باريس – أ ف ب: تؤمن الطاقات المتجددة حوالى 13 مليون فرصة عمل في العالم، وفقاً لتقديرات مركز الأبحاث «آر.إي.إن21» الذي اعرب عن أسفه لأن الاستثمار في هذه الطاقات غير كافٍ على الرغم من فوائدها الاجتماعية.
ونبه التقرير الذي نُشر أمس الأربعاء بالاعتماد على بيانات أولية، إلى أنه من المتوقع أن يزداد عدد الأشخاص المحرومين من الكهرباء في عام 2022، لأول مرة منذ فترة طويلة، من 220 مليوناً إلى نحو 774 مليوناً، أغلبهم في دول افريقيا جنوب الصحراء «بسبب التضخم أو تكاليف الطاقة أو الافتقار إلى الرؤية».
إلى جانب المكاسب المحتملة الأكبر بكثير
وفي أعقاب جائحة كوفيد19 وأزمة الطاقة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، وضعت حكومات، مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي واليابان، خططاً لدعم الطاقة المتجددة.
واشار الخبراء في هذا التقرير المكرس لفوائد الطاقات المتجددة (من الحصول على الطاقة إلى انخفاض التكلفة مروراً بالصحة ومكافحة الاحتباس الحراري) إلى أن «هذه التدابير تفتح آفاقًا لافتة من حيث النمو الاقتصادي والعمالة في مجال الطاقة للسنوات المقبلة».
في عام 2021، ارتبطت أكثر من 12.7 مليون فرصة عمل بالطاقات المتجددة، وفقا ًلمركز الأبحاث الذي أعد التقرير.
وفيما يتعلق بالمؤهلات، أكد التقرير أن 70 بالمئة من القوى العاملة المستخدمة حالياً في قطاع النفط والغاز تملك المهارات المطلوبة أيضاً في مجال الطاقات النظيفة.
في الاتحاد الأوروبي يتطلب تحقيق خطة «ريباوَر إي يو» ،التي تهدف إلى التخلي عن الوقود الأحفوري الروسي، خلق 3.5 مليون وظيفة بحلول عام 2030، فيما تؤمن الخطة الأميركية «آي.آر.إيه» حوالى خمسة ملايين في قطاع الطاقة، بحسب هذه التقديرات.
وتأمل الهند في توفير أكثر من 3.4 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030 في طاقة الرياح والطاقة الشمسية. هذا البلد الذي فرض ضريبة على استيراد الخلايا الكهروضوئية، وضع خطة بقيمة 3 مليارات دولار لدعم إنتاج الألواح الشمسية محلياً.
إلا أن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة الذي وصل إلى مستوى قياسي بلغ 495.4 مليار دولار في عام 2022، لايزال بعيداً عن الـ1100 مليار المخصصة للوقود الأحفوري، على ما ذكر مركز الأبحاث «آر.إي.إن21».
لم تستفد البلدان النامية، التي يعيش فيها ثلثا عدد سكان العالم، إلا من خُمس الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة. وفي عام 2021، منحت المصارف الخاصة 395 ملياراً من القروض لمشاريع الطاقة الأحفورية و53 ملياراً لمشاريع الطاقة المتجددة.
ولا تزال 113 دولة عاجزة عن توفير الكهرباء لجميع سكانها وحددت 54 دولة فقط من بينها أهدافاً لتحسين هذا الوضع، وفقاً للتقرير. وقالت رنا أديب، مديرة «آر.إي.إن21»، في التقرير «رغم الفوائد الهائلة للطاقة المتجددة، تواصل معظم الدول والهيئات الاستثمار في الوقود الأحفوري، بما في ذلك الغاز، مما يحرم مواطنيها مكاسب تنموية محتملة».