الموجة الجديدة (عالية الغباء) ، من ظهور المفسدين و تظاهرهم على واجهة الساحة الغائرة و استعراضهم المبتذل عن طريق تبادل الأدوار و تبادل شهادات التزكية و تعَرُّضهم حفاة عراة ، متناسين من هم و ما تحمله الذاكرة الوطنية من آلام ماضيهم المشؤوم، يجب التصدي لها بكل قوة.. بكل رفض .. و بكل وقاحة أمثالهم..
فجأة تملأ صور و تصريحات و أخبار ولد أجاي و ولد الطيب و بيرام ، كل صفحات الجرائد و المواقع و أسماؤهم صالونات الجدل السياسي العقيم و مقاهي المجاعة الفكرية ؛ هذا يعيِّن ولد أجاي ، كما لو كان خبيرا لا تستقيم الحياة دون خبرته و ذاك يحول ولد الطيب إلى تشيرشيل زمانه و هؤلاء وصلوا من السخافة إلى قول " قال بيرام" و اولائك يوقظون تاريخ ناصرية ولدت خداجا في بلدنا و انتحرت خجلا على كرسي زعامة مسعود...!
و كان انضمام بيرام متوقعا لجوقة تبييض زعيم "شلخة الحمير" مدفوعة الثمن ، بعد ترنحه على ساحة الارتزاق في الآونة الأخيرة ، من دون العثور على أي حاضنة و لو بأطباء كلبة جائعة..
لقد نسي هؤلاء أنهم يلعبون بأوراق مكشوفة و محترقة، في ساحة محررة ، لم يعد فيها محل إلا لجلد و صلب أمثالهم ..
ما لا يدركه الكثيرون ، هو أن ولد أجاي هو كان مرشح رئاسيات 2019 السري لولد عبد العزيز (في حالة رفض ترشح الأخير كما حدث بالضبط) ، لكن الأحداث باغتتهم في وقت لم يعد يسمح بالتحضير لمهمة صعبة كغسيل أوساخ ولد أجاي و تلميع صورته الملطخة بالفضائح ، رغم سماح ولد عبد العزيز له بتوظيف آلاف العمال (على كاهل الدولة) و جمع ثروة هائلة من العمليات القذرة في كل المجالات.
كان ولد عبد العزيز ميكانيكيا مثابرا يعشق حرفته ، فكان يحتاج دوما قربه، قطعةَ قماش يمسح فيها أياديه الآثمة. و كان يكفي ولد أجاي أن يكون تلك قطعة القماش الوسخة ؛ فلا تزيدونه على ما اختاره لنفسه.
و ما لا يدركه الكثيرون أكثر ، هو أن ولد أجاي اليوم ، من أكبر أثرياء البلد و أفسدهم بدون منازع و أكثرهم بغضا و رفضا في الأوساط الشعبية..
و ليس من عادة ولد الطيب التحرش بمن يخشى بأسه و لا التغزل بمن لا يخطب وده حتى لو كان ولد أجاي..
لقد صدَّقت هذه المافيا السخيفة إمكانية استمرار زمن عزيز المشؤوم و هذا ما يتخبطون اليوم في أوهامه بحثا عن بوابة عودة لم يقتنعوا بعد بأنها اوصدت بخرسانة المستحيل المسلح.
واهمون أنتم إذا كنتم تعتقدون أن معركة الحساب انتهت أو يمكن أن تنهي بغير نهايتها.
لن تنتهي معركة الكرامةإلا بنهايتكم و لن نرضى بأي نهاية لا تحيلكم جميعا إلى السجون.
كل ما يحدث على الساحة الآن هو محاولة تحريك بيادق العمالة، في فزاعات استفزاز مرسومة بدقة، لاختبار استعداد الشعب لتقبل صدمات قادمة . و لمثل هذا يُستخدم أمثال ولد الطيب و ولد أجاي و بيرام عادة ، من الانتهازيين المُلقَّحين ضد الخجل .
إذا تم تعيين ولد أجاي ، تأكدوا أن ملف عزيز وجد "حلا" خارج القانون، بعيدا عن آمال و آلام هذ الشعب. لكن، تأكدوا أنه لن يكون أكثر من حل مؤقت، سيعقد الأمور أكثر بما قد يعيدها إلى فضائها الأوسع . "... و الله خير الماكرين"
و إذا سكت ولد الطيب ، تأكدوا أن ولد أجاي وجد من ينصحه بالابتعاد عن الظهور : لا أحد يستطيع حماية عزيز من السجن و لا يمكن سجن عزيز في قضية يمكن فهمها، من دون سجن دليل فساده و قطعة قماشه الوسخة ولد أجاي.
و يمكن للجميع أن يكسب بعض الوقت. لكن، لا أحد يمكن أن يفلت من حد سيفه : بعد فتح ملف عزيز و شركائه ، ظهرت أضعاف جرائمهم . و تأكدوا فقط أنها ستظل في تصاعد بما لا يساهم في تسهيل حل "سلمي" مع أي منهم..
و على من يعين ولد أجاي اليوم (حتى لو عينه على جمع زبالة نهر الفولغا)، أن يتذكر أنه أعلن أعلى درجات التحدي لكرامة شعب لم يبق له سوى كرامته..
لا أنصح السلطات بمثل هذه الانزلاقات غير محسوبة العواقب في معركة لا قاع لهاوية غضب الشعب فيها : حاكموا عزيز و اسجنوه مدى الحياة إذا أصر على عدم إعادة ثروة هذا الشعب المحروم من خيراته .
و لا ترحموا بيادق إجرامه و على رأسهم ولد أجاي ..
لا تطلبوا من عزيز أي تسوية و لا الاعتراف بأي فلس في الداخل و لا في الخارج و لا إعادة أي شيء : توكلوا على الله و خذوا قراركم بحزم و ارموه في السجن المؤبد مع الأعمال الشاقة.
اتركوا "محمد تيي" يعود لمهنته مع تنظيف ثياب حراسه و تلميع أحذيتهم : حينها سيعرف كيف يختار بين العودة إلى أدخنة حمامه و الخلود بين باعوض زنزانته..