فاجأنا الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، السيد حميد شباط، بتصريح جاء فيه أن "حدود المغرب تمتد من سبتة إلى وادي السنيغال"، في إشارة واضحة إلى أن بلادنا جزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية.
لقد أثارت هذه الخرجة الإعلامية، سخطا عارما لدى كافة مكونات الرأي العام الموريتاني، الذي رأى فيها عودة صريحة للخط السياسي التوسعي والعدواني الذي انتهجه حزب الاستقلال من بلادنا منذ حصولها على استقلالها الوطني، وهو الحظ الذي مُنيّ بفشل تاريخي ذريع، فقد أجمع الموريتانيون اليوم كما الأمس على رفضهم واستهجانهم لهذه المزاعم والأوهام، وما انطوت عليه من تطاول على سيادتنا الوطنية، التي لا مساومة فيها البتة.
ويأتي هذا التصريح في ظل توتر بالغ الحساسية، تعيش فيه بلادنا عزلة سياسية في المنطقة كلها، ومما لا شك فيه أن الارتجال والتذبذب في المواقف، وسياسة النعامة والارتماء في أحضان هذا الطرف اليوم، ثم في أحضان خصمه غدا دون تبصر، أفقدت بلادنا مصداقيتها واحترامها لدى الدول المجاورة والقوى الشقيقة والصديقة.
إن تكتل القوى الديمقراطية، في هذا الظرف بالغ الدقة:
يدين بشدة تصريح حزب الاستقلال، ويستهجنه؛
يدعو الرأي العام الوطني إلى الوقوف أمام ما يهدده من مخاطر جمة، ناجمة عن مغامرات النظام وسياساته الفاقدة للحنكة والحكمة المطلوبين؛
يجدد تشبثه بسياسة خارجية مستقلة ومعتدلة، بعيدة عن الارتجال والأهواء، سياسة تراعي مصالح بلادنا وطموحها في أن تكون حلقة تواصل بين الأشقاء وقاطرة بناء للمغرب العربي، لا أن تكون ساحة تناحر واقتتال بين الأشقاء.
نواكشوط، 25 ربيع الأول 1438 - 25/12/2016
الدائرة الإعلانية