حقق الجراح الإماراتي الدكتور عبد السلام أبو بكر البلوشي، استشاري جراحة الأعصاب بالولايات المتحدة الأمريكية، إنجازاً جديداً باختراع عالمي أحدث ثورة ستغير توجهات الطب الحديث في الخيارات المتاحة لمرضى إصابات الحبل الشوكي والشلل، كما ستساعد هذه التقنية الجديدة جميع المرضى المسنين الذين لا يتمكنون من الحركة أو المشي ليكون لديهم خيار التنقل والحركة بسهولة أكبر.
وأكد البلوشي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن الاختراع الجديد يستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المبتكرة من خلال ربط دماغ المريض بواجهة الكترونية وهيكل خارجي يمكّنه من الحركة والمشي رغم إصابته بالشلل.
ويملك الجرّاح الإماراتي عبد السلام البلوشي براءة اختراع هذه التكنولوجيا الثورية، إذ تم تسجيلها لدى مكتب براءات الاختراع بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن إجمالي حجم السوق المتوقع التي يمكن معالجتها بهذا الجهاز الثوري في الولايات المتحدة وحدها يبلغ 200 مليار دولار.
وأبلغ البلوشي «البيان» بأنه نظراً إلى أن صاحب الملكية الفكرية الأساسي لهذه التكنولوجيا إماراتي الجنسية، فإنه يرغب في إطلاق النموذج الأول لهذا الاختراع المميز في دولة الإمارات العربية المتحدة ليكون متاحاً من الإمارات لجميع المرضى حول العالم.
وقال إن لحظة إطلاق هذه التقنية الجديدة ستكون فخراً لدولة الإمارات العربية المتحدة لصنع منتج ثوري لاستخدامه في جميع أنحاء العالم مع علامة «صنع في الإمارات».
وعبَّر عن فخره وسعادته بأن يرى العالم إنجازات الإمارات ونجاحها بوصفها من رواد مجال التقنيات المبتكرة التي ستُحدث نقلة نوعية في الرعاية الصحية.
يُذكر أن الدكتور عبد السلام البلوشي أكمل دراسته الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو من خريجي جامعة جونز هوبكنز في ولاية ماريلاند في بالتمور، وحقق إنجازاً طبياً استثنائياً، إذ تمكن من إجراء 4000 عملية جراحية دقيقة في مجال جراحة الأعصاب والعمود الفقري، بما في ذلك العمليات تم فيها استخدام الروبوتات في مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية.
ويأمل بتأسيس وإنشاء مركز يخلق ويدمج نظاماً متكاملاً بين الهندسة الحيوية الطبية، والذكاء الاصطناعي والابتكار مع تصنيع المعدات الطبية المتقدمة في دولة الإمارات، لتمكين المرضى في منطقة الشرق الأوسط من الحصول على أفضل الطرق العلاجية، بشقيها الجراحي وغير الجراحي.
ويؤكد أن إنشاء هذا المركز يتلخص في تأمين نفس العلاج داخل الدولة الذي يحصل عليه المرضى الذين يقصدون أمريكا من أجل هذه الغاية، وهذا لا يشكّل مجرد فرصة للمرضى من أجل الحصول على الرعاية الطبية عالية الجودة محلياً فقط، بل يتيح لهم أيضاً الحصول على خدمات فعالة من حيث التكلفة، ما يؤمن توفيراً كبيراً في النفقات، ليس لهؤلاء المرضى فقط، بل للحكومة أيضاً، الأمر الذي سيدعم السياحة العلاجية في الدولة الإمارات ويضعها على خريطة الدول المتقدمة القليلة التي تطبق التقنيات الروبوتية في جراحة الأعصاب والعمود الفقري.
وكان الدكتور البلوشي قد أجرى أول جراحة روبوتية للعمود الفقري في الشرق الأوسط وإفريقيا في أبوظبي في مارس من العام الجاري.
وأكمل الجراح الإماراتي دراسته الطبية في جامعة رايت ستيت في دايتون، ثم التحق بـكليفلاند كلينك في كليفلاند، أوهايو، ثم أكمل تدريبه في جراحة الأعصاب في جامعة لويزفيل في لويزفيل.
وحصل على زمالة العمود الفقري المعقدة في جامعة لويزفيل كنتاكي، ثم أكمل الزمالة الثانية في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور ماريلاند.
ولدى الدكتور البلوشي، الذي أنهى دراسته الثانوية في الدولة، اهتمام خاص باستخدام الذكاء الاصطناعي في جراحة العمود الفقري المعقدة، والصدمات العصبية وأورام المخ وأمراض الأعصاب الطرفية بأقل قدر من التدخل الجراحي.
أبوظبي ـ مصطفى خليفة