أعدموا سامبا سي / سيدي علي بلعمش

خميس, 18/08/2022 - 17:41

في بلد يُحرَم فيه الصحفي من حقه في الوصول إلى الحقيقة (المشوهة بكل وسائل التستر و التضليل) و يحاصر بقانون الرموز و يُتهَم بالمبالغة في ما يعجز كل مكتب دراسات و كل خبراء الإجرام عن الإتيان بأقل نسبة منه..

في بلد لا تعتبر فيه العمارات الشاهقة دليلا و لا الفلل الناعسة دليلا و لا التحول من التسول إلى الثراء الفاحش دليلا ..

في بلد يتحول فيه كيوسك بيع أجهزة الكترونية صغير (أكثرها مغشوش) ، بين عشية و ضحاها و من دون أي مقدمات ، إلى أسواق نخبة و محلات فاخرة و شركات صناعة ثقيلة و مصارف تنافس أكبر اقتصادات شبه المنطقة..

في بلد يبرر فيه تبييض الأموال بشركات بلا أسماء و شركاء أجانب لا علم لهم و امتيازات فوقية لا يفسرها غير منطق الكرامات..

ماذا يبقى أمام أمثال سمبا سي غير الإعدام، إذا تغاضى القضاء عن كل هذا الجبل الشامخ من الأدلة المتبجحة بالفساد و الإفساد و تحدي الشعور العام و احتقار القانون و الاتكاء بكل اطمئنان على مسندة النفوذ؟
في بلد يبحث عن دليل على فساد عزيز و يبحث عن سبب لفتح تحقيق في جريمة الشيخ الرضا و يتجاوز (بحنِّيَة)، إعدام سونمكس و دفن إينير حية ، من يكون سامبا سي ليناطح جبابرة كارتيلاته ؟

- في بلد يَحرق أمام الكاميرات و أعين الجميع، جبلا من الأدوية المزورة و المغشوشة و منتهية الصلاحية بلا خجل. و لا يُسجن شخص واحد و لا تعاقب أي صيدلية ، من يكون سامبا سي ليقوم اعوجاجه و يعترض منطق  استباحته؟

- في بلد تُرشَق فيه الصحافة الجادة بحجارة العمالة للخارج و خراطيم مياه الارتزاق الحارقة و تٌوزَّع الهدايا و الإكراميات و أنواعط الشجاعة و الإخلاص و المهنية ،  على أحفاد ولد حيماسو و مدرسة المهرج ولد خيار و بقايا الكيكوطية و هياكل تهذيب الجماهير، ماذا يمكن أن يَنتظر سامبا سي غير المؤبد مع الأعمال الشاقة و المُهينة للكرامة الإنسانية؟

- في بلد يعترف فيه مفوض برتبة وزير ، بأن تكيبر هي من "أصدرت" له الأوامر بتوجيه شحنة مساعدات غذائية ، من الشعب الأمريكي، إلى بيتها ، في عملية بطولية ستكفيه للاطمئنان على مستقبله الوظيفي، من يكون سامبا سي ليردع هذا الطغيان المحمي بالقوة و القانون؟  

 لقد أصبحت جريمة الفساد في هذا البلد مشابهة حد التماهي لجريمة المخدرات : التاجر مجرم و المروج مجرم و الوسيط مجرم و المتعاطي مجرم و المتستر مجرم ، فكيف ينجو سامبا سي من المشنقة إذا لم يكن القضاء طرفا في الدفاع عن الحقيقة الماثلة بكل وقاحة لكل من يريد أن يراها، لا طرفا في تبرير عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها ، في بلد لا يعلو فيه صوت على صوت التجبر و التملق و الكذب؟

ليس هناك من حل لا يضيع وقت القضاء الثمين، غير إعدام سامبا سي لردع كل من تخول له نفسه مناطحة جبابرة الطغيان في بلد جبابرة الطغيان ، بما يرضي جبابرة الطغيان..

أسوأ ما يمكن أن ننتظره اليوم في هذا القضية هو أن يخرجها سامبا سي ببراءة متبوعة بمن : لو كان سامبا سي يخاف السجن لما خرج بكامل إراته عن سكة الأمان التي يعرفها جيدا و يدرك كل ما فيها أكثر من الجميع : سامبا سي بطل كما كان دائما و نحن في انتظار أن يُهزَمَ أو ينتصر و البراءة هنا هي سرقة انتصاره ؛ فاعدموا سامبا سي.