الجزائر- «القدس العربي»: عمّت الاحتفالات والتظاهرات التاريخية في كامل ولايات الجزائر احتفاء بالذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال، في وقت وجّه الرئيس عبد المجيد تبون خطاباً تحدث فيه عن تحقيق الجزائر لانتصار على الصعيد الداخلي وفي المحافل الدولية.
بشعار “عيد مجيد وعهد مع التجديد”، نظمت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، برنامجاً احتفالياً كبيراً بالذكرى المزدوجة لعيد الاستقلال والشباب، الذي تضمن نشاطات وتظاهرات ثقافية وفنية ورياضية وكذا ندوات فكرية وتاريخية عبر مختلف ربوع الجزائر، بهدف “ربط جسور التواصل بين جيل الثورة والأجيال الصاعدة والوفاء لرسالة الشهداء وتضحياتهم في سبيل الوطن”.
وأكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، في تصريحاته أن الاحتفال بهذه الذكرى يعد “مناسبة متعددة الأبعاد والدلالات بين التاريخ والحاضر والمستقبل”، مبرزاً أن الجزائر الجديدة (شعار مرحلة الرئيس عبد المجيد تبون) التي “تحتفل بهذه الذكرى المجيدة في ظل الاستقرار والسكينة ومقومات النمو والازدهار، تستحضر بكل فخر واعتزاز ذاكرة شهدائها الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية هذه الأرض الطاهرة”.
وفي سياق التظاهرات الفنية، سيتم على مستوى أوبرا الجزائر، تنظيم عرض فني تاريخي ضخم يحاكي تاريخ الجزائر بمشاركة أزيد من 200 فنان تحت عنوان “قبلة الأحرار” من خلال استعراض 9 لوحات فنية تبرز كل واحدة منها معركة ضد العدو. وأوضح وزير المجاهدين أن قطاع المجاهدين يريد من خلال هذه الاحتفالات “إعادة منح هذا العيد الوطني طابعه الشعبي ومشاركة أكبر للشباب والمجتمع المدني بما يعزز التلاحم بين الشعب ومؤسساته”. وذكر أن الثورة التحريرية المجيدة “استقطبت تعاطف وتضامن كل أحرار العالم لتكون أعظم ثورة تحقق هذه المكانة بفضل مبادئها الإنسانية، ما جعلها نموذجاً رائداً لحركات التحرر في العالم”.
ولم تخل رسالة الرئيس الجزائري بمناسبة ذكرى الاستقلال، من إشارات سياسية تفيد باستعداده لمواصلة مسيرته في الحكم لعهدة ثانية. وشدد تبون على أن “الجزائر اليوم التي لا تفتأ تذكر بالمرجعية النوفمبرية وتقدر رمزية الاستقلال وعمق ذكراه، هي في الوقت نفسه ماضية بلا تردد في مسار الأخذ من هذا النبع الصافي، ضابطة كل خياراتها وقراراتها ومواقفها ومشاريعها وفق ما خطته ثورة نوفمبر الخالدة وما أفضت إليه من استقلال شهد العالم بأسره أنه افتك افتكاكاً وقدمت على قربانه أغلى الأثمان”.
وأكد في هذا المنحى “انتصار الجزائر على أكثر من صعيد”، حيث قال: “نعم، لقد انتصرت الجزائر، انتصرت وهي تسترد إلى حضن أبنائها وشرف اسمها وهرم مقامها، انتصرت الجزائر في إعادة الثقة بغد أفضل، انتصرت في إعادة تماسك اللحمة الوطنية، انتصرت في إحياء الأمل، انتصرت في الإنعاش الاقتصادي، انتصرت في النهوض بالطبقات الهشة واكتساب ثقة الشابات والشبان، انتصرت في رسم الصورة التي تليق بالجزائر على المستويين الإقليمي والدولي، انتصرت بصوتها المرفوع ومكانتها المحفوظة في المحافل الدولية، انتصرت وهي تهز ضمير العالم في قضية الراهن الإنساني مأساة فلسطين الشقيقة”.
وختم تبون بالتأكيد على أن ذكرى الاستقلال الوطني “تبعث فينا الهمة والإدراك لمعنى أن يكون لك وطن بحجم ومكانة الجزائر، هذا الوطن العظيم الذي لم يخذله أبناؤه في أحلك ظروفه وكلما استدعاهم لمهمة لبوا نداءه، هذا الوطن الذي بث فينا جميعاً روح الإقبال عليه والامتثال لأحكامه كلما كان الموعد دقيقاً وحاسماً لنكون جديرين بالانتماء إليه”.
ويتوقع أن يكون الأسبوع المقبل محدداً بشكل كبير لتاريخ إعلان الرئيس عبد المجيد تبون ترشحه، في ظل اكتمال حلقة الدعم السياسي الذي تضمنه كبرى الأحزاب الممثلة في البرلمان التي أعلنت مساندتها له، ناهيك عن الدعم الذي يحظى به داخل منظومة الحكم.