جاء فى كتاب الامانى لابى علي اليماني
كانت المضارب تضج بالحركة ليلا ونهارا كيف لا والخليفة محمد ابن عبد العزيز فى ضيافة خازن اسراره وحامل مفاتيحه الشيخ ابن باية فى بوادى تيرس
انتظم مجلس مهيب حول الرجلين ومن حين لاخر كانت تدار كؤوس الشاي واطباق المشوي واقداح لبن الابل
قال ابن باية / يامولانا الخليفة اسمعت فى حياتك اجمل من قول القائل
تضوع مسكا بطن نعمان ان مشت
به زينب فى نسوة خفرات
استحسن الخليفة البيت لكنه استشكل عبارة الخفرات فخاف ابن باية ان يعطى شرحا لايناسب فهم الخليفة مع انه لايعرف معنى العبارة فقال اظن يامولاي ان الشاعر يقصد الحفارات لكنه وضع نقطة على الحاء واهمل الفا لضرورة الوزن
تهللت اسارير الخليفة وقال احسنت ياابن الاكرمين فبطن نعمان لاماء فيه ولاشجر فجلب له العرب حفارات لجلب مياه الشرب كما نفعل بحفارتنا التى تعرف
اجاب ابن باية هو ذاك يامولاي
اطرق ابن عبد العزيز ساعة ثم انشد
وبالرمل منا نسوة لوشهدننى
بكين وفدين الطبيب المداويا
فمنهن امى وابنتاها وخالتى
وباكية اخرى تهيج البواكيا
قال ابن باية لله ما اجمل هذا يامولاي
قال ابن عبد العزيز وهل تعرف قصة هذه الابيات
قال ابن باية اجل يامولاي فقد حدث ان جارية اصابت مروان ابن الحكم راس الحمار بزجاجة ماء ورد فنقل الى حاضرة الروم لنزع الشظايا وتنظيف الجرح واشاع اتابك الجند ان غلاما حبشيا رمى مروان بسهم فاصابه بالخطإ حتى لا يرتبك الشعب وتعم الفوضى ارجاء الخلافة فلما تماثل مروان للشفاء انشد هذه الابيات
وهنا قاطعه ابن عبد العزيز فماتفصيل النسوة فى الابيات
قال ابن باية
الرمل يكنى به الخليفة عن القصر والطبيب المفدى طبيب كان فى بيرسى من اعمال فرنسية حاضرة الروم ويعنى الخليفة امه واختاه وخالته وباكية اخرى لعلها التى جرحته بلحظها وسهام عينيها وقتلته بدلالها وغنجها ونعومتها قبل ان تجرحه بزجاج ماء الورد
هنا دخل كبير غلمان الخليفة وهمس فى اذنه النوم يامولاي فنهض معانقا ابن باية وهو يقول مارايت اكثر منك خبرة فى شعر العرب وتاريخهم ولغتهم فلقد اطربتنا فخذ هذه الصرة الى صرارك الاخريات
تلقف ابن باية الصرة فاذاهي ذهب تازيازي خالص فمازال واقفا ليلته تلك راقصا على رجل واحدة فرحا بهدية الخليفة حتى خفنا عليه من داء النقرس وحمى الربع وذات الجنب والملط الصيني