نص المقابلة:
فينانسيال آفريك: ظلت موريتانيا لزمن طويل ينظر إليها على أنها بلد غير آمن بسبب احتمال تعرضه لهجمات إرهابية. هل ما زال الوضع اليوم على ما كان عليه؟
رئيس الجمهورية:ما زالت موريتانيا وللأسف تعاني من صورة بلد يسوده عدم الاستقرار في الوقت الذي أحرزنا فيه تقدما ملحوظا على مستوى مكافحة الإرهاب وعلى المستوى الاقتصادي.
لم نتعرض منذ 2011 لأي هجوم إرهابي مع العلم أن الـ20 سلفي الموجودين على التراب الموريتاني يقبعون في السجون. جاء هذا نتيجة الجهود التي بذلتها قواتنا المسلحة التي ضحت بالكثير من الأرواح في سبيل القضاء على الجيوب التي كانت قائمة في شمال البلاد وإنشاء 36 نقطة عبور مؤمنة عسكريا وهو ما مكننا من مراقبة حركات السكان بما في ذلك الأجانب.
فينانسيال آفريك: إبقاء السلطات الفرنسية لموريتانيا ضمن المنطقة الحمراء أمر غير مبرر من وجهة نظركم؟
رئيس الجمهورية:لا أعرف ما الذي يجعل السلطات الفرنسية تتمادى في تطبيق قرار كهذا. ورغم ذلك فبإمكاني أن أجزم بأنه لا يوجد اليوم بلد واحد قادر على تأمين أرضه مائة في المائة نظرا لتشتت الأنشطة الإرهابية في العالم.
فينانسيال آفريك: ما شأن الوثيقة التي تتحدث عن اتفاق بين موريتانيا والقاعدة التي عثرت عليها السلطات الأمريكية أثناء الغارة على بن لادن في باكستان؟
رئيس الجمهورية:طلبت شخصيا، عدة مرات، من السفير الأمريكي في نواكشوط أن يوافيني بالنسخة الأصلية لهذا الاتفاق ولم أحصل عليها حتى يومنا هذا. وحقيقة الأمر أن كل المزاعم التي تتضمنها هذه الوثيقة لا أساس لها من الصحة وغير ثابتة إطلاقا. لم يحصل مند 2010 أن دفعت موريتانيا، تحت أي ظرف، أية فدية لإرهابيين بل تمكنا من إحباط هجوم كان يستهدف سفارة ووزارة الدفاع وهذا ما يبين بجلاء عدم وجود اتفاق مع القاعدة في المغرب الإسلامي.
فينانسيال آفريك: على المستوى الداخلي كثيرا ما اتهمت موريتانيا بالتساهل مع عودة بعض ممارسات الاسترقاق. ما هو ردكم على منتقديكم؟
رئيس الجمهورية:كثيرا ما تساءلت عن السبب الذي حمل بعض قادة الحركات المناهضة للعبودية على السكوت طيلة العقود الماضية. كانت بعض بقايا ممارسة العبودية وآثارها أكثر انتشارا في موريتانيا خلال الفترات الماضية خاصة بين الطبقات التي تعانى من الفقر والأمية. أرى أنهم استيقظوا متأخرين وأن سعيهم ربما كان بقصد الحصول على منافع يجنونها. أجزم بأنه لم يعد هناك وجود للعبيد في موريتانيا لان هذه الممارسة تم تجريمها. لقد تمت مؤخرا إدانة شخصين في أقصى الشرق الموريتاني بسبب ممارسات من هذا القبيل حدثت خارج ترابنا.
فينانسيال آفريك: هل كان من الحكمة بمكان سجن بيرام الداه اعبيدي زعيم الحركة الإنعتاقية؟
رئيس الجمهورية:
هذا الشخص مثل أمام العدالة بعد توقيفه من طرف قوات الأمن التي حررت حينها محضرا بهذا الشأن. تمت محاكمته فيما بعد وحكم عليه بالسجن سنتين ثم أطلق سراحه مؤخرا بقرار من العدالة. تمت إدانته على خلفية سوء سلوكه وليس لكونه معارضا سياسيا.
فينانسيال آفريك: دعوتم مؤخرا، في النعمة، إلى حوار مع المعارضة. هل تهدفون من وراء ذلك إلى جعلها تعود إلى الصف؟
رئيس الجمهورية:
لا أسعى إطلاقا لكسب المعارضة لأنني لست بحاجة إليها. البلد على ما يرام. المشاكل الأمنية تم احتواؤها والمشاريع الكبرى تسير بثبات. زد على ذلك عدم وجود سجناء سياسيين في موريتانيا مع تمتع الجميع بالحريات التي يكفلها القانون هذا بالإضافة إلى إلغاء عقوبات الصحفيين المرتبطة بالنشر.. ورغم هذا كله لم يشارك جزء من المعارضة في الانتخابات الرئاسية ولم تتح له فرصة التمثيل في البرلمان. فالقصد من وراء دعوتي للحوار هو ترسيخ الديمقراطية في بلدي عن طريق مشاركة الجميع في صنع القرار.
فينانسيال آفريك: فلماذا تسعون إذن إلى تنظيم استفتاء من أجل القضاء على مجلس الشيوخ واستحداث مجالس جهوية؟
رئيس الجمهورية:
اختار من سبقني من الرؤساء التركيز أساسا على نواكشوط حيث توجد اليوم المصالح القاعدية، الأنشطة المختلفة، فرص العمل وحتى الشيوخ الذين يمثلون الولايات والمقاطعات يقومون بمهامهم في نواكشوط. فنظرتي لهذه القضية مختلفة لكوني أفضل اعتماد اللامركزية في تسيير هذا البلد. ولذا لا بد من منتخبين قادرين على الاستجابة للحاجيات الخاصة للمواطنين المحليين..
هناك من يقول إنما هو عذر تريدون من ورائه مراجعة الدستور بهدف التمهيد لترشحكم لمأمورية ثالثة...
إنما هي تخمينات. لقد انقضت من مأموريتي سنة و9 أشهر ولم أقل يوما أنني عاقد العزم على تغيير الدستور من أجل الترشح مجددا. لقد أديت اليمين مرتين على احترام الدستور وليست هذه هي اللحظة التي سأقدم فيها على الرجوع عن أيماني .
فينانسيال آفريك: المطار الجديد منشأة رائعة لكنها مشيدة وسط الصحراء ألا تخشون أن يتحول إلى فيل أبيض يصعب تسييره؟
رئيس الجمهورية:
كما ترون فلنا طموحات كثيرة والكثير من ا