرى لنعد إلى الصورة الشاملة، لا تستطيع التحدث عن إرسال قوات إذا لم تكن صادقاً، إذا لم يكن لك موقف سياسي واضح ليس فقط حيال الإرهاب بل أيضاً حيال سيادة سورية ووحدتها، كل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى الثقة وعندها تستطيع إرسال قواتك، هذا ما حدث مع الروس، إنهم لم يرسلوا قواتهم وحسب، أولا هناك موقف سياسي واضح فيما يتصل بتلك العوامل وعندها بات بوسع الروس أن يأتوا وأن ينجحوا في محاربة الإرهاب.

السؤال الثامن:

هل أنتم مع قيام تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا لمهاجمة “داعش”في سورية؟

الرئيس الأسد:

هذا جوهري،إن أي تعاون في أي صراع حول العالم يحتاج تقاربا بين الروس والأمريكيين،هذا جوهري جداً،ليس فقط بالنسبة لسورية.

السؤال التاسع:

أنتم تتحدثون إلى الروس دائما،أليس كذلك؟

الرئيس الأسد:

طبعاً.

السؤال العاشر:

متى كانت آخر مرة تحدثتم فيها إلى الرئيس بوتين؟

الرئيس الأسد:

قبل بضعة أسابيع.

السؤال الحادي عشر:

عم تحدثتم؟

الرئيس الأسد:

عن المشكلة في سورية، وعن التقدم الذي يحققه الجيش السوري في سورية.

السؤال الثاني عشر:

هل ستحاولون التوسط في نوع من الترتيبات بين الولايات المتحدة وروسيا في هذه المعركة؟

الرئيس الأسد:

هناك تواصل مباشر بينهما، وقد تحدث الرئيس بوتين هاتفيا مع الرئيس ترامب قبل أسبوع أو نحو ذلك، وتحدثا عن قضايا مختلفة بما فيها سورية، وبالتالي، فإنهما ليسا بحاجة لدوري لفعل ذلك، كما أنه ليس لدينا أي تواصل مع الأمريكيين لمساعدة الروس على التواصل أو تحسين علاقاتهما، لسنا في ذلك الموقع.

 

 

السؤال الثالث عشر:

الرئيس ترامب قال مؤخرا إنه عازم على إقامة مناطق آمنة داخل سورية لحماية اللاجئين وربما السماح للعديد منهم بالعودة. إذا كان من شأن مثل ذلك التحرك أن يساعد في حماية مواطني بلدكم المعرضين للخطر، فهل ستدعمون ذلك؟

الرئيس الأسد:

في الواقع إنها لن تساعد، المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرار وأمن، وعندما لا يكون هناك إرهابيون، وعندما لا يكون هناك تدفق ودعم لأولئك الإرهابيين من قبل الدول المجاورة والدول الغربية عندها يمكن أن تكون هناك منطقة آمنة طبيعية وهي بلدنا، الناس ليسوا بحاجة لمناطق آمنة على الإطلاق، الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة هو أن يكون هناك استقرار وليس إقامة مناطق آمنة، إنها ليست فكرة واقعية على الإطلاق.

السؤال الرابع عشر:

لقد نزح أكثر من نصف سكان بلدكم، كيف يمكن أن تقولوا إن إقامة مناطق آمنة لحمايتهم من القصف لن يساعد؟

الرئيس الأسد:

أول شيء ينبغي أن تسأل عنه، لماذا نزحوا؟ إذا لم تجب عن هذا السؤال فلن تستطيع الإجابة عما تبقى، لقد نزحوا لسببين أولاً، الأعمال الإرهابية المدعومة من الخارج، ثانياً، الحصار المفروض على سورية، العديد من الناس لم يغادروا سورية فقط بسبب القضايا الأمنية، كما ترى فإن دمشق آمنة اليوم والحياة طبيعية تقريبا ولو ليس بشكل كامل، لكنهم لا يجدون سبلاً للعيش في سورية، وبالتالي ينبغي عليهم السفر إلى الخارج ليكسبوا لقمة عيشهم فإذا تم رفع الحصار ووقف الدعم الذي يتلقاه الإرهابيون وأنا هنا لا أتحدث عن الولايات المتحدة فقط، بل عن كل من دعم الإرهابيين، بمن فيهم الولايات المتحدة خلال إدارة أوباما إذا توقفت كل هذه الأفعال، فإن معظم الناس سيعودون إلى بلدهم.

السؤال الخامس عشر:

هناك نحو 8ر4 ملايين لاجئ منذ بداية هذه الأزمة على سبيل المقارنة، فإن هذا أكثر بأربع مرات من عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا نتيجة أحداث 1947 و1948 هل تقرون بأن هذه كارثة إنسانية؟

الرئيس الأسد:

إنها كارثة إنسانية تسبب بها الدعم الغربي لأولئك الإرهابيين بالطبع، والدعم الإقليمي الذي قدمته تركيا وقطر والسعودية، إن هذا لم يحدث بالمصادفة.

