يحبس الشعب الموريتاني اليوم أنفاسه ، في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة . و تقوم مواقع و صحف التخبط المهني بتلميع البعض و الإساءة إلى البعض . و تقوم أخرى بتشكيل حكومات في محاولات غبية يعتقدون أنها يمكن أن تؤثر في ما سيحصل ..
الوزراء وظائف سياسية لكنهم في بلدنا اليوم يجب أن يكونوا رجال دحر المستحيل :
☑️ الإدارة فاسدة حتى النخاع
☑️ تداخل الإختصاصات ، حدث و لا حرج
☑️ الإدارة تعاني من حمولة زائدة لم تعد تتسع لها الممرات من أناس لا يتمتعون بأي خبرة في أي مجال ..
☑️ الروتين القاتل المؤسس على الفوضى و الاستهتار ..
☑️ أحتقار المواطن و استباحة كرامته و وقته ..
☑️ فوضى عارمة في المواعيد و الالتزامات ..
☑️ مزاجية عالية الاستهتار في الحضور و التواجد في مكاتب الخدمات ،
لا بد لهذه الإدارة الفاسدة ، المُحتَقِرة للمواطن ، المشوِّهة لصورة البلد ، المُمثِّلة لروح النظام ، المكرسة لأعلى درجات الفوضى و أقبح أوجه التخلف ، من وزراء يحملون مهمة فريق إنقاذ لبلد منكوب يُعَسكِرُ شعبُه في الشمس.
هذه الإدارة المرتشية ، المهملة ، المخجلة ، المُتعفنة ، الوسخة ، المتخلفة ، المقززة ، الجاهلة لكل نُظم الحداثة و دماثة اللباقة و أخلاق البشر ، أصبحت تحتاج فريق وزراء في مهمة مستحيلة ، بهامش تسامح صفر ..
تحتاج موريتانيا اليوم إلى فريق وزراء بتحمس الشباب و حكمة الكبار ..
فريق وزراء استثنائي بكل المعايير ، بصلاحيات رؤساء (كل في تخصصه) ، لا يحاسبهم غير القانون و لا يكرمهم غير الشعب..
تحتاج بلادنا اليوم فريق وزراء منسجم ، متكامل ، متنافس في خدمة شعبه و وطنه .. فريق عمل جاد ، يطرح في كل مجلس وزراء أسبوعي وجها من أوجه الفساد و يتخذ قرارا بمحاربته بعد تشخيص أسبابه .. فريق عمل يضع كل وزير منه لوحة في مدخل إدارته ، يُكتب عليها بالعريض الأحمر *"لا نريد أي مبررات*" .. فريق عمل يضع نصب عينيه معاقبة إدارته ، بدل معاقبة الشعب .. فريق عمل توزع سكرتاريا محترمة مواعيد و اتجاهات زواره ، لا مكان فيه لمن يطلب لقاء الوزير و لا من يطلب لقاء المدير : المكاتب ليست بيوت الموظفين .
هذا الفريق هو ما نحتاجه ؛ نحن اليوم لم نعد بلدا ناميا بل أصبحنا بلدا معرقلا للنمو ، بمثل هذه الإدارة المرتشية ، الفاسدة ، الفوضوية ، المتعفنة ، المقززة ، المستهترة ، الفاشلة ، المُحتقِرة للمواطن و المتجهة يوما بعد يوم إلى احتقار النظام من رأسه إلى قدمه .
هذه الإدارة الموبوءة ، الفاشلة ، المتفننة في تبرير العجز و الأخطاء ، التي يستحيل أن تجد منها موظفا في مكتبه ، تحاول اليوم فرض أمر الواقع على النظام و على الشعب بالحِيَّل و الأكاذيب :
لو وضع رئيس الدولة لثاما محكما و دخل أي إدارة في نواكشوط ، و طرح أي قضية مُصمَّمة للاختبار ، أتحداه أن يجد من تعنيه أو من يهتم به ، ما لم يسلك *"الطريق السريع" *، المؤدي حتما إلى روما ، حتى لو لم يكن من تخصص القطاع ..
ما نحتاجه اليوم أكثر من أسماء الوزراء ، هي تعليمات صارمة و مُلزِمة و واضحة للفريق الجديد ، من قبل رئيس الجمهورية ، تمنحنا حق المشاركة في تحديد من التزموا بها و من لم يلتزموا من خلال إنجازات ملموسة في قطاعاتهم و قيادة مميزة لإداراتهم، تحد من فوضاها و تسيب موظفيها و عدم اهتمامهم بمظاهرهم و عدم احترامهم للمواطن ..
*في الأخير* ؛
لا تربطني أي معرفة شخصية برئيس الوزراء الحالي و لا أؤمن بما يتحدث عنه الجميع حول موضوع التوازنات الجهوية البغيضة و لا تهمني خرافة الألوان و الأعراق المتخلفة ..
كل ما أعرفه و ما أبني عليه أحكامي هو أنه مهما قيل عن رئيس الوزراء الحالي ولد بلال ، يظل في رصيده ما لم يُحظَ به غيره ، حين رفض أوامر ولد عبد العزيز احتراما لأمانته الوطنية ..
- يظل في رصيد المهندس ولد بلال ، أنه لم يتلطخ بأدران المال العام رغم تمرغه في مختلف إدارات البلد..
- يظل في رصيد الشاب الهادئ ، المتواضع ، ولد بلال أنه لم يظلم أحدًا و لم يقهر أحدًا و لم يستبح كرامة أحد ،
- يظل في رصيد ولد بلال أنه قاد حكومته بلا تجبر و لا تنمر و اعترف بتقصيرها حد الفشل ، بكل صدق و أمانة ..
- يظل ولد بلال من خيرة أطر هذا البلد على امتداد تاريخه ، بمهنيته العالية و أخلاقه الرفيعة و حسه الوطني الصادق ، الخالي من التمظهر و الابتذال ..
إن الحملة التي تشن اليوم على هذا الشاب نظيف اليد ، كريم الأخلاق ، متواضع السلوك ، هي جزء من الحملة الذكية ، ذات المهارات العالية في التشويه و المكر ، على الرئيس غزواني و رجال ثقته الأوفياء التي تشهدها الساحة منذ عدة أشهر
معالي الوزير الأول ولد بلال شاب يتحلى بكل معاني المسؤولية ، من أشرف و أنبل و أشجع أبناء هذا الوطن و أنظفهم يدا و أحسنهم خلقا ، يستحق كل تقديرنا و احترامنا ، إن تركوه في مكانه ، يستحقها بكل جدارة و إن أقالوه منها وهو أمر عادي جدا (الرئيس لا يبرر مثل هذه الاختيارات) ، يجب أن يكرموه (إكراما للوطن) و يستغلوا كفاءاته و وفائه و نزاهته للمساهمة في استصلاح إدارتنا المنكوبة و شعبنا المرهق.
هذا ما استحقه علينا بما يلزمنا الإشادة به حتى لا تظل غصة في القلب تعذب الضمير.