طرابلس – «القدس العربي»: عقب اختتام اجتماع اللجنة العسكرية الأول من نوعه الذي عقد على مدار يومين في العاصمة الليبية طرابلس، توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالتوافقات بين أطراف المؤسسة العسكرية التي شهدت انقساماً لسنوات طويلة، حيث اعتبر هذا الاجتماع خطوة أولى نحو توحيد المؤسسة العسكرية وإنهاء الخلاف بين الأطراف السياسية في ليبيا.
وثمنت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز، الثلاثاء، اجتماع رئيس الأركان العامة التابع لحكومة الوحدة الوطنية الفريق محمد الحداد ورئيس الأركان العامة التابع لقيادة حفتر عبد الرازق الناظوري مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وقادة الجيش في العاصمة طرابلس، داعية الأطراف السياسية إلى أن تحذو حذوهما في روح التعاون والتوافق.
واستمرت اجتماعات الناظوري والحداد مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وعدد من مديري الإدارات والهيئات العسكرية، على مدار يومين، وصدر بيان عقب الاجتماع تحت عنوان بيان مشترك لقيادات المؤسسة العسكرية للجيش الليبي.
وقالت وليامز في تغريدة عبر حسابها على تويتر، إنها سعدت بما خلص إليه الاجتماع بين كل من الفريق الحداد والفريق الناظوري، المبني على العمل الدؤوب الذي قامت به اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 2020.
وفي بيان قادة الجيش الليبي، جدد القادة رفضهم التام والمطلق لعودة الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدين على نبذهم العنف ودعمهم الكامل لمدنية الدولة وإبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية.
كما قال البيان إن قادة الجيش الليبي اتفقوا على الشروع في تحديد الخطوات الواقعية لتوحيد المؤسسة العسكرية، كما تناولوا مسألة ضرورة تسمية رئيس أركان واحد للمؤسسة العسكرية، ووضع أسس تبادل وتوحيد البيانات والتنسيق في الأعمال بين رئاسات الأركان النوعية والإدارات المختلفة، فضلًا عن الاتفاق على وضع برامج تدريب مشتركة، وإقرار تفعيل القوة المشتركة التي تم الاتفاق على تشكيلها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وثمنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اجتماع قادة الجيش الليبي التابعين لقيادة حفتر وحكومة الوحدة الوطنية الذي عقد على مدى يومين في العاصمة طرابلس، متعهدة بمواصلة دعمها المحادثات في المسار الأمني.
وأشادت في بيان لها عبر صفحتها على فيسبوك، بالاجتماع الذي أُجري في طرابلس في 18-19 يوليو بين قادة الجيش الليبي، مؤكدة على دعمها المحادثات في المسار الأمني، لا سيما تلك التي تتم من خلال اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بما فيها التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر 2020.
وأشاد بيان للسفارة الأمريكية لدى ليبيا بالتقدم في المسار الخاص بتوحيد المؤسسة العسكرية، مرجعة ذلك إلى جهود رئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة الوطنية الفريق محمد الحداد، ورئيس أركان قوات حفتر عبد الرازق الناظوري.
وأوضحت السفارة أن الولايات المتحدة تضم صوتها إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في الإشادة بالتقدم المحرز في المسار الأمني الليبي نحو مؤسسة عسكرية موحدة بفضل جهود اللواء الحداد واللواء الناظوري، وكذلك اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، حسب تدوينة في موقع تويتر.
وأضافت السفارة أن الولايات المتحدة تواصل دعمها للتنفيذ الكامل لاتفاقية أكتوبر العام 2020 لوقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة.
وفي وقت سابق، أكدت عدد من المصادر الإعلامية الدولية والمحلية صحة الأخبار المتداولة حول اجتماع قصير المدة جرى بين إبراهيم الدبيبة، ابن عم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، من جهة، وصدام حفتر نجل اللواء خليفة حفتر في دولة الإمارات بتنسيق من والد السفير الإماراتي في ليبيا محمد علي الشامسي”.
وعقب تداول أخبار هذا الاجتماع فضلاً عن قيام الدبيبة بتغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، أثيرت عدد من ردود الفعل الغاضبة تجاه رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ما دعاه إلى إعلان مجموعة من الإجراءات كصرف القروش للشباب وصرف معاشات الشركات المتعثرة وتعديل المرتبات، لتخفيف حدة الغضب الشعبي.
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الشروع بصرف منح القروض وتوزيع الأراضي السكنية للشباب ضمن مبادرة الحكومة للإقراض، تزامناً مع اليوم العالمي للشباب 12 آب/ أغسطس، وقال الدبيبة إن الحكومة ستستأنف صرف منحة تيسير الزواج خلال المدة القليلة المقبلة.
وفي المقابل، اعتبر عدد من المتتبعين للمشهد أن التقاربات بين حفتر والدبيبة أخرجت باشاغا رئيس الحكومة المعين من البرلمان من المشهد، ما دعاه إلى التحرك هو الآخر، حيث انطلقت قبل يومين مظاهرات تطالب بتمكينه في مدينته الأم مصراتة، ثم وصل الأربعاء إليها في زيارة رسمية للاجتماع بمحموعة من الشخصيات المؤثرة في المدينة .