السؤال السادس عشر:

وهل تتحملون أي مسؤولية عن هذه الكارثة.

الرئيس الأسد:

كرئيس؟

الصحفي:

نعم

الرئيس الأسد:

فيما يتعلق بالسياسات التي اتبعتها منذ بداية الأزمة، فإنها تمثلت في دعم الحوار بين السوريين، ومحاربة الإرهابيين، ودعم المصالحة وقد نجحت هذه السياسات، وبالتالي فيما يتعلق بهذه السياسات أعتقد أننا كنا مصيبين، ونحن مستمرون على هذه الدعائم فيما يتعلق بهذه الأزمة، من أجل مستقبل سورية.

السؤال السابع عشر..

كما تعرفون، فإن الرئيس ترامب وقع أمرا تنفيذيا شديد الإشكالية يحظر دخول اللاجئين والمهاجرين من بلدان ذات أغلبية مسلمة، لكن على وجه الخصوص جميع اللاجئين السوريين، قائلا إن دخولهم إلى البلاد يمكن أن يلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة، الفرضية هنا هي أن بعضهم إرهابيون.

الرئيس الأسد:

نعم.

الصحفي:

هل توافقون الرئيس ترامب رأيه في هذه المسألة؟

الرئيس الأسد:

لهذا السؤال وجهان، الوجه الأول أمريكي، فهذه قضية أمريكية تتعلق بسيادة الأمة الأمريكية، لكل دولة الحق بأن تضع أي أنظمة لدخولها، يمكن أن نختلف أو نتفق حول هذا، لكن إذا سألتني كرئيس، كمسؤول في الدولة السورية، فإن مسؤوليتي ليست في أن أطلب من أي رئيس أن يسمح للسوريين بأن يدخلوا بلده ويصبحوا لاجئين فيه، مسؤوليتي هي استعادة الاستقرار كي أعيدهم إلى سورية ليجدوا ملاذا في بلدهم، وبالتالي، لن أناقش ما إذا كان هذا صحيحاً أو خاطئاً، فهذه قضية أمريكية.

السؤال الثامن عشر:

لكن السؤال كان، هل بعض هؤلاء اللاجئين، من وجهة نظرك، على صلة بإرهابيين؟

الرئيس الأسد:

بالتأكيد.

الصحفي:

بالتأكيد؟

الرئيس الأسد:

بالتأكيد، يمكنك أن تجد ذلك على الانترنت، يمكنك أن ترى صور الأشخاص أنفسهم في بعض الحالات بالطبع، صورا لأولئك الإرهابيين في سورية يحملون بنادق رشاشة أو يقتلون الناس، ومن ثم ترى صورهم كلاجئين مسالمين في أوروبا أو في الغرب عموما، نعم، هذا صحيح.

السؤال التاسع عشر:

برأيكم، ما عدد الإرهابيين الموجودين بين 8ر4 ملايين لاجئ سوري؟

الرئيس الأسد:

لا أحد لديه أي رقم عن هؤلاء، لا أحد يعلم، لأن لا أحد يعرف جميع الإرهابيين كي يستنتج نسبتهم، لا أحد على الإطلاق.

السؤال العشرون:

هل تعتقدون أنه عدد كبير؟

الرئيس الأسد:

الأمر لا يتعلق بكبر العدد، لأنك لا تحتاج عددا كبيرا لارتكاب الفظاعات، هجوم الحادي عشر من أيلول ارتكبه 15 إرهابيا فقط من بين ملايين المهاجرين ربما في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بالعدد، بل بالنوعية وبالنوايا.

السؤال الحادي والعشرون:

إذاً، إذا كان ما تقوله صحيحا، فإنه قد يكون من المبرر للرئيس ترامب أن يبقيهم خارج الولايات المتحدة؟

 

الرئيس الأسد:

لست أمريكياً لأبرر هذا، الشعب الأمريكي وحده هو من يمكن أن يقول ما إذا كان هذا ضد مصالح الولايات المتحدة أو معها، من الخارج، نستطيع مناقشة الأمر كقيمة، ما إذا كان هذا ينسجم مع القيم الإنسانية في العالم أم لا، على هذا الأساس نستطيع أن نناقش الأمر، لكن مرة أخرى، أستطيع أن أتحدث كرئيس، بالنسبة لي، الأولوية هي إعادة أولئك المواطنين إلى بلدهم، وليس مساعدتهم على الهجرة، هذا هو الواجب الطبيعي طبقا للدستور والقانون.

السؤال الثاني والعشرون:

هل ترحبون بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى بلدكم؟

الرئيس الأسد:

بالتأكيد.

الصحفي:

بالتأكيد؟ حتى الإرهابيين؟

الرئيس الأسد:

ليس علي أن أرحب بهم كرئيس، فأنا لا أملك البلد، وهذا ليس بيتي أو شركتي أو مزرعتي، هذا البلد لكل سوري.

