
أكدت قيادة أركان الدرك الوطني أن العملية التي تم الإعلان عنها للرأي العام يوم الثاني من شهر مايو الجاري مكنت حتى الآن من تفكيك شبكة متخصصة في استيراد وتوزيع حبوب الهلوسة والأدوية المزورة ذات الخطر البالغ على صحة مستخدميها.
وفي هذا الصدد قال الرائد محمد ولد الحافظ ولد محمود، رئيس مكتب الدراسات والعلاقات العامة بقيادة أركان الدرك الوطني، خلال لقاء مع الوكالة الموريتانية للأنباء اليوم الأربعاء، بمقر القيادة في نواكشوط، إن هذه العملية النوعية، التي نفذتها وحدات من الناحية الغربية للدرك الوطني، تمت بناء على معلومات استخباراتية وتحريات قام بها القطاع، ومكنت من القبض بيد من حديد على هذه الشبكة الإجرامية.
وأوضح أن العملية أسفرت في بدايتها عن توقيف 14 شخصا وضبط 4 مخازن متفرقة بين مقاطعتي دار النعيم وعرفات، بالإضافة إلى شاحنة نقل أدوية كانت مركونة في ساحة بالمطار القديم.
وأضاف الرائد محمد ولد الحافظ ولد محمود، أنه بعد مواصلة التحريات والتحقيقات، التي مازالت جارية إلى حد الساعة، تم ضبط مخزن خامس بعد 72 ساعة من الشروع في تنفيذ العملية ليرتفع عدد الموقوفين في إطارها إلى 25 شخصا.
ونبه إلى أن المواد المصادرة في هذه العملية تتكون من حبوب للهلوسة بالغة الخطورة من نوع “بريجابالين” Pregabaline وهي حبوب مهلوسة تزيد التخدير وفترة النشوة، “وكورتسيد” Corteucyde ذات الخطر البالغ والتي تستعمل لزيادة الوزن ويسبب استعمالها أمراض القلب والشرايين والقصور الكلوي والأمراض الجلدية والسرطانات.
كما تم في إطار هذه العملية العثور على كميات من مضادات الالتهاب المعروفة باسم “موويل Mowwel التي يتم استخدامها لتغيير لون البشرة وتتسبب في إصابة مستعمليها بالسرطانات، و”كريموجن” Crymogen الذي يستخدم للتنويم والتخدير والذي يؤثر سلبا وبشكل مباشر على صحة القلب والشرايين، هذا بالإضافة إلى كميات من المواد الغذائية منتهية الصلاحية كانت تغطي بها الشبكة على الممنوعات في المخازن المذكورة.
وقال رئيس مكتب الدراسات والعلاقات العامة بقيادة أركان الدرك، إن هذه الحبوب البالغة الخطورة تستخدم للهلوسة والتأثير على الإدراك والتأثير على الدماغ، ومن مضاعفاتها كذلك أنها تزيد من فترة التخدير والنشوة بالنسبة للمدمنين على استعمال القنب الهندي أو الخمور ويستخدمونها لزيادة فترة تأثيرها، وهو محرم دولياً.
وأوضح أن من بين المواد المصادرة مقويات جنسية من نوع “دفيريل 50 ملغ و100 ملغ” mg – 100 mg 50 Dviril وهي تُعطى فقط عن طريق الوصفة الطبية ولفترات محدودة، وسهولة استخدامها وانتشارها بين القصّر وعديمي الإدراك سيؤدي حتما إلى زيادة الجرائم لأنها محفزة على ارتكابها.
وأشار إلى وجود نوع من الأدوية غير المرخصة تسمى علمياً بكورتكويد، وهي أدوية تستخدم أصلاً لزيادة الوزن لكن لديها تأثير سلبي على القلب والشرايين وتؤدي إلى الفشل الكلوي وإلى بعض الأمراض الجلدية والسرطانات.
وأضاف: هناك أيضًا مراهم من نموذج “موويل”، وهو مرهم أصلاً يستخدم كمضاد للالتهاب، لكن بعض الناس يضيفه إلى مواد التجميل لتغيير صبغة الجلد وتغيير لونه وهو مسبب للسرطان، وكذلك “كريم جان” ويستخدم للتنويم والتسميم وهو شديد التأثير على القلب والشرايين، بالإضافة إلى بعض العقاقير والحقن وأدوية أخرى غير مرخصة، مشيرا إلى أن هذه المواد كانت في مخازن لا تتوفر على أبسط معايير السلامة.
وقال إن الأدوية تكون عادة في الصيدليات أو المستشفيات أو في المخازن التابعة لمؤسسات معروفة ومرخصة، لكن وجودها في مخازن لا تتوفر على معايير السلامة سيجعلها حتمًا مواد سامة، لافتا إلى أنها دخلت البلاد بطريقة غير نظامية، وهي أدوية محرمة كما ذكر سابقا.
وبين أن هذه العملية قام بها الدرك الوطني انطلاقاً من مهامه التي تهدف إلى محاربة آفة المخدرات وحبوب الهلوسة، وتهريب الأدوية، حرصا على السلامة والصحة العامة، وذلك في إطار مهمته الرئيسية المتمثلة في الرقابة.
وخلص إلى القول إن الدرك الوطني يلعب دورين ويعمل على محورين، أولهما هو محاربة هذه المواد من خلال التفتيش والمداهمات، وتفكيك هذه الشبكات، والمحور الثاني هو لعب الدور الوقائي من خلال مصلحته المتخصصة في محاربة المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأشار إلى أن العملية متواصلة والتحقيقات والتحريات جارية إلى أن نصل إلى الحقيقة الشاملة والتامة، مؤكدا أن الدرك الوطني هدفه الرئيسي هو تطبيق القوانين ومحاربة هذا النوع من الجرائم الفتاكة بالصحة العامة وبالشباب خصيصا، وهي الفئة المستهدفة عادة بهذا النوع من المواد.
وام