تنبيه حول تسرب الغاز: ضرورة الوقوف عند الحادث

سبت, 01/03/2025 - 22:14

أصبح تسرب الغاز من حقل "تورتي احميم "، الذي نشارك فيه مع إخوتنا السنغاليين، نقطة فارقة تتطلب التوقف عندها. ورغم أهمية الحدث، يبدو أن هناك حالة من اللامبالاة العامة تجاهه. فالحادث وقع في جانبنا، تحت سيطرة الشركة متعددة الجنسيات BP، مما يثير عدة تساؤلات: ماذا حدث بالضبط؟ كيف يمكن أن يقع مثل هذا الحادث بعد أشهر قليلة من بدء التشغيل؟ وما مدى خطورته على العمال والبيئة البحرية؟
إننا، في العالم، نتصدر قائمة الجرائم والانتهاكات البيئية. فعلى سبيل المثال، أصبح الصيد في نواذيبو مرتبطًا بفقدان الثروة السمكية، مما يساهم في "تصحر" البحر ويدمر البيئة البحرية. في هذا السياق، يُشير غياب التحرك من السلطات إلى حالة من اللامبالاة التي تتفاقم بشكل مستمر.
على مر السنين، تراجعت المساحات الخضراء بسبب استغلال بعض التجار الكبار لها. فقد تم قطع الآلاف من الأشجار لتوسع الشوارع، مما أدى إلى زيادة الازدحام المروري وتلوث الهواء في العاصمة نواكشوط. وحتى "حدائق نواكشوط"، المتنفس الأخضر في قلب العاصمة، مهددة بالاختفاء تحت وطأة الخرسانة.
تجسدت فوضى الانبعاثات السامة في الأحياء السكنية، التي أصبحت غير قابلة للعيش، مع تغاضي واضح من السلطات المحلية، وكأن التلوث يستهدف الفقراء فقط. 
تدرك الشركات متعددة الجنسيات، وكذلك الشركات غير المسؤولة، أنها محصنة من لامبالاة الرأي العام تجاه البيئة والتوجهات الحكومية التي تتجاهل حقوق البيئة. طالما أن الأرباح متوافرة، يبدو أن كل شيء مسموح، حتى لو كان على حساب حياة الحاضرين والقادمين  من الأجيال.
إننا نأمل ألا يكون حادث الغاز في "تورتي احميم" تعبيرًا عن هذه العقلية السلبية، بل دعوة للمسؤولية والتحرك الفوري لحماية البيئة وحقوق الناس.
 
لو كورمو عبدول