السؤال الثالث والعشرون:

لكن إذا كنت تعتقد أن بعضهم إرهابيون، فماذا ستفعل بهم عند عودتهم إلى سورية؟

الرئيس الأسد:

لا يهم ما أعتقد،المهم هو ما سيقوله القانون في قضية كل شخص ارتكب أي فعل ضد بلاده، مع الأخذ بعين الاعتبار أنا منحنا العفو في سورية لآلاف الأشخاص الذين ارتكبوا أفعالا ضد بلدهم كجزء من المصالحة.

السؤال الرابع والعشرون:

كيف تتوقعون أن يعودوا؟ ما هي رؤيتكم أو خطتكم لاستعادة اللاجئين السوريين إلى سورية؟

الرئيس الأسد:

لقد عاد العديد منهم، ليس عددا كبيرا، لكن العديد منهم عادوا إلى سورية رغم الحصار والوضع الأمني، أغلبية السوريين يرغبون بالعودة إلى بلدهم، هذا طبيعي لكل مواطن، سيعودون عندما يعود الأمن ويرفع الحصار.

السؤال الخامس والعشرون:

في الشهر الماضي، أخرج جيشكم مسلحي “المعارضة” من شرق حلب، هل ترون في هذا نقطة تحول في الحرب الأهلية في سورية، وهل تعتقدون أنكم انتصرتم في هذه الحرب الآن؟

الرئيس الأسد:

لا، ليست نقطة تحول، نقطة التحول كانت عندما اتخذنا القرار بمحاربة الإرهاب رغم كل الحملة الدعائية التي شنت ضدنا في الخارج، وخصوصا في الغرب، ورغم كل الضغوط، تلك كانت نقطة التحول، حلب كانت خطوة مهمة ضد الإرهابيين، في الحرب ضد الإرهاب، لكن لا أستطيع القول إنها كانت نقطة تحول، لأننا ما زلنا ماضين على نفس الطريق، في نفس الاتجاه، ولم نغير وجهتنا، ربما تكون نقطة تحول بالنسبة للإرهابيين، فهم الأولى بالإجابة، نقطة تحول بالنسبة لأسيادهم في الغرب وفي المنطقة، ربما قد تكون كذلك، لكن عليهم هم أن يجيبوا عن هذا السؤال، فلا أستطيع الإجابة نيابة عنهم.

السؤال السادس والعشرون:

كنت أسألك قبل قليل عن التعاون المحتمل بين الولايات المتحدة وسورية، لكن المشكلة بالنسبة للكثيرين هي المزاعم المستمرة حول انتهاكات حقوق الإنسان من قبل حكومتكم، اليوم بالذات لدينا تقرير من منظمة العفو الدولية عن سجن صيدنايا، أو ما يسمونه “المسلخ البشري”، حيث تم شنق ما بين 5000 و13000 في عمليات شنق جماعية، ويتحدث التقرير عن ظروف مرعبة، ومحاكمة سجناء معصوبي الأعين، مع استمرار كل محاكمة بين دقيقة وثلاث دقائق ودون وجود محامين، محاكمات سرية بالمجمل، إن هذا في ظاهره يتعارض مع جميع أوجه القانون الدولي، ما الذي تعرفه عما يحدث في ذلك السجن؟

الرئيس الأسد:

دعنا أولاً نتحدث عن الجزء الأول من سؤالك، أي عن كيفية إقامة الولايات المتحدة لعلاقات مع سورية بوجود المزاعم المتعلقة بحقوق الإنسان، سأسألك، كيف يمكن أن ترتبطوا بهذه العلاقة الوثيقة والحميمة جداً مع السعودية؟ هل تعتبرون قطع الرؤوس معياراً لحقوق الإنسان؟.

الصحفي:

لكني لا أجري مقابلة مع ملك السعودية، بل معكم أنتم.

الرئيس الأسد:

نعم، أعرف ذلك بالطبع.

الصحفي:

أنا أسألك عن تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان في سجنكم، في بلدكم.

الرئيس الأسد:

أنت تملك الأسئلة وأنا أملك الأجوبة، وأنا أجبت، وهذا جوابي، عندما تجيب عن السؤال المتصل بعلاقتكم بالسعودية، عندها يمكنك السؤال حول هذا الموضوع، ثانياً، الولايات المتحدة ليست في موقع يمكنها من الحديث عن حقوق الإنسان. فمنذ حرب فيتنام وحتى هذه اللحظة، قتلوا ملايين المدنيين، هذا إذا ما لم نتحدث أيضاً عن قتل نحو 5ر1 مليون عراقي ودون أي تفويض من مجلس الأمن، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ليست في موقع يمكنها من القول، “لا أقيم علاقات بسبب حقوق الإنسان”، كما ينبغي أن تستخدم معياراً واحداً، هذا أولاً، فيما يتعلق بالجزء الثاني الخاص بالتقرير، فهو مثل العديد من التقارير الأخرى التي تنشرها منظمة العفو الدولية يضع مصداقية هذه المنظمة موضع الشك، ونحن لا ننظر إليها أبداً على أنها حيادية، إنها دائماً منحازة ومسيسة، ومن المعيب أن تنشر مثل تلك المنظمة تقريراً دون دليل على الإطلاق، هم قالوا إنه يستند إلى مقابلات.

