انتقدت صحف لبنانية بشدة الثلاثاء، القمة العربية في دورتها الـ27 والتي انعقدت أمس في العاصمة الموريتانية نواكشوط، واصفة إياها في صدر صفحاتها بقمة “الفشل” و”الهزال” و”التعري”. * السفير لم تكن “قمة الأمل” بمستوى عنوانها، “لا بل إن الأمل تراجع الى حد كبير في تحقيق ولو خطوة نوعية واحدة باتجاه وقف حمامات الدم السائلة في أكثر من بلد عربي، ووقف حالات الانقسام والتفتت وتدمير الذات العربية”.. هكذا كتبت صحيفة “السفير” تحت عنوانها “لاءات موريتانيا الثلاث: لا قمة ولا قرارات ولا عمل”.. “من أنشاص إلى نواكشوط: 70 سنة من الهزال العربي”. بعد استضافة موريتنيا للقمة في أعقاب اعتذار المغرب، رأت “السفير” أن القمة “صارت عبئاً على العرب الذين اعتادوا الهرب في خضم التحديات” متسائلة “كيف الحال وهم في لحظة يجمعون فيها على أولوية مواجهة تحدي الإرهاب المركزي؟” ” لكن كل على ليلاه، خصوصاً عندما تختلط الحسابات بالأحقاد وعندما تتبدل فجأة هوية العدو، فيصبح الإيراني أكثر خطراً من الاسرائيلي، وعندما تصبح قضية فلسطين مجرد شماعة، بينما تهرول دولة تلو دولة للتطبيع مع العدو”. البيان الختامي للقمة، رأت الصحيفة أنه “صار شبه تقليد ليس بمضمونه المكرر بل في عدم اقتران القول بالفعل عربياً”، مشيرة إلى أن القمة بدت “وكأنها مسروقة، شكلاً ومضموناً، بدليل أن من حضر من قادة العرب، أعطوا الأوامر بعدم إطفاء محركات طائراتهم، فكان أن ألقوا كلماتهم وشاركوا في التقاط الصورة الرسمية وعادوا من خيمة القمة إلى المطار مباشرة”. ولفتت إلى أن “إعلان نواكشوط”، الصادر عن القمة العربية لم يتضمن أي جديد يذكر في المواقف من القضايا المطروحة على جدول أعمال القمم المتتابعة، مستعرضة أهم البنود التي حملها، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الملف السوري والليبي واليمني، ومكافحة الإرهاب. * الأخبار “اجتماع الساعات الست ينتهي بإعلان باهت..قمة نواكشوط تعرّي الفراغ العربي”.. عنوان خبر خطته صحيفة “الأخبار” التي بدت على نفس الدرجة من الإحباط التي أصيبت بها “السفير” بخصوص قمة نواكشوط . وقالت الصحيفة “على عكس شعار قمة الأمل خلُص الاجتماع العربي السنوي إلى تعرية الفراغ العربي على المستوى الرسمي، وإلى كشف الأزمات التي تتعرض لها الجامعة العربية راهناً”. الفراغ في الشكل ظهر، بحسب الصحيفة “في ضعف اللقاء سياسياً في ظل تغيّب عدد من الزعماء العرب عن حضور القمة”. أما المضمون فرأت “الأخبار” أنه تمثل في القمة التي انتهت بإعلان يتألف من 13 بنداً، يمكن وصفه بالباهت وبأنه تعمّد تأجيل بعض النقاط (دون أن تذكرها)”. * النهار صحيفة “النهار” نشرت من جهتها مقالاً للكاتب أمين قمورية، تحت عنوان “طلعت ريحتكم” وهو شعار حملته احتجاجات شعبية بدأت في أغسطس/آب 2015 في لبنان وكانت حجتها الرئيسية بداية تراكم النفايات في شوارع بيروت. وفيما بدا ساخراً من الوضع المتدهور الذي بدت عليه دول عربية عديدة، قال قمورية في مقاله “ما حاجة العرب إلى اجتماع عربي شامل وهي تشاور وتحاور، فكل شيء على مايرام. أرض العرب للعرب، وهي مصونة من كل التدخلات الخارجية لا يجرؤ أحد على المس بها بفضل التضامن العربي والتكافل وتحصين الديار في وجه أي طامع″. مستطرداً “فلسطين تنعم بالحرية. سوريا ترفل بالاستقرار ويقصدها طلاب الاسترخاء من كل ارجاء العالم. العراق يفيض بالخير والثروات على كل جيرانه. اليمن سعيد بمحبة أهله ودول الجوار. والربوع الليبية الهانئة تتربع على عرش السياحة الدولية. وحال الصومال محل فخر لكل العرب باكتشافها داء الصوملة. ولبنان الأخضر نظيف كثلج جباله الأبيض وبلغ التطور السياسي فيه والانتظام الاجتماعي إلى حد أنه لايحتاج لا إلى رئيس ولا إلى حكومة ولا إلى برلمان لإدارة شؤونه”. متوجهاً إلى المجتمعين في القمة اختتم مقاله بقوله “غمرتمونا بالسعادة ورفعتم رؤوسنا حتى انفصلت عن رقابنا وأمنتم لنا مستقبلاً زاهراً. شكراً على كل ما قدمتموه لنا ونكتفي بهذا القدر ولا نريد المزيد… وحان الوقت كي تحلوا عنا لأن ريحتكم طلعت”. * الديار صحيفة “الديار” التي سارت على نفس الدرب، تطرقت للقمة بخبر عنونته بـ”قمة عربية بلا قيمة وبدون قادة في موريتانيا”، مستندة إلى آراء خبراء تحدثت معهم، مشيرة إلى أن فلسطين كانت “هي الغائب الأكبر عن القمة” “فيما كشفت الكلمات عن عمق المأزق العربي خصوصاً أن معظم الملوك والرؤساء الذين غابوا يقضون اجازات في المنتجعات العربية والأوروبية”. القدس العربي