في 20 تشرين الأول 1979 أعلن شخصان هما "محمد عبد الله القحطاني" الذي كان يدعي أنه المهدي المنتظر، وقريبه "جهيمان العتيبي" الموظف في الحرس الوطني السعودي إعلان خلافة إسلامية جديدة "لتصحيح أمور المسلمين".
فبعد صلاة الفجر، دخل جهيمان العتيبي ورفيقه محمد عبد الله القحطاني إلى الحرم المكي، أثناء الحج وأعلنا أمام المصلين ظهور "المهدي"، مطالبين الناس بمبايعة محمد القحطاني؛ باعتباره هو المهدي الواجب اتباعه، في الوقت الذي كان "بين 200 و 400 شخص من أتباع الرجلين" يوصدون أبواب المسجد النبوي ويتحصنون داخله. الأمر الذي أحرج الحكومة السعودية التي بدت مشلولة أمام هذا الاستيلاء المفاجئ على الحرم المكي والكعبة ثاني قبلتي المسلمين.
بدت حينها الحكومة السعودية محرجة، وشبه مشلولة أمام الاستيلاء الفجائي على الحرم المكي، فاستعانت بفتوى خاصة تبيح استخدام القوة في "البيت الحرام"؛ لطرد جهيمان والقحطاني وأتباعهما، لكن محاولات «الحرس الوطني السعودي» باءت جميعها بالفشل في إنجاز المهمة، وقتل 127 شخص، دون تحقيق الهدف.
أمام هذا الفشل العسكري، اضطرت السلطات السعودية، إلى الاستعانة بالقوات الخاصة الفرنسية؛ لكن كان عليها قبل ذلك الحصول على فتوى دينية؛ إذ يحظر على غير المسلمين دخول مكة؛ وتم حل الإشكالية بتنظيم "حفل ديني" أعلن فيه الجنود الفرنسيون المشاركون بالعملية إسلامهم شكليا؛ وتم تحويل القوات الخاصة الفرنسية مؤقتا إلى الإسلام على يد الفقهاء السعوديين الكبار.
بعد أسبوعين على الحصار، بدأ صباحا هجوم لقوات مشتركة (فرنسية ـ سعودية) على المتمردين داخل المسجد الذي تتوسطه الكعبة، وبحلول المساء استطاعت القوات الفرنسية ـ السعودية استعادة الموقع وتحرير الرهائن، في معركة تركت وراءها نحو 250 قتيلًا، وقرابة 600 جريح.
خلال المعركة، قتل محمد بن عبد الله القحطاني، مدعي المهدية، في العملية، إلا أن رفيقه جهيمان العتيبي نجا؛ ليحاكم ويعدم لاحقا مع من بقي حيا من جماعته من قبل السلطات السعودية، في التاسع من كانون الثاني ـ يناير1980 بساحات أربع مدن رئيسة في البلاد؛ لتنتهي إحدى الوقائع الأكثر إرباكا للعالم الإسلامي في العصر الحديث.