
في لحظة وطنية فارقة تتجه فيها أنظار الشعب الموريتاني نحو آفاق التوافق والتشارك، تواصل الشيخة سهلة أحمد زايد، رئيسة حزب حواء، تأكيد حضورها المتميز في المشهد السياسي، بصوتٍ نسائيٍّ جريء، محمّلٍ بالرؤية والرسالة، ومفعمٍ بالإخلاص لقضايا الوطن والضعفاء والمهمشين.
ولأن الحوار الوطني لا يُبنى فقط عبر قاعات الاجتماعات، بل عبر التلاقي العميق بين رموز الوطن، كان اللقاء الذي جمع اليوم بين الشيخة سهلة أحمد زايد والزعيم الوطني الكبير مسعود ولد بلخير، واحدًا من المحطات الرمزية الرفيعة التي تعكس وعيًا سياسيًا متقدماً بأهمية التشاور بين الأجيال والتيارات والتجارب.
الاجتماع بين القيادتين لم يكن مجرد لقاء مجاملة، بل حوارًا حقيقيًا بين مدرستين من النضال الوطني: مدرسة التأسيس والريادة التي يمثلها مسعود ولد بلخير، رمز الكفاح والمصالحة الوطنية، وصوت المهمشين لعقود، ومدرسة التمكين والانبعاث الجديد التي تجسدها سهلة أحمد زايد، المرأة التي اقتحمت العمل السياسي من أوسع أبوابه، حاملة مشروعًا نسويًا لا ينعزل عن الهمّ الوطني العام، بل يندمج فيه بقوة ووعي ومسؤولية.
وقد ناقش اللقاء أبرز تحديات المرحلة، وسبل ضمان مشاركة حقيقية وفعالة لكل القوى الوطنية في صياغة مستقبل البلاد، مؤكدين على أن لا سبيل لبناء موريتانيا عادلة ومتوازنة من دون إشراك كافة المكونات، ومن دون الاعتراف المتبادل بين رموز التاريخ وأصوات التغيير.
لقد أثبتت الشيخة سهلة أحمد زايد، في هذا الظرف الدقيق، أنها ليست مجرد رئيسة حزب، بل صوت الضمير الجمعي للنساء، وللطبقات المسحوقة، ولأولئك الذين لم تنصفهم السياسات لعقود. حضورها في الحوار الوطني لم يكن صدفة، بل نتيجة نضال شاق وتجربة سياسية ناضجة وموقف صلب من أجل دولة المواطنة، لا الامتيازات، ودولة الإنصاف لا الولاءات الضيقة.
ففي كل موقف تتخذه، وكل لقاء تعقده، تسعى الشيخة سهلة إلى تجذير ثقافة الحوار والتكامل، وتقديم نموذج قيادي جديد يتجاوز حدود الخطابات إلى الفعل الحقيقي والتمثيل الصادق لتطلعات المواطن الموريتاني، وخاصة النساء والشباب.
إن انعقاد هذا الحوار، وفتح أبوابه أمام كل القوى الوطنية، يندرج في إطار رؤية فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي أثبت منذ توليه الحكم أنه لا يكتفي بالشعارات، بل يترجمها إلى قرارات ومبادرات تسعى إلى ترميم الثقة، وإعادة تأسيس الجمهورية على أسس من التوازن والتنوع والعدالة.
وإن إشراك أحزاب كالـ"حواء"، وقياديات من طراز الشيخة سهلة، يدل على رغبة جادة في القطيعة مع إقصاء الماضي، والانفتاح على إمكانيات الحاضر لبناء المستقبل. فموريتانيا الجديدة التي نحلم بها، لا تُبنى إلا بسواعد كل أبنائها وبناتها، من الرواد القدامى كمسعود، إلى الطاقات المتجددة كسهلة.
إننا اليوم أمام لحظة حاسمة، تتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية، وتغليب منطق الوطن على حسابات السياسة الضيقة. وفي هذا المشهد، تبرز سهلة أحمد زايد كمثال ناصع على القيادة الواعية، والمشاركة المخلصة، والرغبة الجادة في أن تكون موريتانيا بيتًا يتسع للجميع.
فالتحية كل التحية لهذه المرأة الاستثنائية التي لم تكتفِ بالمطالبة بحقوق النساء، بل انبرت للمساهمة في صياغة مستقبل أمة، وللزعيم مسعود الذي يواصل، بهدوئه ورصانته، لعب دوره الأبوي الوطني في تثبيت دعائم الحوار.
عاشت موريتانيا موحدة، مزدهرة، وشامخة بأبنائها وبناتها، في ظل قيادة حكيمة ومجتمع سياسي متصالح مع نفسه وتاريخه.