هسبريس -
فيما تحدثت أوساط سياسية موريتانية عن دعم نواكشط للمملكة المغربية في عودتها إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي واستعادة مقعدها الشاغر منذ أزيد من 3 عقود، كنتيجة أولية لتجاوز التوتر الدبلوماسي بين البلدين، ظهرت معطيات جديدة تشير إلى أن المباحثات التي جمعت قبل أسبوعين رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، بالرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، ضمّت شروطا موريتانية ذات طابع سياسي.
وحسب مصادر إعلامية من بلاد شنقيط، فإن نواكشوط، حين تواجد بنكيران رفقة الوزير المنتدب لدى الخارجية ناصر بوريطة بالجارة الجنوبية، بأوامر ملكية لتبديد سوء فهم الذي أثارته تصريحات الزعيم الاستقلالي حميد شباط، طالبت الرباط بتسليمها معارضَيْن سياسيَّين لنظام ولد عبد العزيز أو إنهاء نشاطهما في المغرب، كشرط حاسم لإعادة العلاقات الثنائية.
ويهم الأمر رجليّ الأعمال الموريتانيين محمد ولد بوعماتي والمصطفى ولد الإمام الشافعي. فيما نقلت المصادر ذاتها أن بنكيران أحجم عن الرد على الطلب الموريتاني، وتعهد برفع الموضوع إلى الملك محمد السادس؛ على أن الأمر لا يدخل ضمن صلاحيات الحكومة المغربية، بل يخص الدوائر العليا لصناعة القرار في البلاد.
ويلاحق المصطفى ولد الإمام الشافعي بتهم دعم الإرهاب ومحاولة الانقلاب على نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وسبق أن دعا الجيش الموريتاني إلى تنفيذ عملية إزاحة لولد عبد العزيز، متهما إياه بالاستبداد. أما رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بو عماتو فيقيم في مدينة مراكش، كمنفى اختياري بعد خلافه مع الرئيس الموريتاني، الذي كان أبرز داعميه في فترة ما بعد انقلاب 2008 وحملته الرئاسية بعد ذلك بعام.
وانتهت السنة الماضية على وقع توتر سياسي حاد بين البلدين، إثر تصريحات مثيرة أصدرها الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، قال فيها إن "موريتانيا تاريخيا أرض مغربية"، قبل أن تنطلق حرب البلاغات بين أحزاب البلدين، لتخمد في أعقاب مكالمة هاتفية جمعت ملك المغرب ورئيس موريتانيا، توجه إثرها رئيس الحكومة المعين إلى شنقيط، على وجه السرعة، رفقة ناصر وبوريطة، واستُقبِلا من طرف رئيس الجمهورية الموريتانية بمدينة "ازويرات" بولاية تيرس زمور، حيث كان يقضي عطلته السنوية.
وترى أوساط سياسية وإعلامية موريتانية أن لقاء ولد عبد العزيز ببنكيران وبوريطة في عز عطلته السنوية التي كان يقضيها رفقة أسرته كان مؤشرا إيجابيا على نية نواكشط استعادة العلاقات الثنائية مع الرباط، إلا أن كواليس تلك المحادثات أظهرت أن الجهة الموريتانية أظهرت مرونة في التعاطي مع التحرك المغربي من أجل تبديد سوء الفهم الذي حصل على لسان حميد شباط، فيما استغلت مقابل ذلك الفرصة وقدّمت عرضها للرباط بشأن إنهاء نشاط معارضين لنظام ولد عبد العزيز، يقيمان على التراب المغربي منذ سنوات.
ورغم أن الرئيس الموريتاني لم يصرح رسميا بدعم بلده لعودة المملكة المغربية إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي، وهو الذي توجه أمس الجمعة إلى العاصمة المالية، باماكو، للمشاركة في القمة الإفريقية الفرنسية حول "الشراكة والسلم والتنمية في إفريقيا"، إلا أن حضور المغرب في الموعد ذاته، ممثلا بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، صلاح الدين مزوار، قد يكون فرصة أخرى لطرح الملف بين الطرفين، خاصة أن الملك محمد السادس سيتوجه بنفسه إلى أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا، للدفاع عن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، المرتقب أن تتم نهاية يناير الجاري ضمن أول قمة لسنة 2017 .