الصحفي:

نعم.

الرئيس الأسد:

ماذا عن الوثائق؟ ماذا عن الأدلة المحسوسة؟ ليس هناك أي دليل محسوس.

الصحفي:

هناك مقابلات مع أربعة حراس ومسؤولين في السجن، ومع ثلاثة قضاة سابقين سوريين، وثلاثة أطباء…

الرئيس الأسد:

هذا لا يعني شيئاً.

الصحفي:

لا يعني شيئاً؟

 

 

الرئيس الأسد:

إنها مقابلات، عندما تضع تقريراً، ينبغي أن تقدم أدلة ملموسة، يمكنك أن تضع أي تقرير، يمكنك أن تدفع المال لأي أحد كما فعلت قطر في العام الماضي، فقد دفعوا أموالاً لإعداد مثل هذا التقرير، استحضروا شهودهم وأعدوا التقرير.

السؤال السابع والعشرون:

أريد أن أقرأ عليك شيئاً من التقرير، “عملية الشنق أمر بها مسؤولون على أعلى مستويات الحكومة، وتمت الموافقة على أحكام الإعدام إما من قبل مفتي سورية، أو من قبل وزير الدفاع أو رئيس أركان الجيش اللذين ينوبان عن الرئيس بشار الأسد”.

الرئيس الأسد:

أولاً، ما الدليل على ذلك؟ ثانياً…

الصحفي:

هل هذا صحيح أم لا؟

الرئيس الأسد:

لا، هذا ليس صحيحاً، بالمطلق ليس صحيحاً.

الصحفي:

كيف تعرف هذا؟ هل تعرف ما يحدث في ذلك السجن، هل كنت يوماً هناك.

الرئيس الأسد:

لا، لم أكن هناك، لقد كنت في القصر الرئاسي وليس في السجن.

الصحفي:

هذا ما أقصده، تقرير مزعج جداً حول أمر ما يحدث في أحد سجونكم، هل ستحققون في هذا؟

الرئيس الأسد:

إذاً، منظمة العفو الدولية تعرف عن سورية أكثر مما أعرف أنا، طبقاً لما تقوله، لا، هذا غير صحيح، لا، فهم لم يأتوا إلى سورية، ويضعون تقاريرهم استناداً إلى مزاعم، يمكنهم إحضار أي شخص، بصرف النظر عمن يكون، تستطيع أن تزور أي شيء هذه الأيام ونحن نعيش في حقبة الأخبار المزيفة، كما تعرف، والجميع يعرف هذا، ولذلك، لا ينبغي أن نعتمد على هذا، ثانيا، ينبغي أن تتحدث عن الواقع، قالوا في تقريرهم إننا قمنا بسلسلة من عمليات الإعدام هل هذا صحيح؟

الصحفي:

نعم، عمليات شنق جماعية.

الرئيس الأسد:

أولاً، الإعدام جزء من القانون السوري، فإذا أرادت الحكومة السورية أو مؤسسة سورية أن تفعل ذلك، يمكنها أن تفعله قانونياً لأنه موجود في القانون منذ عقود.

الصحفي:

إجراء محاكمات سرية ودون وجود محامين؟

الرئيس الأسد:

ما حاجتهم إلى السرية، إذا كانوا يستطيعون فعل ذلك قانونياً؟ ليسوا بحاجة لفعل ذلك سراً.

الصحفي:

هل هذا قانوني في بلدكم؟

الرئيس الأسد:

نعم، بالطبع، إنه قانوني ومنذ عقود، منذ الاستقلال، الإعدام، طبقاً للقانون،بعد إجراء محاكمة، فعل قانوني، كما في أي محكمة أخرى في العديد من البلدان في هذه المنطقة.

السؤال الثامن والعشرون:

هل تسمحون لمراقبين دوليين بزيارة ذلك السجن والتفتيش وتقصي هذه التقارير؟

الرئيس الأسد:

هذا يعتمد على مصداقية المنظمة المعنية، وليس أي منظمة، لأنهم يستطيعون استخدام هذه الزيارة لشيطنة الحكومة السورية أكثر فأكثر،كما يحدث الآن.

السؤال التاسع والعشرون:

هذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها اتهامات خطيرة في مجال حقوق الإنسان، الأسبوع الماضي، رفعت امرأة سورية في إسبانيا دعوى قضائية تتهم فيها تسعة مسؤولين حكوميين في الأمن والمخابرات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، شقيقها اختفى في أحد سجونكم، تسألون عن الوثائق، المحامون الذين رفعوا الدعوى متهمين حكومتكم بانتهاكات لحقوق الإنسان، جمعوا 3000 صفحة من الأدلة وأكثر من 50 ألف صورة التقطها أحد المصورين الحكوميين السابقين تظهر أجساداً هزيلة ومعذبة في سجونكم.

