مساحة خضراء تخصصها «البيان الإماراتية» أسبوعياً، التزاماً منها بدعم جهود الاستدامة، يتفيأ ظلالها هواةُ الزراعة المنزلية ليتعرفوا على المعلومات الإرشادية الخاصة بالأساليب المنوعة للحصول على أشجار مثمرة ومنتجات من الخضراوات، وبعض الأساليب المستدامة لتوفير الطاقة أو إعادة التدوير، ويقفوا كذلك على خبرات الهواة الذين نجحوا في مكافحة الآفات بمبيدات عضوية أو صنعوا منتجات غذائية عضوية لأشجارهم.
تعد شجرة الليمون إحدى أهم الأشجار، التي يحرص على زراعتها غالبية محبي الزراعة وقد عرفها الإنسان منذ قديم الزمان، فيما أخبرنا أحد كبار المواطنين وهو اليوم في الثمانين من العمر، أن الطبيب الإنجليزي الذي دخل إحدى الدول الخليجية، إبان ما أطلق عليه الحماية البريطانية، ورأى أشجار الليمون الهندي في منزل أهل البلاد، قال لرجل مرافق له: «لديكم صيدلية متكاملة في بيوتكم ولن تحتاجوا كثيراً للأطباء»، وذلك في إشارة منه إلى ما تحتوي عليه شجرة الليمون من فوائد في جميع أجزائها، وقد كان الأهالي يرمون بذور الليمون في المكان الذي يرغبون في أن تنبت فيه شجرة الليمون، وما هي إلا مدة زمنية وتكون هناك أشجار من الليمون، ويقومون بإهدائه لبعضهم البعض لأن الجيران كانوا يتقاسمونه في ما بينهم.
اليوم نريد أن ننقل لكم من خلال هذه المساحة الخضراء بعض المعلومات عن هذه الشجرة الجميلة، فكان لقاؤنا مع حمد جمعة حمد والذي يعد زراعة الليمون هوايته الخاصة ويهتم بزراعة الليمون المحلي، موضحاً: دخلت أنواع من الليمون تباعاً إلى دولة الإمارات عاماً بعد عام، والكثيرون يقومون بحفظ البذور حين يشترون أي كمية من الليمون للاستهلاك المنزلي ليقوموا بتجربة زراعتها، وهي أفضل طريقة لتجربة نجاح أو فشل الأنواع من الليمون، أو أية ثمار أخرى نريد أن نحصل من بذورها على أشجار، ولكن حين تكبر الشجرة فإننا نحتاج لبعض الإجراءات البسيطة حتى نحصل على ثمارها، ومنها أن نقوم بتقليمها في شهر سبتمبر، وفي منتصف سبتمبر علينا أن نقوم بتسميد التربة، وأيضاً في الشهور الشتوية مثل نوفمبر وفبراير، كما نحتاج لتنشيط الشجرة عن طريق قطع الماء في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، وأفضل تسميد لليمون هو السماد البقري المعالج والسماد السمكي.
تسميد
ويضيف حمد: خلطتي التي أعتمدها للتسميد مكونة من 25% سماد سمكي و75% سماد بقري، وهذا يحفز على غزارة الإنتاج، خاصة أننا نستهلك الليمون (أو اللومي كما نطلق عليه) بشكل يومي خلال تناول وجبتي الغداء والعشاء في السلطات أو عصير أو بالعصر على الوجبة مباشرة، وأنصح هواة الزراعة في المنزل بالبدء في زراعة الليمون في فترة تبدأ من 15 سبتمبر، ولا أنصح بتسميدها عند الزراعة، ولذلك يفضل أن تكون الأرض مهيأة خلال الشهر السابق مع الحرص على ري المنطقة بالماء وتركها معرضة للشمس، ولكن عند وضع الشتلة الأفضل أن تتم عملية التسميد عند ظهور نموات جديدة، وأن تكون الحفرة غير جافة، ولا أنصح بزراعة الشتلات في شهور مارس وأبريل ومايو، ونصيحتي هي بداية شهر سبتمبر.
آفات
ويتابع: أنصح الهواة بعدم التردد في سؤال أهل الخبرة لرعاية شجرة الليمون، خاصة أنها مثل الكثير من الأشجار المثمرة ربما تتعرض للآفات، وحتى لا يذهب جهدنا هباءً وحتى نصل لمرحلة الحصول على الثمار، المطلوب أن نراقبها وإن لاحظنا أية تغيرات في أوراقها فذلك يعني ربما تعرضها للإصابة، وهنا لا بد من استشارة خبير زراعي أو من أي مهندس زراعي تخصص أشجار مثمرة وملم بعلم الآفات، وهناك مبيدات عضوية وأيضاً تقوم بغسل الأشجار بالماء، ويمكن الاستعانة بأصحاب المشتل لتقديم المشورة، وخلال تقليم الشجرة أيضاً علينا أن نعرف ما هي النموات التي يمكن أن نتخلص منها، وتعتبر أوراق الليمون أو اللومي من المفضل لدى بعض محبي تناول الشاي، حيث تضاف الأوراق لتعطي نكهة رائعة، كما أن الثمار عندما تكون بكمية وافرة نقوم بصنع الخل المحلي، إلى جانب صنع عصير الليمون، ولا أعتقد أني أقدم شيئاً جديداً إن قلت إنها مفيدة صحياً لاحتوائها على مضادات للسموم في الجسم، كما أنها مفيدة للكبد والكليتين.