طرابلس: انطلقت مساء اليوم الأحد في العاصمة الليبية طرابلس، فعاليات الملتقى التحضيري للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية ،الذي ينظمه المجلس الرئاسي بمشاركة ممثلين عن مختلف أطراف العملية السياسية، والمدن والمناطق الليبية.
ويناقش الملتقى ،الذي يتواصل حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، العديد من الشواغل التي أعدها خبراء وأكاديميون، بعد عقد عدة ملتقيات بالخصوص.
ومع الحضور الكثيف، غاب عن الملتقى ممثلو نظام العقيد الراحل، معمّر القذافي، ونجله، سيف الإسلام. وعُرضت خلال الملتقى عدة كلمات مسجلة من مسؤولين أفارقة وعرب، استهلها رئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس جمهورية السنغال، ماكي سال، بتأكيد التزامهم بمبادرة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لإنجاح المصالحة الوطنية، والدفع باتجاه حل سياسي، محذرا من أن “مؤتمر المصالحة لن يحقق أهدافه سوى بتوافق الأطراف، دون قيد أو شرط”.
من جهته، شدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي ، على ضرورة “إرساء دعائم المصالحة الشاملة، على أسس العدل والإنصاف وجبر الضرر”. وقال: “سنكون مع ليبيا صاحبة الدور الرائد في تأسيس الاتحاد الإفريقي، وسنحزن في حال استمرار تواجد القوات الأجنبية على أراضيها”.
عربيا، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال كلمته المسجلة إن المصالحة بين الفرقاء الليبيين “تمثل مناخا ملائما لعملية الانتقال السياسي بقيادة ليبية، ودون تدخلات خارجية”، وأنها “ستوصل البلاد إلى الانتخابات”، إلا أنه أبدى تخوفا من “تأثر الاستقرار النسبي المحقق في ليبيا بحالة الجمود السياسي”.
وداخل قاعة الملتقى، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي إن حل الأزمة الليبية “ليس في محاصصة السلطة والنفوذ، أو تقاسم الموارد والمال، بل في رأب الصدع وجبر الضرر والعفو والمصالحة واستعادة اللحمة الوطنية الأخوية والعيش المشترك، وكذلك الرجوع إلى قواعد العرف والدين والممارسات السلمية والديمقراطية في تسوية الصراع”.
وأضاف “جني ثمار المصالحة لن يكون إلا بانخراط جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية في برنامج عمل، يعمل المجلس الرئاسي على إرساء دعائمه وأطره القانونية”.
ودعا المنفي الليبيين إلى الضغط الشعبي الإيجابي على كل الأجسام السياسية لاستكمال مشروع المصالحة، وإنتاج القاعدة الدستورية، وتخطي المراحل الانتقالية.
(د ب ا)