"الشاة و الذيب خلوا بينهما ..." / سيدي علي بلعمش

خميس, 07/03/2019 - 19:53

لا أتكلم هنا عن المنافقين و المتملقين الراكضين خلف كل من يتوقعون أن يصل إلى الحكم بالحق أو بالباطل ، لبناء موريتانيا أو لتدميرها ، لعزة الإسلام أو للحرب عليه
و لا أتكلم عن ذويه الذين قالوا أمام الملأ و في تسجيلات وصلت الجميع : "هذا رزق ساقه الله إلينا" (ذ ش اعطاهن مولان) و تبرعوا له في اصطفاف قبلي بغيض ، لا تخفي نوايا أصحابه، بمليارين من الأوقية و بتبجح جهالة ، ستكون لنا عودة إليه..
إن من أتكلم عنهم هنا ، هم أناس أسوياء لهم ضمائر و دين و أخلاق و إحساس بالمسؤولية اتجاه شعبهم و بلدهم ، يخطئون و يصيبون في قراءاتهم و توجهاتهم و يناقشون الأمور بتعقل و روية، لا بجهل و عصبية.
قبل أسابيع ، اعتذر ولد الغزواني عن لقاء بعض الشخصيات السياسية و أخبرهم أن عليهم أن يمروا على ولد عبد العزيز أولا و من بعد ذلك سيكون باستطاعته أن يلتقيهم...
و في كلام ولد عبد العزيز أمس مع الصحافة تأكد أمران لا مراء فيهما : الأول أن ولد الغزواني لعبة بيد عزيز؛ يتبرأ منه متى شاء و يزدريه متى شاء و يتبناه متى شاء و كيفما شاء.. و الثاني أن ولد عبد العزيز (حين يدعو الحكومة و الوزراء ... إلى مناصرة مشروعه) ، يكشف عن نية التزوير المبيتة لديهم. بل يتضح من كلامه أن ولد عبد العزيز من غبائه و جهله، يعتبر ممتلكات الدولة و موظفيها حقا شرعيا له ينافس به من يشاء...
إذا كنا لا نختلف في أن مشروع ولد عبد العزيز أجندة شيطانية لا يمكن تبرير أي موقف إيجابي منها .. و كنا لا نختلف في أن ولد الغزواني اليوم يمثل استمرار أجندة عزيز و حماية ممتلكاته و ممتلكات مقربيه ، فعلام نختلف؟
أفضل من يدافعون اليوم عن ولد الغزواني ، يقولون إن لدى عزيز ملفات مالية خطيرة متورط فيها و عليه أن يسايره بهدوء حتى يتحكم لكي لا يسجنه : فلماذا يلتف الموريتانيون اليوم ـ بعد كل ما ذاقوه من ويلات على أيادي هذه العصابة الشريرة ـ حول فاسد مثل ولد الغزواني ، يتحكم فيه عزيز بملفات مالية فاضحة؟
من يطلقون مثل هذه التبريرات يقولون بوضوح ؛ إما أن الجيش لا يرشح ولد الغزواني و أن ظهيره الوحيد هو ولد عبد العزيز و إما أن الجيش يرشحه لكن الجيش ما زال يرتعد خوفا من بازيب و لا يمكنه أن يغضب ولد عبد العزيز. و لا يمكن أبدا أن يكون هناك تفسير ثالث و هو ما يعني في النهاية استمرار نظام ولد عبد العزيز الإجرامي.
من يتحدثون عن بناء ولد الغزواني لجيش عصري بقدرات يحسب لها كل حساب في المنطقة ، يجهلون حتما أن الجيش الموريتاني يحتل المرتبة 129 من أصل 131 جيش في العالم.. ينسون أن قائد الجيوش الموريتانية الذي يتحدثون عن عبقريته ظل يرتعد من كتيبة من الأعجام و المرتزقة المحلية، تحرس ولد عبد العزيز .. و حين يتحدثون عن مشاركة جيشنا في قوى أممية (كوت ديفوار و وسط إفريقيا) ، يجهلون حتما أو يتجاهلون أن الأنظمة في تشاد و موريتانيا أصبحت تؤجر جيوشها لكل من يدفع و إلا لما كانت موريتانيا التي تعيش حالة الانفلات الأمني التي تعرفونها جميعا ، يموت جنودها في وسط إفريقيا دفاعا عن دولة المسيحية التي يريد الغرب تأسيسها على حساب مسلمي البلد.
لو أعطانا ولد الغزواني كذبة لقبلناها منه .. لو أشار إلى أي أفق أمل لاعتبرناه وعدا لكن ، ما هو في الحقيقة إلا نسخة رديئة من ولد عبد العزيز ؛ و أتحدى من يثبت عكس ذلك في قول منسوب له أو فعل.

لقد تحدث ولد عبد العزيز يوم أمس عن علاقتهما الحميمة و زمالتهما الطويلة و لا نعلق بسوى : "الشاة و الذيب خلو بينهما ..."