الرئيس الأسد:

من تحقق من تلك الصور؟ من تحقق من أنه لم يتم التلاعب بها بوساطة فوتوشوب وما إلى ذلك؟

الصحفي:

هل رأيتم الصور؟

الرئيس الأسد:

لا، رأيت صوراً في تقارير سابقة، لكن الأمر لا يتعلق بالصورة نفسها بل كيف يمكنك التحقق من الصورة؟

الصحفي:

قلت إن؟

الرئيس الأسد:

هل لديك صورة؟

الصحفي:

لدي الصور..

الرئيس الأسد:

هل تستطيع أن تريني إياها؟

الصحفي:

يسعدني ذلك..

الرئيس الأسد:

في هذه الصورة، هل تحققت من هوية هؤلاء الأشخاص؟

الصحفي:

بوسعي أن أقول لكم…

 

الرئيس الأسد:

لأنك أنت من يحمل الصورة ولأنك أنت من يذكرها أمام جمهورك؟

الصحفي:

هناك عدد من الصور…

الرئيس الأسد:

عليك أن تقنع جمهورك، لا تستطيع أن تذكر مثل تلك الصورة دون التحقق من هوية أولئك الأشخاص وأين التقطت الصورة، وكل شيء عنها، وتكتفي بوضعها أمام جمهورك وتخبرهم بأن هؤلاء الأشخاص قتلوا على أيدي الجنود السوريين..

الصحفي:

المرأة السورية التي رفعت الدعوى قالت إنها رأت شقيقها في تلك الصور.

الرئيس الأسد:

في المحصلة، هذه مجرد مزاعم، علينا أن نتحدث عن الأدلة الملموسة في النهاية، هكذا تستطيع أن تبني حكمك، أي شخص يمكن أن يقول ما يريده.

السؤال الثلاثون:

وزارة الخارجية الأمريكية أعطت هذه الصور للمخبر الجنائي الرقمي في مكتب التحقيقات الفيدرالي، قاموا بدراسة تلك الصور وقالوا إن الأجساد والمشاهد المصورة وهناك 242 من هذه الصور لا تبدو عليها أي آثار مصطنعة أو عدم اتساق يمكن أن تشير إلى أنه تم التلاعب بها ونتيجة لهذه الملاحظات، فإن جميع هذه الصور ال242 يبدو أنها تصور أشخاصاً حقيقيين وأحداثاً حقيقية.

الرئيس الأسد:

من قال هذا؟

الصحفي:

مكتب التحقيقات الفيدرالي، هل رأيتم تقريرهم؟

الرئيس الأسد:

لا، متى كان ذلك؟

الصحفي:

كان ذلك عام 2015.

الرئيس الأسد:

السؤال هو، متى كانت مؤسساتكم نزيهة فيما يتعلق بما يحدث في سورية، ذلك هو السؤال، لم تكن كذلك يوماً، بالنسبة لنا، لم تكن كذلك يوماً، وبالتالي فإننا لا ينبغي أن نعتمد على ما تقوله، أو ما إذا قال مكتب التحقيقات الفيدرالي شيئاً ما، هذا ليس مهماً وليس دليلا لأي كان، وخصوصاً بالنسبة لنا، الأمر الأكثر أهمية هو أنك إذا أخذت هذه الصور إلى أي محكمة في بلدك، هل يمكن أن تدين أي مجرم في هذا الصدد؟ هل يمكن بهذه الصور أن توضح ماهية الجريمة ومن ارتكبها؟ إذا لم يكن لديك هذه الصورة الكاملة، لا تستطيع أن تصدر حكماً، إنها مجرد بروباغاندا، إنها أخبار زائفة، يريدون أن يشيطنوا الحكومة السورية، في كل حرب يمكن أن تحدث أي جريمة فردية، حدث هذا هنا ويحدث في سائر أنحاء العالم، في أي مكان، لكن هذا ليس سياسة معتمدة.

 

 

السؤال الحادي والثلاثون:

لكن دعني أقل، إذا كنت قد فهمت ما قلته، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي ينشر البروباغاندا، ومنظمة العفو الدولية تنشر البروباغاندا،والجميع يتآمرون ضد الحكومة السورية، لماذا؟

الرئيس الأسد:

أسألهم هم، لسنا نحن…

الصحفي:

أنتم من يزعم.

الرئيس الأسد:

هذه ليست مزاعم، هم الذين دعموا الإرهابيين، ويمكنك العودة إلى ما قالوه، جون كيري قال قبل بضعة أشهر وبصوته، “كنا نراقب داعش وهو يتقدم، وتوقعنا من خلال ذلك أن يقدم الرئيس السوري تنازلات”، ما الذي يعنيه هذا؟ أوباما قال في أحد خطاباته إن الحرب على العراق هي التي أوجدت “داعش”، إذا، من الذي دعم “داعش”، لسنا نحن من أوجده، بل أنتم، الولايات المتحدة هي التي خلقت كل هذه الفوضى، من الذي دعم “المعارضة المسلحة” وسماها “معارضة مسلحة معتدلة”، بينما هم في الحقيقة “داعش” و”النصرة” في سورية، لسنا نحن من فعل ذلك، وبالتالي، فإنها ليست مؤامرة، بل هي حقائق، هذا هو الواقع، نحن لم نعط الأموال، ولم ندعم هؤلاء الإرهابيين، دولتكم هي التي دعمتهم علنا، كما فعلت بريطانيا وفرنسا، وقد صرحوا بأنهم أرسلوا لهم الأسلحة، لسنا نحن من فعل هذا، إنها ليست مزاعمي، بل هي مزاعم مسؤوليكم، بما في ذلك جو بايدن نائب الرئيس أوباما، هو تحدث عن السعودية ودول أخرى بأنها تدعم المتطرفين..

