كضرسالة محافظ البنك المركزي الموريتاني
بمناسبة إطلاق البرنامج الوطني للتثقيف المالي
إن الشمول المالي طريق يؤدي إلى تكافئ الفرص، وتحسين توزيع الدخل، ورفع مستويات المعيشة وتعزيز الإدماج الاجتماعي. كما أنه يمثل أيضا محركا رئيسيا لتعزيز النمو الاقتصادي واستدامته وتحقيق الاستقرار المالي وإزالة الحواجز التي تحرم الفئات الهشة من الوصول إلى الخدمات الحيوية. الشيء ذاته الذي يفتح أمامها آفاقا واسعة لتعزيز قدراتها المالية لمواجهة الصدمات والأزمات.
وقد شهد القطاع المالي في بلادنا، منذ 2022، عددا من الإصلاحات المهمة التي من شأنها تعزيز الشمول المالي. وقد شملت هذه الإصلاحات على سبيل المثال لا الحصر: (ا) اعتماد مجموعة من التعليمات المتعلقة بالدفع الإلكتروني؛ (ب) إجراء دراسات تشخيصية حول المدفوعات الإلكترونية والشمول المالي:(ت) وضع استراتيجيات وطنية للشمول المالي والثقيف المالي، والدفع الرقمي، وخارطة الطريق الخاصة بالتمويل الأخضر والشامل...الخ
وتشمل أهداف الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي: تحسين الثقافة المالية لتشجيع السلوك المالي المسؤول في المجتمع، وتحسين التعاون المؤسسي بين الأطراف المعنية وتطوير البرامج والمحتوى التعليمي المخصص للفئات المستهدفة، وتوعية المستخدمين بطرق تجنب الاحتيال المالي وتعزيز حماية المستهلك. ومن أجل ذلك جعلت هذه الاستراتيجية من التثقيف المالي حجر زاوية وأداة أساسية لتحقيق الشمول المالي وحماية المستهلك.
يمكن التثقيف المالي المستهلكين والمستثمرين من إدراك لمفهوم الخدمات والمنتجات المالية المتوفرة والمخاطر المصاحبة لها، وذلك عن طريق تقديم المعلومات والإرشادات المالية.
في هذا السياق، تم إعداد البرنامج الوطني للتثقيف المالي الذي يهدف إلى توعية المواطنين بأهمية الخدمات المالية وتعريفهم بأساليب الإدارة الجيدة للأموال وتعريفهم بحقوقهم ومسؤولياتهم كمستهلكين، بالإضافة إلى تثقيفهم حول المخاطر والفرص المرتبطة بالمنتجات والخدمات المالية بأنواعها المختلفة. ويتأتى ذلك من خلال انشاء محتوى تثقيفي يتضمن شرحا للمفاهيم المالية المختلفة؛ عبر سلسلة تثقيفية تمثل العمود الفقري لهذا البرنامج..
وتتمثل أهداف هذه السلسلة التعليمية الأولي التي يطلقها البنك المركزي الموريتاني في استقطاب الجمهور المستهدف، كالأطفال والشباب والنساء والمزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة، من أجل فهم واضح للمبادئ المالية الأساسية: إعداد الميزانية، والادخار، وطرق الدفع، وإدارة القروض، والخدمات المالية الرقمية.
وفي الوقت الذي أحيطكم علما بانطلاق هذه السلسلة التثقيفية، فإنني أدعو المستهدفين بها إلى الاستفادة القصوى من مضامينها الثرية، حتى يتسنى لهم الرفع من مستويات ثقافتهم المالية واكتساب المهارات الضرورية التي تؤهلهم للتعرف على الفرص المتاحة، التي تمكنهم من اتخاذ قراراتهم المالية. وستخولهم تلك المعلومات من سلوك أفضل السبل لتحقيق أهدافهم بأكبر قدر ممكن من النجاح والثقة، مع تجنب المخاطر التي تعيق رفاههم المالي.
وفي الختام أتمنى لكم التوفيق ومتابعة مثمرة للسلسلة التثقيفية الصادرة عن البنك المركزي الموريتاني.
وأشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله
محمد الأمين الذهبي