ك– عيد الأضحى - إبادة الشعب الفلسطيني -والانتخابات الرئاسية : أحداث عظيمة يجب الربط فيما بينها .
تتجه أفكارنا في هذه الأيام المباركة ، وكذا تضامننا العاطفي وتهانينا ، نحو الشعب الفلسطيني المسلم ، والعربي الشجاع ، والمنتصر في نضاله المقدس ضد الهمجية والوحشية التي لا توصف . تلك الصادرة عن الوحوش الصهاينة ! .
وكذا تهانينا المزدوجة أيضاً ، لشعبنا ولجمهوريتنا :
أولاً ، بمناسبة عيد الأضحى المجيد .
ثانياً ، بنجاح قيادة فترة السنوات الخمس الأولى للرئيس محمد الشيخ الغزواني ، رغم التيارات والرياح التي هبت لزعزعة استقراره منذ الوهلة الأولى حتى اليوم الأخير .
نحن مقبلون قريبا على انتخاب رئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية . يجري هذا الحدث الكبير حاليا في سياق استثنائي ، من عدم الاستقرار العالمي والإقليمي، إن لم يكن في حالة حرب ! .
لذلك ، جدير بنا أن نتذكر أن الواجبات الدينية : من الأضاحي ، والاحتفال بالعيد ، والفرح الجماعي ، عادات ثابتة ؛ ولكن الأمر مختلف بالنسبة للحملة الانتخابية المقبلة .
فلتأخذ حملات المرشحين المختلفين في الاعتبار - كما أوصينا خلال الاحتفال بعيد بالاستقلال - الحداد الذي يعيشه كل أحرار العالم ، نتيجة الإبادة الجارية في فلسطين .
يجب أن تحتل فلسطين الصدارة والأحداث التي تجري هناك ، يجب ان تكون لها مكانة بارزة في حملات كل مرشح ، وتستبدل مظاهر الفلكلور والبذخ المفرط والأغاني وغيرها من مظاهر الفرح .
علينا ألا نغفل أننا لسنا بمعزل عن العالم . أصبحنا نعيش في عالم وكأننا تحت خيمة واحدة !
هناك رسالة لا بديل لها من الشعب والنخب الموريتانية إلى العالم كله . وما عدا ذلك ، سيكون مسيئاً لشعبنا، ولفلسطين التي جرحت ودمرت . وأكثر من ذلك ، ان كذا تصرف يتنافى وقيمنا الحضارية ، الأفريقية و العربية .
لنا الأمل في أن تهيمن المناقشات الهادئة حول البرامج ، والأفكار ، والمقترحات على الساحة ، لتحل محل الشعارات - المرفوعة هنا وهناك - الجوفاء ، وأحياناً العنصرية ، والحاقدة ! .
هي كلمة موجهة الي المترشحين ...
وأخيراً ، سيتم الحكم على الشعور الوطني ، وحس المصلحة العامة للمرشحين وحملاتهم ( وهو الحد الأدنى) أولاً وقبل كل شيء ، من ، خلال مواقفهم وسلوكهم الهادئ الذي يمليه الاهتمام بالاستقرار ، بالسلام بوحدة الموريتانيين .
فالطموح الى الوصول الى أعلى سلطة في البلاد شيء ، والرغبة في اغتنام هذه الفرصة لتحقيق أهداف مستترة ، أنانية وخبيثة ، شيء آخر.
يبقى شعبنا ذكيا بما فيه الكفاية ، ودولتنا يجب أن تكون مسؤولة ويقظة ، ليتسنى لها إحباط المكائد والمؤامرات المدمرة ، قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع، وبعد فرز النتائح !
محمد ولد محمد الحسن
رئيس معهد مدد راس2ires
في 7 يونيو 2024