"داعشي" ضبط وبرفقته 3 نساء ليلاً في إحدى شقق مدينة إسطنبول التركية بعد 16 يوماً من تنفيذه هجوماً إرهابياً أودى بحياة العشرات، لتثور التساؤلات حول طبيعة علاقته بالنساء الثلاث الذين تنوعت جنسياتهن بين المصرية والصومالية والسنغالية.
البحث وراء حقيقة العلاقة بين منفذ هجوم ملهى إسطنبول الذي اعتقلته السلطات التركية قبل أيام، والفتيات الثلاث رغم كونه متزوجاً بالفعل ولديه أطفال، فتحت الباب أمام مفاجآت عدة، أولها أنه قد حصل عليهن كـ"مكافأة" بعد قتله 399 شخصاً وإصابة العشرات كانوا يحتفلون بالعام الميلادي الجديد 20177. بحسب صحيفة خبر ترك.
أما المفاجأة الثانية التي كشفتها التحقيقات فهي دور زوجته في إلقاء القبض عليه.
وتواصل الشرطة التركية استجواب منفذ هجوم إسطنبول الدموي عبد القادر مشاريبوف، الذي هزَّ العالم بجريمته في الصباح الأول من العام الجديد، بعد أن تمكنت وحداتها أخيراً من اعتقاله الإثنين 16 يناير/ كانون الثاني 2017.
وكان آخر ما توصلت إليه التحقيقات هو العلاقة التي ربطت منفذ الهجوم بالفتيات الثلاث، المصرية والسنغالية والصومالية، اللواتي تواجدن في شقته لحظة القبض عليه.
هذه الرواية أكدتها فيما بعد صحيفة "حرييت" التركية، التي ذكرت بدورها أن عبد القادر مشاريبوف تزوَّج الفتيات بطريقة غير شرعية، بمباركة أحد أئمة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وكانت الصحف التركية قد ذكرت في وقت سابق أن التحقيقات التي أجرتها الشرطة أظهرت أن الفتيات اللواتي كن برفقة مشاريبوف سبق أن سُجلت بحقهن قضايا أخلاقية، وهو ما لم تؤكده الجهات الرسمية بعد.
غيرة زوجة
وذكر موقع "خبر 7" التركي، أن زوجة مشاريبوف الرسمية (التي لديه منها طفل وجاءت معه إلى تركيا) كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء إلقاء القبض عليه.
القاتل وزوجته كانا يسكنان معاً عقب تنفيذ الهجوم في منطقة باشاكشهير حتى يوم 6 يناير/ كانون الثاني، قبل أن يُقرر تنظيم الدولة الإسلامية تغيير محل الإقامة كتدبير احترازي.
جرى نقل الزوجة والطفلة التي تبلغ عاماً ونصف العام إلى منزل في منطقة بندك بالجانب الآسيوي من إسطنبول، بينما جرى نقل زوجها إلى الشقة التي جرى إلقاء القبض عليه فيها في منطقة إسينيورت بالجانب الأوروبي.
سمعت الزوجة من عناصر آخرين في التنظيم كانت تتردد على المنزل أن زوجها يعيش مع فتيات في منطقة إسينيورت من أجل إبعاد الشبهات عنه، وحينها ثار غضبها وغيرتها عليه ما دفعها لمحاولة الوصول إليه.
وبعد إلقاء القبض عليها يوم 11 يناير/ كانون الثاني، اعترفت أنها سمعت بأن زوجها يقطن في منطقة إسينيورت دون علمها بعنوانه المحدد. وبعد عمليات متابعة وتحرٍّ توصلت الأجهزة الأمنية التركية إلى مكان اختباء زوجها.
اتصاله بقادة داعش في الرقة
وبينما اعترف القاتل بتنفيذ الجريمة مع سبق الإصرار، أكد أنه تلقى تعليمات من قادة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في مدينة الرقة السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم. وأضاف منفذ الهجوم الذي خضع لتدريبات احترافية في أفغانستان قبل انضمامه للتنظيم، أنه وبعد أن قرر تغيير موقع الهجوم لأسباب أمنية، ذهب لسواحل منطقة أورطاكوي التي نفذ فيها هجومه وقام بتقييمها من ناحية أمنية، ومن ثمَّ خاطب أميره في مدينة الرقة ليرسل له الأخير مقاطع مصورة للملهى الليلي، قال مشاريبوف إنها ساعدته في اكتشاف المكان بعد أن شاهدها أكثر من مرة، على حد تعبيره.
لأنهم "كفرة"
وفي ردِّه على سؤال المحققين عن دوافع تنفيذ الهجوم، قال مشاريبوف وفقاً لصحيفة خبر ترك "لأنهم كفرة"، في إشارة لضحايا الهجوم الذين تواجدوا في الملهى الليلي استعداداً للاحتفال بالعام الجديد في إسطنبول.
وفي خبر آخر أكدت صحيفة حرييت التركية، أن مشاريبوف سلَّم طفله البالغ من العمر 4 سنوات، الذي رافقه بعد الحادث، لخلية تابعة لتنظيم الدولة تنشط في تركيا، قام بإبلاغ السلطات التركية عن مكان تواجدها، لكنها لكنها فشلت في إلقاء القبض على أفرادها بعد أن تمكنوا من الهرب.
وبثت قناة Kanal D التركية شريطاً مصوراً يُظهر اللحظات الأولى للهجوم لأول مرة، منذ تنفيذه قبل 19 يوماً.
وأظهرت اللقطات لحظة استخدام منفذ الهجوم لقنابل الصوت والإضاءة لإصابة أكبر عدد ممكن من المتواجدين وشلِّ حركتهم، كما أكد خبراء أمنيون في وقت سابق.
وأثناء الهجوم تلقَّى مشاريبوف لَكمةً وجَّهها له أحد المتواجدين في المكان، اضطر في إثرها لاستخدام قنبلة للإضاءة ساعدته على تفادي الموقف والسيطرة مجدداً كما أظهرت اللقطات.
الجدير بالذكر أن السلطات التركية عثرت على 197 ألف دولار بحوزة عبد القادر شاريبوف، قالت إن تنظيم الدولة أرسلها للاخير لتأمين هروبه من تركيا، وإلى جانب ذلك عثرت الشرطة أيضاً على ملاحظات تضمنت جملاً باللغة التركية كُتب فيها "أنت مجنون".