طفلة تصل وحيدة إلى أوروبا وتلتقي أمّها بالصدفة

خميس, 24/11/2016 - 23:17

أ ف ب

انتزعت أومو، البالغة من العمر أربع سنوات، من عائلة والدها في ساحل العاج لإنقاذها من ختان البنات، لتجد نفسها وحيدة في لامبيدوزا بوابة دخول المهاجرين إلى ايطاليا، لكن الظروف جاءت لمصلحتها وستلتقي والدتها.

 

وقالت مفتشة خدمة القاصرين في شرطة اغريجينتو في صقلية ماريا فولبي إن الطفلة "وصلت في الخامس من نوفمبر إلى لامبيدوزا" التابعة لها.

 

وسافرت الطفلة اومو على متن مركب مع 15 شخصا آخرين معظمهم من النساء والأطفال ولكن لم يكن أحد يعرفها على ما يبدو.

 

وتوجهت فولبي المتخصصة باستقبال القاصرين وتسمى "ماما ماريا" إلى لامبيدوزا لتسلم الطفلة ونقلها في التاسع من نوفمبر الجاري بأمر من قاض متخصص بقضايا القاصرين إلى دار للرعاية في باليرمو. وقالت إن اومو "وصلت قبل أيام وبدت مطمئنة".

 

بعد ذلك، وصلت إلى لامبيدوزا ناسادي، البالغة من العمر ثماني سنوات، وهي من مالي وقد تم إنقاذها الأسبوع الماضي قبالة سواحل ليبيا وأنزلت في لامبيدوزا مع والدتها وأخيها.

 

وفي مركز استقبال اللاجئين الكبير في لامبيدوزا، كانت شرطية ترغب في الكلام مع والدة ناسادي، فأعطتها هاتفها النقال لتلهو قليلا بالصور المحفوظة عليه.

 

فجأة، صرخت ناسادي "اومو! اومو!"، فقد تعرفت بين الصور على هذه الطفلة التي التقتها في مركز لاستقبال اللاجئين في تونس، ثم أعطت والدة ناسادي الشرطية رقم هاتف والدة اومو.

 

وتروي والدة اومو، وهي تجهش بالبكاء، أنها انتزعت الطفلة من عائلة زوجها لأنهم كانوا يصرون على ختانها، وأنها اصطحبتها إلى تونس حيث أوكلت أمر العناية بها إلى صديقة، ثم عادت إلى ساحل العاج "لقضاء بعض الأمور".

 

لكن الصديقة هذه قررت الرحيل إلى أوروبا حين سنحت لها فرصة الهجرة، من دون أن تعرف وجهتها بدقة، واصطحبت معها اومو، ثم يبدو أنها تخلت عنها لدى وصولها إلى لامبيدوزا.

 

وكانت الأم تعتزم السفر أيضا إلى أوروبا، لكنها تأخرت في ساحل العاج. ولما عادت إلى تونس، كانت ابنتها قد غادرت.

 

وتتواصل المفتشة عبر الهاتف مع الوالدة، في الوقت الذي تنشط الدوائر الدبلوماسية بين تونس وروما لتسهيل اللقاء بين الأم وابنتها "ربما من خلال تأشيرة أو من خلال إجراءات لم الشمل العائلي"، كما تقول.

 

وستخضع الفتاة والأم لفحص الحمض النووي "دي ان آيه" للتثبت من رابط القربى بينهما.

 

وتروي ماريا فالوبي، البالغة من العمر 56 عاما، أنها شهدت في مدى سنوات عملها دخول آلاف المهاجرين الصغار من دون مرافق بالغ، لكن عدد من كانوا أطفالا من دون أي مرافق لا يتجاوز العشرين.

 

وتقول "من المؤثر جدا أن نرى عيون هؤلاء الأطفال الصغار. إنهم يتعلقون بنا ونصبح مرجعهم الوحيد، من الشرف لي أن يكون عملي على هذا النحو، بكل حب وإنسانية".

 

في مطلع الشهر الحالي، أدرج الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا "ماما ماريا" على قمة الأبطال الأربعين الجديرين بوسام الاستحقاق من رتبة ضابط.