وفاة المجاهدة في ثورة التحرير الجزائرية “آني ستاينر”

خميس, 22/04/2021 - 17:11

الجزائروكالات : رحلت المجاهدة الجزائرية آني ستاينر مساء أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 93 عاما، التي تبنت القضية الجزائرية إبان الثورة التحررية، واختارت الجنسية الجزائرية بعد الاستقلال.

ولدت آني ستاينر سنة 1928 في حجوط (مارينغو سابقاً) بمحافظة تيبازة، من عائلة فرنسية من الأقدام، السوداء (وهي العوائل الأوروبية والفرنسية تحديداً، التي أقامت في الجزائر خلال ثلاثة أجيال) التزمت لصالح القضية الوطنية غداة اندلاع الثورة الجزائرية، بعد أن عايشت عن قرب اضطهاد وظلم الاستعمار الفرنسي تجاه الشعب الجزائري.

درست القانون في الجامعة، بعدها التحقت بفرع “جبهة التحرير الوطني” بالعاصمة الجزائر. تقول كانت بمنزلها رفقة زوجها وأصدقاء العائلة، لما أعلن عن اندلاع الثورة في الفاتح نوفمبر 1954 فقامت بالتصفيق بدون أن تشعر. وبعد فترة وجيزة تواصلت مع مجاهدي الثورة، وتم قبول عضويتها في جبهة التحرير، وتروي أنهم عندما سألوها خلال التحقيق معها “إلى أي مدى أنت مستعدة للعمل مع جبهة التحرير الوطني؟” أجابت: “أنا ملتزمة بشكل كامل”

وأصبحت آني فيوريو ستاينر ضابطة ارتباط لجبهة التحرير الوطني، تقوم بنقل الرسائل والقفف وعملت تحت قيادة قائد ولاية الجزائر ياسف سعدي ضمن مجموعة نساء عرفن باسم “حاملات القنابل” تقول في شهاداتها”لم يُطلب مني قط زرع قنابل. كنت أحمل كتبًا عن صناعة المتفجرات، لكنني حملت قبل كل شيء رسائل مكنت من إبرام اتفاقات بين جبهة التحرير الوطني و PCA (الحزب الشيوعي الجزائري). تقول عن دورها في الحرب “لقد تمكنت من القيام بالكثير من الأشياء لأنني لم أكن معروفة لدى مصالح الأمن، ولكن ليس لأنني كنت أفضل من الآخرين. ”

أوقفها الجيش الفرنسي سنة 1956، حيث كانت أول امرأة تتم محاكمتها أمام محكمة عسكرية كسجينة سياسية رغم انه لم يعترف لها بهذه الصفة إلا بعد سلسة من الإضرابات عن الطعام وتمت إدانتها في 1957 ب 5 سنوات سجنا لأنها تحدت رئيس المحكمة العسكرية وأدلت بتصريحات سياسية من سجن بارباروس عند زيارة وفد من لجنة الصليب الدولي قالت لهم انهم “يقدمون لهم لحما به الديدان”.

في فجر 11 شباط/ فبراير 1957، في باحة سجن بربروس حيث سجنت آني ستاينر، تم إعدام ثلاثة مجاهدين وهم ، محمد بن زيان لخنيش وعلي بن خير ونوري وفرناند إيفيتون ، الأوروبي الوحيد الذي أُعدم خلال الحرب الجزائرية. في نفس المساء في زنزانتها، قامت آني شتاينر بتأليف “قصيدة هذا الصباح” تجرأوا على قتلكم”. والتي تقول فيها: “فليعش في أجسادنا المحصنة / مثلكم الأعلى / ودماؤكم المختلطة / حتى لا يتجرأوا غدا / لا يتجرأوا على قتلنا”.

تم تحويلها إلى سجن البليدة، وهناك وضعت في زنزانة انفرادية لمدة 3 أشهر في نهاية 1957، وهناك قادت إضرابا عن الطعام في هذا السجن. وجهت آني إلى العمل في صناعة الحلفة على عكس الفرنسيات اللواتي يوجهن للعمل في ورشات الخياطة، من البليدة نقلت آني مرة أخرى إلى سجن الحراش من أجل نقلها إلى فرنسا أين تنقلت بين عدة سجون منها “لبتيت روكات غال” وسجن “بو” الرهيب، قبل إطلاق سراحها سنة 1961.

ذهبت بعد معانقتها الحرية إلى سويسرا من أجل استرجاع حضانة ابنتيها بعدما خطفهما والدهما واستقر بسويسرا إلا أنها خسرت القضية. عادت اني ستاينر إلى الجزائر واختارت جنسيتها والإقامة بها وسط أبناء الشعب الذي تبنت قضيته وناضلت من أجل تحرره. واشتغلت بالإدارة إلى أن تقاعدت.

آني ستاينر تعد من بين وجوه الثورة الجزائرية، ومن بين العديد من المجاهدين والمجاهدات من أصول أوروبية الذين جاهدوا إلى جانب الجزائريين خلال الثورة التحريرية واختاروا الجزائر بعد استقلالها وشاركوا في بنائها.