ة" أدعوكم إلى خوض حملة نظيفة واحترام المنافسين، لأنهم قبل الحملة وبعد الحملة إخوتنا، لديهم برامجهم، ولا نشكك في وطنيتهم، ولا سعيهم في مصلحة البلاد. فقط نعتقد أن برنامجنا هو الأكثر واقعية وشمولية وقابلية للتحقيق."
المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب افتتاح الحملة (نواكشوط 14 يونيو 2024).
تعودنا من المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني في رئاسيات 2019 و2024 أن يركز على برنامجه الانتخابي، وأن يتجنب انتقاد منافسيه في الحملات الانتخابية، بل وأن يتعامل معهم باحترام كبير، وهذا الأسلوب من التعامل مع المنافسين نادر الحدوث.
ويتميز البرنامج الانتخابي للمرشح محمد ولد الشيخ الغزواني (طموحي للوطن) بأنه برنامج في منتهى الواقعية والشمولية والقابلية للتنفيذ، وأغلب ما جاء فيه من التزامات ووعود كان واضحا ومحددا وقابلا للقياس، أي أنه يمكن للناخب أن يقيس مستوى الإنجاز في كل قطاع من القطاعات، وهذه الجزئية في غاية الأهمية بالنسبة لنا في "منتدى 24 ـ 29 لدعم ومتابعة تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية"، فنحن في المنتدى قررنا أن يكون دعمنا للمرشح محمد ولد الغزواني دعما مختلفا عما جرت به العادة لدى داعمي المترشحين، فنحن بالإضافة إلى ما سنقدم من دعم خلال الحملة الانتخابية، فإن دعمنا لن يتوقف مع الحملة كالكثير من الداعمين، بل إنه سيستمر لمأمورية كاملة، من خلال المتابعة المستمرة لمستوى الإنجاز، مع التركيز على ثلاثة ملفات نعتبرها مرتكزات إصلاح، وهي التمكين للشباب ومحاربة الفساد وإصلاح الإدارة.
وبصفتي داعما للمرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، فإني في غاية الارتياح لأن المرشح قدم لي برنامجا انتخابيا واضحا، يتضمن وعودا والتزامات محددة وقابلة للقياس، ويمكن لي وفي كل وقت أن أحدد وبنسب شبه دقيقة ما أنجز منها، وما لم ينجز، سنة بعد أخرى، إن لم أقل شهرا بعد شهر.
هذا عن المرشح غزواني، أما بالنسبة لبقية المترشحين فالأمر مختلف جدا، فهم ليست لديهم برامج يمكن وصفها بأنها برامج انتخابية، وإذا ما اعتمدنا على ما يقولون في المهرجانات والتصريحات الإعلامية، في ظل عدم وجود أي وثيقة مكتوبة يمكن الرجوع إليها، فسنجد أن ثلث برامجهم الانتخابية يتمثل في نقد المرشح غزواني، والثلث الثاني يتمثل في تكرار القول بأن لجنة الانتخابات ستزور الانتخابات، وربما يكون ذلك تمهيدا لتبرير هزيمة يتوقعونها. أما الثلث المتبقي من برامجهم الانتخابية فهو يتمثل في إطلاق وعود انتخابية مستحيلة التحقق، لا تحترم عقل الملتقي، ومن تلك الوعود على سبيل المثال لا الحصر:
1 ـ تعهد المرشح حمادي ولد سيد المختار في افتتاح حملته الانتخابية بمنح المدرس راتب وزير، أتدرون ماذا يعني هذا التعهد بلغة الأرقام؟
دعونا نستبعد أساتذة التعليم العالي، ونكتفي فقط بالمعلمين في المدارس الابتدائية والأساتذة في التعليم الثانوي، فإذا ما قمنا بذلك فسنجد أن عدد هؤلاء حسب وثيقة نشرتها وزارة التهذيب هذا العام يصل إلى 23.385 مدرسا ( 16.522 معلما + 6.863 أستاذا)، فإذا منحنا كل واحد من هؤلاء المعلمين راتب وزير (1.700.000 أوقية قديمة)، فإن المرشح حمادي إذا ما افترضنا جدلا أنه فاز في الانتخابات سينفق نصف الميزانية تقريبا ( 477.054.000.000 مليار أوقية قديمة) على المعلمين والأساتذة فقط، والنصف الثاني سينفق منه على أساتذة التعليم العالي وبقية عمال الدولة، وعلى وزارة الصحة والدفاع والتشغيل وبقية الوزارات والإدارات.
2 ـ تعهد المرشح العيد ولد محمدن بتخصيص ثلث الميزانية (33%) للتعليم، وهذا أيضا تعهد غير جدي، حتى وإن كان أكثر جدية من تعهد المرشح حمادي، فلا توجد اليوم أي دولة في العالم تخصص 30% من ميزانيتها للتعليم، حسب آخر إحصائيات للبنك الدولي، أما أن تكون النسبة فوق 30% فذلك أمرٌ مبالغ فيه.
3 ـ تعهد المرشح بيرام بتأسيس رابطات لبائعي النعناع والفستق والتمر، ومنح كل عضو في تلك الرابطات منزلا لائقا في حي سكني لائق تتوفر فيه كل التجهيزات الضرورية، مع تحمل تكاليف الماء والكهرباء، وكل هذا مقابل ألف أوقية قديمة يدفعها المستفيد يوميا أو شهريا.
إن الحالة الوحيدة التي وجدنا فيها وثيقة مكتوبة لمرشح معارض، كانت تتعلق ببرنامج تم نشره باللغتين العربية والفرنسية، من طرف بعض داعمي المرشح سوماري، وتضمن هذا البرنامج وعودا في منتهى الخطورة تصطدم بديننا الحنيف بشكل صريح، وقد أكد المرشح بأن ما جاء في تلك النسخ لا صلة له ببرنامجه الانتخابي الذي لم يكتمل حتى الآن.
مما سبق يمكن القول بأن هناك مرشحا واحدا في انتخابات يونيو 2024 يمتلك برنامجا انتخابيا مكتوبا، أما بقية المرشحين، فبرامجهم الانتخابية تقتصر فقط على نقد النظام، أو القول بتزوير الانتخابات القادمة، أو إطلاق وعود فضفاضة لاستقطاب الناخبين يستحيل الوفاء بها.
من المهم أن يَعِد المترشح للرئاسة برفع رواتب المدرسين، وبزيادة ميزانية التعليم، والاهتمام بالفئات الهشة، كل تلك الوعود مهمة، وهي توجد ـ بالفعل ـ في البرنامج الانتخابي للمرشح غزواني، أما القول برفع راتب المدرس ليصل إلى راتب وزير، أو التعهد بتخصيص ثلث الميزانية للتعليم، أو الالتزام بتوفير سكن لائق لباعة النعناع والفستق والتمور مقابل ألف أوقية قديمة يدفعونها، فمثل هذا النوع من الالتزامات والتعهدات يضر المترشح أكثر مما ينفعه.
غزواني الخيار الآمن لمستقبل واعد.
#منتدى24_29
حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين الفاضل
[email protected]