الصحفي:

تلك السعودية، لكن الولايات المتحدة…

الرئيس الأسد:

إذا، هذه المزاعم مزاعمهم، إنها مزاعم أمريكية قبل أن تكون مزاعم سورية.

السؤال الثاني والثلاثون:

الولايات المتحدة وشركاؤها بالتحالف يقصفون “داعش” في العراق وسورية، وهي تدعم الجيش العراقي في جهوده لتحرير الموصل من “داعش”، كيف تستطيع القول إن الولايات المتحدة تدعم “داعش”؟

الرئيس الأسد:

هل تستطيع أن تشرح لي كيف استطاعوا إلحاق الهزيمة ب”داعش” في العراق، في الوقت الذي كان فيه “داعش” يتمدد في سورية منذ أن بدأ “التحالف الأمريكي” بشن هجماته…

الصحفي:

هل يتمدد الآن؟

الرئيس الأسد:

كان يتمدد…

الصحفي:

هل يتمدد الآن؟

الرئيس الأسد:

بدأ ينحسر بعد التدخل الروسي، وليس بسبب التدخل الأمريكي، كيف تمكنوا من استخدام حقول نفطنا وتصدير النفط عبر آلاف الصهاريج إلى تركيا دون أن تراهم طائراتكم من دون طيار ولا أقماركم الصناعية، بينما تمكن الروس من ذلك وهاجموهم ودمروهم، دمروا جميع منشآتهم، كيف، هذه حملة تجميلية ضد “داعش”.

السؤال الثالث والثلاثون:

كي نكون واضحين، لقد أريتكم تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي وأريتكم الصور، وأريتكم تقرير منظمة العفو الدولية، هل يمكن أن تتعاونوا في التحقيقات لتحديد ما إذا كانت هذه التقارير الخطيرة جدا صحيحة في الواقع؟

الرئيس الأسد:

لقد أريتني العديد من الأشياء لكنك لم ترني دليلاً واحداً.

الصحفي:

أريتك تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي.

الرئيس الأسد:

لا، هذا ليس دليلاً على الإطلاق، بل هو في الواقع نقيض ذلك، بالنسبة لنا، فإن كل مؤسسة أمريكية كانت خلال الأزمة السورية ضد الواقع، كانت عكس الحقيقة، إنها ليست مؤسسة سورية، ونحن لا نكترث لما يقولونه، بالنسبة لي ما أكترث له هو التقارير التي تصلني من السوريين، وقد أجرينا تحقيقاتنا، لأن هناك العديد من الادعاءات المتعلقة ليس بجرائم جماعية،بل بأفعال فردية، ونحن نحقق بالعديد منها، وقد تمت معاقبة العديد من الأشخاص، لكن هذا يحدث في كل حرب.

السؤال الرابع والثلاثون:

هل يزعجكم هذا بما يكفي لجعلكم تحاولون معرفة الحقيقة بأنفسكم؟

الرئيس الأسد:

أعتقد أن عليك أن تري هذا للمسؤولين الغربيين وأن تطرح عليهم هذا السؤال، هل يزعجهم أن يروا ما يحدث منذ بدؤوا بدعم الإرهابيين في سورية، هذا القتل وهذا الدمار؟ هذا هو السؤال، بالطبع أنا منزعج، فأنا سوري.

الصحفي:

أنت منزعج بسبب هذا؟ بسبب هذه التقارير؟

الرئيس الأسد: أنا منزعج بسبب ما يحدث في سورية، وليس بشأن التقرير، أنا لا أكترث لهذه التقارير.

الصحفي:

ليس بشأن التقرير؟

الرئيس الأسد:

لا، أنا منزعج لما يحدث في سورية، إنها بلدي، وهي تتعرض للتدمير من قبل إرهابيين يعملون بالوكالة.

السؤال الخامس والثلاثون:

لقد اعترفت بأن جنودك ارتكبوا أخطاء في عملياتهم ضد “المعارضة المسلحة”، وأنه يمكن معاقبة أي شخص، ما عدد الأخطاء التي نتحدث عنها؟

الرئيس الأسد:

لا، لم أقل ذلك، لم أقل ذلك أبدا، قلت إن هناك أخطاء أثناء أداء أي عمل،هذه خاصية إنسانية.

