كانت ديمقراطية لابول الشكلية موغلة في الوقاحة و احتقار شعوب المنطقة، أفرزت أسوأ حكام و أفشل تجارب في الحكامة ..
و كان لا بد للعنة لابول أن تفضي إلى نهاية هيمنة فرنسا على المنطقة حين تجاوزت الحدود في احتقار شعوبها ، ضاربة عرض الحائط بمستوى وعي نخب هذه البلدان التي أدركت أن لعنة فرنسا التي تجلت في أقبح صورها في زيارة تآزر الرئيس ماكرون (في إبريل الماضي) ، لابن الدكتاتوري التشادي إدريس ديبي (الجنرال المزور محمد ديبي)، من أجل تثبيته في الحكم ، وصلت حد التفكير في الاتجاه الأوحد : "أن نكون أو لا نكون" ..
و من ينظر اليوم إلى حشود طلائع المنطقة المؤيدة للانقلابات العسكرية، يدرك بوضوح أن شعوبها استفاقت من غفوتها و فهمت أن أي حل لا يبدأ بإبعاد فرنسا كليا من مشاكل هذه البلدان المحرومة من أي قدر من النمو و الاستقرار، لن يكون إلا على حساب التمتع بأي قدر من سياديتها و حرية قرارها ..
كل الانتخابات في المنطقة منذ طبخة لابول ، أنتجت أسوأ أحكام عرفتها بلدان غرب إفريقيا منذ الاستقلال و لم تكن في الحقيقة سوى انقلابات مدنية، ملطخة بالتزوير و الفساد و فرض أمر الواقع ، خدمة لاستمرار التحكم الفرنسي في مصير المنطقة.
و حين لا تكون الانتخابات نزيهة و شفافة ، توصل الأفضل إلى الحكم، لا تستطيع أي قوة في الوجود منع الانقلابات العسكرية. و هذا بالضبط هو السر وراء تضامن نخب و معارضات هذه البلدان مع الانقلابيين (كما شاهدنا في مالي و بوركينافاسو)، أملا في ظهور عسكري متنور إلى الحكم لتخليص البلاد من ديمقراطية لابول المدمرة ..
و لن تستطيع الفرنكوفونية و لا فرانس-آفريك و لا إيكواس و لا الاتحاد الإفريقي و لا كل أيادي فرنسا الخفية أن تفرض اليوم أي شروط على مالي و بوركينافاسو ، لأن هذه الدول أدركت بوضوح أن أسوأ ما يمكن أن تنتظره هو بقاء الرازيا الفرنسية هلى أراضيها و استمرار الولاء و الطاعة لهذه القوة الشيطانية المتحكمة بطيش و احتقار في مصير شعوب المنطقة، من دون أي وجه حق...
كل شعوب المنطقة ، يودع لسان حالها فرنسا اليوم ، مرددا بأعلى صوت "إذا ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت و لا رجع الحمار"