قضية صونغو: الفتاة المُدٓلكة تكشف التفاصيل (مقابلة)

سبت, 20/03/2021 - 22:10

الفتاة التي تتهم المعارض السنغالي أوسمان سونكو باغتصابها، تتحدث في مقابلة تلفزيونية وتفصل بإسهاب سيناريوهات اللقاءات المتكررة مع الرجل؛ وتستمر في جزمها بما تعرضت له على يديه وتقول إنه إن أقسم على المصحف بالبراءة لسحبت شكايتها.

آجي صار تأسف على البركان المميت الذي تلى اعتقال المدعى عليه من شكواها؛ لكنها تحافظ على مظلوميتها وتُعرض عن سؤال حول كونها حبلى.

حديث المرأة كان حزينا ودامعا في أغلب الأحيان؛ وبه من موجبات غض الطرف واستكاك السمع ما حدّثْ عنه ولا حرج، سلاح الرجل المؤلف من مسدسين وغمدهما، وزوجتاه ومكنونات قلبه. وقد تضمنت جولة البوح للفتاة العشرينية هروبا وترك عمل وخلوة بنفسها وبكاء وأسى وحزنا وترحما وغزلا ومستشارا اسمه سيدي أحمد. أعتقد أن عميد القضاة الذي حل محل رئيس الديوان الثامن في محكمة داكار فوق التصنيف قد يكتفي به للحكم على وجاهة الدعوى من تهافتها.

رغم الوداد الذي نجحت في خلقه قوى الخير من المتصوفة ومنظمات المجتمع المدني؛ والإرادة الصارمة للحكومة في ترضية الشباب المنتفضين؛ كان لابد من حديث إعلامي لهذه الفتاة؛ التي صارت أشهر مدلكة في البلاد وأشهر مدعية اغتصاب في البلاد. فهل صبت بمقابلتها لهيبا على رماد الجراحات السنغالية؟ أم أن مأزق العدالة السنغالية بالمزاوجة بين العدل والسلم أريد له أن ينسحب على المدعى عليه الذي عاد إلى بيته تحت الرقابة القضائية؟

ليست أزمة سونكو أولى امتحانات العدالة السنغالية مع زعماء العامة المتهمين؛ فقد سبق لها اعتقال قائد طائفة دينية بتهمة القتل العمد؛ ومحاولة اعتقال حفيد شيخ فار من العدالة انقلبت إلى فاجعة بمقتله؛ وفي النهاية كانت الغلبة للقوة العمومية.

في اعتقادي أن مأزقا شخصيا لآجي صار أوأوسمان سونكو لوحدهما أو لهما كليهما يوشك أن ينطفئ في أروقة المحاكم ليضيء في دهاليز التسويات التقليدية؛ بعد أن فارت بسببه دولة بالكامل.

الفنان الكوميدي السنغالي غوتياه الذي يعرض برنامجه على تلفزيون تي أف أم التي تعرضت مكاتبها للتخريب من قبل غاضبي سونكو وسخر من كل زعماء السنغال وسياسييها تناول بأسلوبه الساخر تصريحات الآنسة صار، التي كانت تستخدم اسما مستعارا للعمل في مهنة التدليك المنطوية على خطيئة في مجتمع مسلم يجمع على حرمة الخلوة لغير ضرورة بين فردين من جنسين مختلفين سيما في ديكور حالم بقناديل وعطور وزيوت وملامسة.

فهل كل شكاية يجب التعاطي معها؟ أم أن العدل نسبي والمظلومية نسبية مادامت السكينة ستهتز ؟

 

إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا