قالت صحيفة “هسبريس” المغربية، إنه مع إعادة انتخاب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية ثانية، تبرز علاقات نواكشوط والرباط اللتين تجمعهما الجغرافيا والتاريخ ووحدة المصير، إضافة إلى الانتماء إلى مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية، على غرار الاتحاد الإفريقي واتحاد المغرب الكبير، إذ يمثل المغرب عمقا استراتيجيا لموريتانيا، وهو ما يضمن حسب مهتمين استدامة العلاقات بين البلدين خلال الولاية الثانية للغزواني وتشبث بلاده بمواقفها تجاه القضايا المصيرية بالنسبة للمملكة، مع العمل على إدماج البُعد التنموي المشترك في هذه العلاقات”.
ونقلت الصحيفة المغربية، عن إدريس قسيم، وهو أستاذ العلاقات الدولية بالكلية متعددة التخصصات بتازة، قوله إن “العلاقة مع موريتانيا ظلت تنتمي باستمرار إلى دائرة الرهانات والأولويات المحورية في السياسة الخارجية للمغرب، فهي تشكل عمقا إستراتيجيا حيويا تفرضه حتمية الجوار الجغرافي ووجود منظومة من المصالح المشتركة؛ غير أن الحرص المغربي على الحفاظ على علاقات جيدة وإستراتيجية مع الجار الجنوبي لم يكن يقابله التوجه نفسه من قبل النظام الموريتاني”.
وأضافت الصحيفة نقلا عن قسيم أن “نواكشوط كانت تنزع نحو توظيف النزاع حول الصحراء المغربية وحالة الاستقطاب بين المغرب والجزائر من أجل تحقيق منافع كانت في كثير من الأحيان تبتعد عن دائرة المصالح المشتركة مع المغرب”.
وتابع الأستاذ الجامعي المغربي: “نشير في هذا السياق إلى الاعتراف بجبهة البوليساريو، وتبني ما سمي ‘الحياد الإيجابي’ في ملف الصحراء، واستقبال وفود الجبهة بشكل رسمي ومستمر”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “هذه التوجهات الموريتانية لا يُتوقع أن تخضع لمراجعة بعد التجديد للرئيس ولد الغزواني، إلا أنه وجب التأكيد أن المملكة المغربية استطاعت أن تؤسس لبنية من العلاقات ومن المصالح الحيوية المشتركة المتسمة بالديمومة والاستمرار مع موريتانيا، إذ أضحى المغرب اليوم عاملا رئيسيا في تحقيق الأمن الغذائي للدولة الموريتانية، وهو بصدد إدماجها التدريجي والناعم في رؤيته وسياساته الإقليمية التي تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الجيوسياسية للدولة الموريتانية، مثل المبادرة الأطلسية”.
وقال الأستاذ الجامعي ذاته، في ختام حديثه لصحيفة “هسبريس”، إن “كل هذه القضايا يتوقع أن ترتقي في سلم أولويات الرئيس الموريتاني وأجندته الخارجية في ولايته الجديدة، على اعتبار أنها باتت مرتبطة بمنظومة المصالح الحيوية للدولة الموريتانية أكثر من أي وقت مضى”.