تتضارب الأنباء حتى اللحظة، حول عدد الوفيات و المفقودين الموريتانيين في الأحداث الأخيرة ، داخل الأراضي المالية: بين من يتحدثون عن نيف و ثلاثين و من يتحدثون عن ثلاثة عشر .. من يؤكدون قتلهم جميعا و من يؤكدون أن لا أحد يعرف أي شيء عنهم .. من يحملون السلطات الموريتانية مسؤولية الاعتداءات المتكررة عليهم و من يستغربون هذا التصرف من قبل السلطات المالية تجاههم..!
لا شك أنها مأساة كبيرة و فاجعة مؤلمة بقساوتها و تكرارها و بشاعة طريقتها الوحشية..
و لا تستطيع السلطات الموريتانية التنصل من مسؤولياتها أمام الاعتداء على أي مواطن موريتاني، لكنها لن تستطيع حتى لو امتلكت الترسانة العسكرية الأمريكية أن تحمي أي مواطن موريتاني خارج أراضيها لا سيما في بلد مثل مالي يعيش حربا أهلية و أخرى مع الإرهاب و ثالثة مع كارتيلات المخدرات و رابعة مع تجار السلاح و خامسة مع أذيال المخابرات الفرنسية بكل مهاراتها في خلط الأوراق و سادسة مع الفقر و سابعة مع الفوضى و ثامنة مع إيكواس و تاسعة مع اللصوص و قطاع الطرق و عاشرة مع مهربي السجائر و بقية الممنوعات و حادية عشر مع فاغنير و اللائحة تطول(...)
و مع إصرار المنمين الموريتانيين على البقاء في الأراضي المالية و خروج الوضع عن السيطرة و عجز السلطات المالية عن الإنفاق على جيشها خارج العاصمة و سعي قوات فاغنر إلى تطبيق أجندتها (نشر الرعب في كل مجالها الجغرافي) ، ستظل مذابح الموريتانيين داخل الأراضي المالية، في تزايد مستمر ، من دون أن تستطيع أي جهة مالية أو موريتانية أو من الجهتين ، منعها أو حتى الحد منها..
على المواطنين الموريتانيين أن يفهموا أن الوضع تغير و أن الانتجاع في الأراضي المالية لم يعد ممكنا على الإطلاق و أن قطع العلاقات مع النظام المالي و قفل الحدود معها (و هي أكبر إجراءات يمكن للحكومة الموريتانية اتخاذها ضد مالي)، لن تزيد مشكلتهم إلا تعقيدا ؛ فعودوا إلى بلدكم و ابحثوا عن حلول داخله أو تحملوا مسؤولية قرار بقائكم في هذا الجحيم متلاطم الأمواج الذي يضن القاتل فيه على المقتول برصاصة رحمة، ليذبحه بشفرة سكين بدم بارد ، صونا لذخيرة سيحتاجها في وقت أصعب..