العودة الآن للحديث عن "عمالة" الرئيس المؤسس المختار ولد داداه رحمه الله .. والعودة للتشكيك في تضحيات الناس .. و تحيين كلام معروف لشخصيات سياسية ليست "بريئة" في حديثها عن جيل التأسيس بشهادة رفاقها ... كلها أمور يراد بها لفت انتباه الناس عن ما يجري في الداخل من وضع اقتصادي مزري وركود تنموي صارخ ..
إضافة الى محاولة التغطية على المشاعر، التي يعيشها الموريتانيون منذ يومين، عقب هزيمة يحي جامي، واعلان الرئيس الانغولي عدم الترشح لمأمورية ثانية، وما عناه ذلك من تجدد الحديث عن السلطة والمأموريات ..
لقد أصبحنا على وعي بهذه الصنارات التي يراد منها صرف الناس عن واقعهم، عن طريق إشغالهم بنقاشات ثانوية لا تفيد ولا تقدم ...
الرؤساء المختار وهيدالة ومعاوية وغيرهم لم يعودوا في المشهد السياسي، ولكل منهم ايجابياته وسلبياته .. والتهجم عليهم او التغني بهم لا يساهم في اصلاح التعليم اليوم، ولا تطوير الصحة، ولا التغلب على انقطاعات الكهرباء، ولا في تخفيف الاسعار، ولا البطالة التي أصبحنا نمثل البلد الأكثر احتضانا لها، رغم الكثافة السكانية القليلة ...
هاجموا المختار أو اطرحوه أرضا .. ولكن هل سيصبح أبناؤكم عباقرة في المستقبل ومخترعين بسبب من ذلك؟ .. وهل يحل ذلك كل مشاكلكم البنيوية القاتلة؟ ..
هي مسرحية مخابراتية لم تعد تنطلي على أحد ...
نحن معنيون اليوم بواقعنا المزري ... معنيون بهذه الهاوية التي نساق نحوها ...
حدثونا عن فشلنا في التعليم والصحة، وازدياد نسب الفقر وارتفاع الاسعار .. حدثونا - ايها الوطنيون - عن التسيب الأمني الذي نعيشه .. حدثونا عن الظلم المستشري في الادارات والمؤسسات، وتفشي الزبونية والقرابة والجهة في التوظيف والترقية .. حدثونا عن الانتقائية في محاربة الفساد.. حدثونا عن قصة الأثرياء الجدد ( لعلها قصص نجاح نستفيد منها) .. حدثونا عن العبث بالانسجام الاجتماعي حتى في قرارات النظام وتصريحاته... هذه هي مشاكلنا، وليس هل المختار أو خصومه كانوا عملاء أم وطنيين .. تلك أمة قد خلت .. ونحن أمة ما زالت تتخبط كالديك المذبوح، ويراد لنا أن نبقى أسرى لمحاكمات ماضوية، لا تسمن ولا تغني من جوع..
حاكموا من يحكمنا الآن .. من يتقوى به بعضنا على بعض .. حاكموه الآن قبل أن تسلقوه غدا بعد رحيله عن السلطة ..
حاكموه الآن قبل خروجه من السلطة، وقبل أن يصبح هو الشيطان الأكبر في نظركم .. ويصبح خلفه هو المهدي المنتظر....
انتهت اللعبة.. إلعبوا غيرها ..