أغنية مصورة للمتحدث باسم الرئاسة التركية تتحول لأزمة سياسية وفنية في البلاد- (فيديو)

أحد, 18/04/2021 - 21:39

أنقرة- “وكالات”: تحولت أغنية مصورة أنتجها المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، المعروف بميوله الفنية، إلى مادة للجدل السياسي والفني في البلاد، عقب هجوم واسع شنته شخصيات معارضة تركية على ملحن الأغنية “المعارض لأردوغان” ما اضطره للاعتذار عن مشاركته في العمل الفني تحت ضغط كبير من الانتقادات على الرغم من أن الأغنية لم تحمل أي مضامين أو رسائل سياسية.

 

وقبل أيام، نشر قالن أغنية تقليدية كتبها سابقاً وحولها حديثاً إلى فيديو مصور “أشبه بفيديو كليب” مع موسيقى وألحان، والأغنية التي حملت عنوان “أصبحت لا شيء” أغنية تقليدية تسمى بالتركية “türkü” وبالعربية الفصحى تعرف باسم “الطقطوقة” وهي موسيقى تقليدية، حيث يجيد قالن العزف على آلة الساز الموسيقية التقليدية التركية أو ما تعرف بـ”الباغلما”.

الأغنية التي حازت على قرابة 4 مليون مشاهدة خلال أيام قليلة ورغم أنها حازت على إعجاب شريحة واسعة من الشارع التركي، وفتحت الباب أمام الحديث عن شخصية قالن “السياسي متعدد المواهب”، إلا إنها فجرت جدلاً واسعاً على المستويين الفني والسياسي لم ينتهِ حتى اليوم.

 

حيث تعرض ملحن الأغنية الموسيقار التركي الكبير “إركان أغور” لهجمة كبيرة من قبل أنصار المعارضة التركية وواجه انتقادات واسعة لمساعدته قالن في تلحين وتوزيع الأغنية، من منطلقات سياسية بسبب انتماء قالن لحزب العدالة والتنمية الحاكم وقربه من الرئيس رجب طيب أردوغان، وانتقادات أخرى من منطلقات فكرية كون الملحن معروف بمواقفه المعارضة و”العلمانية” على عكس ما اعتبره “مواقف قالن المعلنة ضد العلمانية في كافة مناحي الحياة”.

 

و”إركان أغور” أحد أبرز وأهم الملحنين الأتراك، ومعروف بقربه من المعارضة التركية وتوجيهه انتقادات للحكومة التركية ممثلة بحزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس أردوغان. وسابقاً رفض جائزة قدمتها له الرئاسة التركية، ويعتبر من المدافعين عن “العلمانية” في البلاد، حيث اعتبر كثيرون مشاركته في عمل فني مع قالن “مفاجئاً وصادماً ويتعارض مع مبادئه”.

 

وتعرض الملحن على مدار الأيام الماضية لحملة انتقادات واسعة، وتصدر الجدل المتصاعد حول الأغنية منصات التواصل الاجتماعي في تركيا، حيث اعتبرت شخصيات فنية وصحافية معارضة أن الملحن أخطأ في قبوله القيام بعمل فني مع المتحدث باسم الرئاسة التركية، ورغم محاولات الكثيرون التأكيد على ضرورة “عدم خلط الفن بالسياسة”، إلا إن الانتقادات تواصلت وتوسعت ضد الملحن.

 

واعتبر فنانون وكتاب معارضون أن قالن هو أحد أعمدة النظام السياسي في البلاد و”لديه مواقف ضد العلمانية” وكان يتوجب على الملحن ألا يقوم معه بهذا العمل. فيما رد آخرون بضرورة “عدم خلط الفن بالسياسة” والحفاظ على اعتبار الفن لغة عالمية تجمع الناس من كافة توجهاتهم الفكرية وأصولهم العرقية دون أي تمييز.

 

وعقب أيام من الانتقادات والضغط المتواصل، اضطر الملحن لإصدار توضيح اعتبر بمثابة “اعتذار” منه عن قيامه بهذا العمل الفني مع المتحدث باسم الرئاسة التركية، وقال: “لقد تأذى جانب في داخلي، يتساءل لماذا دخلت في هكذا عمل، من الممكن أنني فعلت خطأ، علي أن أتقبل ذلك”، مشدداً على أنه معارض للرئيس ورفض جائزة الرئاسة سابقاً وأنه نظر للأمر من جانب فني فقط، وجدد التأكيد على أنه “يساري وثوري (علماني)”.

 

وتعقيباً على ذلك، كتب قالن عبر صفحته على تويتر: “تحدثت مع إركان أغور (الملحن) في الأيام الأولى وعبرت له عن حزني وتضامني معه ضد الحملة التي تستهدفه واتفقنا على الصمت، لكني تفاجأت من تصريحاته، لقد أحزنتني، كنت أتمنى لو لم ينجحوا في جرنا للرد على الهجوم، ولكن لتكن بخير”.

 

وعقب ذلك، عبّر سياسيون وفنانون ونشطاء من خلال حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع قالن، معتبرين أن الحملة التي استهدفته من خلال الملحن حاولت “خلط الفن بالسياسية” وعملت على تعكير الأجواء وزيادة التجاذب السياسي الداخلي “بدلاً من استغلال الأغنية لنشر المحبة والتقارب والوحدة”.

 

وقالن يعتبر من أبرز السياسيين الأتراك في العقد الأخير، ويشغل منصب المتحدث باسم الرئاسة التركية، لكنه عملياً أحد أبرز المستشارين للرئيس أردوغان ويعتبر أحد راسمي السياسيات ويقود ملف الاتصالات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويوصف بأنه “مُفكر” كونه أكاديمي يحمل درجة الأستاذية ولديه أكثر من 10 كتب، وإلى جانب ذلك يهتم بالتاريخ والفلسفة والفن، ولديه عدة مقطوعات موسيقية ويحترف العزف على آلة “الساز” الموسيقية التركية التقليدية.