
إلى صاحب الفخامة ، السيد إيمانويل ماكرون
رئيس الجمهورية الفرنسية،
عبر سعادة السيد سفير فرنسا في نواكشوط
فخامة الرئيس ،
يشرفني أن أرفع إلى مقامكم هذه الرسالة ، لألتمس منكم الموافقة على منحي مقابلة مع فخامتكم ؛ وذلك بصفتي الرئيس المؤسس للمعهد الدولي للبحث والدراسات الاستراتيجية – 2IRES – وأول الداعين إلى انشاء جماعات الصداقة بين الشعبين الموريتاني والفرنسي ، طامحًا - بكل تواضع - إلى خدمة السلام في العالم .
وإلى حين تلقي رد من لدنكم ، (أرجو أن يكون إيجابيًا) ، أسمح لنفسي بأن أكشف لفخامتكم مسبقًا ، عن الدافع الرئيسي للقيام بهذا الطلب .
فخامة الرئيس ،
كما تعلمون ، فقد دعا الرئيس ميتران بإلحاح ، رؤساء الدول الإفريقية إلى إرساء الديمقراطية في بلدانهم . غير أن ذلك لم يمنع الحكومات الفرنسية المتعاقبة ، لـ«أسباب جيوسياسية أو جيواستراتيجية»، - كما كان يُقال - من الاستمرار في دعم الأنظمة الإفريقية ، السلطوية والفاسدة .
وقد كلّف هذا الخطأ التاريخي ، العلاقة بين فرنسا وهذه الدول الإفريقية ، أثمانًا باهظة . لعل أوضح مثال على ذلك ، كان دعم الولاية السادسة للرئيس التشادي، إدريس ديبي .
بهذه المناسبة ، أود أن أذكّر برسالتي المفتوحة ، المؤرخة في 16 مارس 2021 ، الموجهة إلى فخامتكم وإلى رؤساء دول الساحل ، عبر رئيس جمهوريتنا ، والتي حذّرت فيها من عدم الاستقرار - الحتمي - الذي كان يتهدد تشاد وجميع دول الساحل ؛ مقترحًا في ذات الوقت ، عناصر خارطة طريق وقائية .
وبعد أسابيع قليلة ، تحققت جميع التوقعات التي سجلتها في تلك الرسالة . (إليكم نسخة من الرسالة ، كما نشرت في الصحف الفرنكفونية المحلية ) .
أقول هذا ، لأؤكد لكم أن موريتانيا وحدها - من بين دول الساحل - لا تزال حتى الآن ، بلدًا مستقرًا نسبيًا ، وتحافظ على علاقات متوازنة مع جيرانها ومع شركائها التقليديين ، في مقدمتهم فرنسا .
غير أنه - ومن دون أي منطق - توجد على الأراضي الفرنسية والأوروبية ، منظمات غير حكومية معادية لموريتانيا ، تمارس الديماغوجية والتضليل والتشهير والإرهاب . وهذه التكتلات من المنظمات التي تتنوع أصولها ، وتثير الريبة ، تستفيد من بنيتكم التحتية ، ومن سخائكم ؛ وتواصل هجومها المتصاعد على دولتنا ، وعلى مجتمعنا ، وعلى ديننا ، وعلى وطننا ... بهدف زعزعة استقرار موريتانيا المسالمة ! .
فخامة الرئيس ،
أظل مقتنعا بأن مقابلتي لفخامتكم ، ستمكنني من عرض الأدلة الموضوعية والدامغة ، التي تثبت -بما لا يدع مجالًا للشك - أن سلوك هؤلاء مزعجي استقرارنا اليوم ، علي غرار دكتاتوري الأمس ، لا يخدم فرنسا ، ولا موريتانيا ، ولا حتى القارة الإفريقية .
وتفضلوا ، فخامة الرئيس ، بقبول فائق عبارات الإحترام والتقدير.
محمد ولد محمد الحسن
الرئيس المؤسس
لمعهد مددراس 2Ires
في 24 أبريل 2025