الصحفي:

ما عدد الأخطاء التي نتحدث عنها؟ ما عدد المدنيين الأبرياء الذين قتلوا بسبب أخطاء حكومتكم؟

الرئيس الأسد:

لا أحد يعرف، لأن هناك الآلاف ممن تتحدث عنهم مفقودون ولا أحد يعرف شيئاً عن مصيرهم، ولذلك، لا تستطيع أن تعرف بدقة إلى أن تنتهي هذه الحرب.

السؤال السادس والثلاثون:

هل كان أحد الأخطاء قصف المستشفيات في حلب؟

الرئيس الأسد:

لم نقصف مستشفيات أبداً في حلب، لماذا نقصف مستشفى؟ هل تستطيع أن تقنع جمهورك بأن لنا مصلحة في قصف المستشفيات؟ هذا في الواقع يتعارض مع مصلحتنا، من المناقض لمصلحتنا أن نقصف مستشفى إذا كان يستعمل كمستشفى والدليل أن هذا كذب أنه في كل مرة يتحدثون عن قصف المستشفيات يقولون إنه آخر مستشفى في الجزء الشرقي من حلب، وفي المرة التالية يتحدثون عن مستشفى آخر ويقولون الشيء نفسه، “لقد قصفوا المستشفى الأخير”، إنها أكاذيب وأكاذيب وأكاذيب،يمكن أن نقضي كل المقابلة بالحديث عن الأكاذيب، ويمكننا التحدث عن الحقيقة والواقع، علي أن أتحدث عن الواقع.

السؤال السابع والثلاثون:

هل كان خطأ استعمال البراميل المتفجرة وغاز الكلور؟

الرئيس الأسد:

عليك أن تختار أي جزء من الرواية هو الجزء الصحيح، مرة قالوا إننا نستعمل أسلحة عشوائية وسموها براميل متفجرة، في اليوم التالي قالوا إننا استهدفنا مستشفيات ومدارس وقوافل، فإما أننا نستخدم أسلحة دقيقة أو أننا نستخدم أسلحة عشوائية، أي الروايتين تختار؟

السؤال الثامن والثلاثون:

لكنك تقر بأن مدنيين أبرياء؟ أنه كان هناك ضحايا مدنيون في هذه الحرب.

الرئيس الأسد:

بالطبع، كل حرب هي حرب سيئة، لا تستطيع التحدث عن حرب جيدة،دعنا نتفق على هذا، في كل حرب يسقط ضحايا، وفي كل حرب يدفع الناس الأبرياء الثمن. هذا هو الأمر السيئ في الحرب، ولهذا نريد أن ننهي هذه الحرب، لكن سقوط الضحايا لا يعني ألا ندافع عن بلدنا ضد الإرهابيين وضد الغزو الخارجي من خلال أولئك الذين يعملون وكلاء لدول أجنبية، مثل الدول الغربية والإقليمية، هذا بديهي.

السؤال التاسع والثلاثون:

الرئيس أوباما ألقى خطاباً عام 2013 عن الجهود الأمريكية في محاربة الإرهاب، بما في ذلك الضربات الجوية التي تقوم بها طائرات دون طيار، وقال إنه بينما يدافع عن تلك الضربات، فإن الحقيقة الصعبة رغم ذلك هي أن الضربات الأمريكية سقط جراءها ضحايا مدنيون، وهذا صدر عني وعن سلسلة القيادة التابعة لي، وسقوط أولئك الضحايا سيلازمنا ما حيينا، هل يلازمك مقتل المدنيين الأبرياء الذي تتسبب به الأعمال العسكرية لحكومتكم؟

الرئيس الأسد:

ذاك هو مثال مهم حول الأسلحة، إذا لا يتعلق الأمر بنوع القنبلة التي تستخدمها، سواء سميتها برميلا متفجرا أو أي اسم آخر، الأمر لا يتعلق بذلك، بل بالطريقة التي تستخدمها وبنواياك، ولذلك فإن الطائرات دون طيار التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة وصواريخها، الصواريخ الأمريكية، قتلت من المدنيين أكثر بكثير مما قتلت من الإرهابيين، وبالتالي، فإن الأمر لا يتعلق بالطائرة دون طيار، ولا بالأسلحة، بل بنواياك، في حالتنا في سورية علينا بالطبع أن نتجنب المدنيين، ليس فقط لأنهم شعبنا وهذه قضية أخلاقية بل في الواقع لأن ذلك سيصب في مصلحة الإرهابيين.

إذا قتلنا المدنيين عمداً، فهذا يعني أننا نساعد الإرهابيين، وبالتالي، لماذا نفعل ذلك؟ لماذا ندافع عن المدنيين ونقتل المدنيين، هذا غير منطقي، هذا تناقض، إذا كنا نقتل المدنيين، فعمن ندافع في سورية؟ ضد من ومن أجل من؟

السؤال الأربعون:

سُئلت بالأمس، هل كل الوسائل مبررة في هذه الحرب، وكان جوابك، نعم، إنه واجب، إذا تستطيع أن تستخدم كل الوسائل من أجل الدفاع عن الشعب السوري.

الرئيس الأسد:

تماماً.

