فكرة نبيلة شكلا لو تم تطبيقها قبيحة بالمضمون الحالى الذى تنفذ به منذ سنوات
نعم للاهتمام كل سنة بإحدى مدننا الأثرية ولكن كيف؟
* إبراز دورها ومكانتها الأثرية عبر وسائل الإعلام
*تخصيص ميزانية للنهوض بها بتمهيد الطرق لفك العزلة عنها وربطها بالقرى والمدن المجاورة وعاصمة الولاية ودعم شبكات المياه والكهرباء والاتصالات
* دعم المدارس والمراكز والنقاط الصحية
* ترميم مساجدها ومبانيها مع الحفاظ على اللمسات المعمارية التراثية
* تمويل مشاريع تنمية محلية للنساء والشباب العاطل عن العمل
* تنظيم ورشات تثقيف صحى وتوعية اجتماعية لسكان المدينة
* عقد اجتماع للحكومة فى المدينة اعترافا بمكانتها ودورها التاريخي
* دعم الأسر بمبالغ وتمويلات لمساعدتها على الإستقرار فى كل تلك الظروف الاستثنائية جغرافيا ومناخيا ومعيشيا
هذه ربما هي الفكرة النبيلة وراء تسمية مهرجان مدن التراث
ولكن ماذا حدث؟
فى كل سنة يقررون تسمية مهرجان على إحدى المدن الأثرية
تنتقل البلاد كلها إلى تلك المدينة مع الرئيس
السياسيون والإعلاميون والمدونون و الشعراء والفنانون والوجهاء والعسكريون والوزراء
كل قطاعات الدولة تحرص على أن تستقبل الرئيس ليس إلا
أما حظ المدينة وسكانها فهو حظ (بغايا نزار قباني) مالهن نصيب
تتوقف أعمال الحكومة، تتعطل مصالح المواطنين
تنفق أموال طائلة لتذهب مع الريح ولا يستفيد منها سوى (المكومسون)
يتعب سكان المدينة
يتعب الضيف والمضيف
يقدم محتوى بالغ القبح فنيا
هل يعقل أن يحتفى في( تيشيت) بأغنية (هيب هوب) ساقطة سقوط سراويل متذوقيها
في الحقيقة نحن أمام مهزلة حقيقية مضيعة للمال مفسدة للوقت وبنفس الطريقة التي كانت النسخة الأولى من هذا النظام تتبعها
لا استفادة
لا مشاريع تهم سكان المدينة
كرنفال نفاق وتملق لا يسمن ولا يغنى من جوع
وزارات بكاملها انتقلت إلى (تيشيت) فقط ليراها الرئيس
لمدة أيام تكثر التغطيات الإعلامية عن المدينة
تتم تقوية شبكات الاتصال
تستجلب وحدات صحية طبية متكاملة
يحضر جيش من الإعلاميين
تتنافس المؤسسات والقبائل أمام الرئيس
ومع تحليق مروحية الرئيس نحو نواكشوط يتسابق الجميع للعودة إلى العاصمة
الوزراء الوجهاء المنتخبون السلطات الإدارية والأمنية، الانصافيون، الصحفيون، الشبكة، التغطية الصحية، المدرسة الجمهورية، تآزر، الأمن الغذائي، الإذاعة، التلفزة، الوكالة، البشمركة)
ينتهي كل شيء
تعود (تيشيت) لصمت أبدي وتهميش أزلي وعزلة دهرية
ويعود سكانها لليأس لائذين بجدران عمرها قرون من المعاناة والريح والصحراء والبؤس
من صفحة الأستاذ: حبيب الله أحمد