أحمدو ولد عبدالل: دول الساحل تعيش تراجيديا مستمرة

اثنين, 23/06/2025 - 22:47

قال الدبلوماسي والخبير الأممي أحمدو ولد عبد الله إن "المجموعات المسلحة الناشطة في المنطقة "ليست إسلاميين حقيقيين، بل مهربون للأسلحة والمخدرات والسجائر"، محذراً من استخدام الخطاب الديني كغطاء لأعمال التهريب والجريمة المنظمة، وأضاف: "أقول ذلك دون أيديولوجيا، وإنما انطلاقاً من تجربة طويلة، فقد عشتُ سنوات في الصومال وأتابع الوضع بقلق بالغ".
وأكد خلال ندوة احتضنها مركز الساحل للخبرة والاستشارة، أن ما تعيشه دول الساحل الإفريقي يُعد "تراجيديا مستمرة منذ سنوات عديدة"، داعياً إلى مقاربة شاملة تتجاوز البُعد الأمني وتأخذ في الاعتبار سوء الحكامة والأزمات المتشابكة.
وأعرب ولد عبد الله عن سعادته برؤية مشاركة نسوية في المركز، معتبراً اللقاء "مهماً في ظل قلق إقليمي ودولي متصاعد بسبب الأزمات، وعلى رأسها مأساة غزة والحرب الإيرانية الإسرائيلية". ولفت إلى أن منطقة الساحل أصبحت "مُهملة، خصوصاً على المستوى التمويلي"، رغم التدهور المستمر في دولها، مستشهداً بالسودان كنموذج لفشل المجتمع الدولي في منع الانهيار والتقسيم.
وأضاف الخبير الأممي أن النيجر، رغم كونها بلداً منتجاً للبترول تديره شركة صينية، تعاني من عزلة دولية وتُصدر نفطها عبر بنين في ظل هشاشة أمنية، مشيراً إلى أن "غياب الأمن مرتبط بسوء الحكامة". وقال: "الوضع في مالي والنيجر وبوركينا فاسو لا يُحسد عليه، والحدود هشّة والعنف يتنقل وينتشر كالنار في الهشيم".
وختم بالقول إن الاستقرار الاقتصادي ركيزة ضرورية لمواجهة هذه التحديات، مشيراً إلى تجربة رواندا التي قال إنها تحتضن اليوم "أكبر الاستثمارات العربية في إفريقيا"، مؤكداً أن "لا تنمية دون أمن، ولا أمن دون حكم رشيد".