الصحفي:

كل الوسائل؟

الرئيس الأسد:

كل الوسائل.

الصحفي:

بما في ذلك التعذيب؟

الرئيس الأسد:

لا، هذا ليس دفاعاً، التعذيب ليس دفاعاً، لماذا نستعمل التعذيب؟ ما العلاقة بين التعذيب والدفاع عن بلدك؟

الصحفي:

إذاً، أين تضع الحد الفاصل؟

الرئيس الأسد:

لا، هناك قواعد، هناك قواعد واضحة جداً كما في أي جيش، عندما تريد أن تدافع عن بلدك، فإنك تستخدم الأسلحة ضد الإرهابيين، هذه هي القاعدة الوحيدة التي أتحدث عنها، وهذه كل الوسائل التي يمكن أن تستخدمها من أجل الدفاع عن بلدك عسكرياً، إذا كنت أتحدث عن الجيش، فعلينا بالطبع أن ندافع عنه سياسيا، اقتصاديا، وبكل معنى الكلمة، لكن إذا كنت تتحدث من الناحية العسكرية، فإن التعذيب ليس جزءاً من الدفاع عن بلدك.

السؤال الحادي والأربعون:

السؤال الأخير، هل لك أن تعطيني رؤيتك لتسوية هذا الصراع، وهل يمكن، تحت أي ظرف أن تكون مستعداً للتنحي إذا كان من شأن ذلك أن ينهي هذه الحرب الكارثية بالنسبة للشعب السوري؟

الرئيس الأسد:

بالتأكيد، بالنسبة لي، في أي وقت لا يريدني الشعب السوري أن أكون في ذلك المنصب، سأغادر فوراً، هذا جواب بسيط جداً بالنسبة لي وليس علي أن أفكر فيه، ولست قلقاً بشأنه، ما يمكن أن يقلقني هو إذا كنت في ذلك المنصب دون أن أحظى بالدعم الشعبي، هذا سيشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لي، ولا أستطيع تحملها، ولا أستطيع أن أنتج بأي حال، فيما يتعلق بالجزء الأول حول رؤيتي للحل، هناك دعامتان لذلك، تتمثل الأولى بمحاربة الإرهاب، فدون محاربة الإرهاب وإلحاق الهزيمة بالإرهابيين، لن يكون أي حل آخر مثمراً على الإطلاق، على الإطلاق، أي نوع آخر من الحلول، بموازاة ذلك، إجراء الحوار بين السوريين حول مستقبل سورية، وهذا سيشمل أي شيء وكل شيء، فيما يتعلق بالنظام السياسي بمجمله، سورية كلها بكل معنى الكلمة، ثم متى يمكن أن نجري الانتخابات، ويمكن أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم تجرى انتخابات برلمانية، ومن ثم إذا فكر السوريون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو أي نوع من الانتخابات الرئاسية، سيكون ذلك ممكناً.

الصحفي:

إذا قبل إكمال فترتكم الرئاسية التي تنتهي على ما أعتقد عام 2021.

الرئيس الأسد:

إذاً كان هناك إجماع شعبي حول هذا.

السؤال الثاني والأربعون:

كيف تحدد ما إذا كان هناك إجماع شعبي أم لا؟

الرئيس الأسد:

يمكننا أن نناقش ذلك حينذاك، لا يزال من المبكر الحديث عنه، لم ننه أياً من المراحل التي تتحدث عنها. وبالتالي، لم نفكر بالكيفية لأننا لا نعرف ما هي الظروف التي سنواجهها حينذاك، لكن في المحصلة، عندما تعيش في بلد، يمكنك أن تشعر بذلك، سورية ليست قارة، إنها بلد صغير، ونستطيع أن نتعامل مع بعضنا بعضاً وأن نعرف بعضنا بعضا كمجتمع، تستطيع أن تشعر إذا كان هناك إجماع شعبي، وإذا أردت أن يكون هناك شيء موثق، يمكن إجراء استفتاء، هذا واضح جداً.

السؤال الثالث والأربعون:

هل لديك ما يبعث على التفاؤل؟

الرئيس الأسد:

بالطبع، فلولا ذلك التفاؤل لما تمكنا من القتال لست سنوات، المصدر الرئيسي للتفاؤل الذي كنا نشعر به هو أننا سنلحق الهزيمة بأولئك الإرهابيين وبأسيادهم، وبأننا سنستعيد الاستقرار في سورية، والأكثر أهمية من تفاؤلي هو تصميم الشعب السوري، فهذا مصدر مهم جداً للتفاؤل، دون ذلك التصميم، ما كنت لترى سورية في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة جداً وهي لا تزال تتمتع بالحد الأدنى من الحياة، إن لم نقل بحياة طبيعية، فعلى الأقل بالحد الأدنى للبقاء، وأن تتمكن الحكومة من تقديم مختلف الخدمات والدعم، وما إلى ذلك.

الصحفي:

شكراً لكم سيادة الرئيس.

الرئيس الأسد:

شكراً جزيلاً لكم