
أصدرت محكمة في العاصمة التشادية نجامينا، اليوم السبت، حكما بالسجن 20 عاما مع النفاذ بحق رئيس حزب “المحوّلون” المعارض، سُكسيه ماسرا، وغرامة مالية قدرها مليار فرنك وسط إفريقي، بعد إدانته بتهم تكوين جمعية أشرار، والتحريض على أمن الدولة، والتواطؤ في جرائم قتل، والمشاركة في أحداث عنف.
وتعود القضية إلى مايو الماضي، حين شهدت منطقة ماندكاو جنوب البلاد مواجهات دامية أسفرت عن مقتل 76 شخصا، فيما وجهت السلطات اتهامات لماسرا وخمسة وخمسين آخرين بالمسؤولية عن تلك الأحداث، إضافة إلى نشر رسائل ذات طابع عنصري والتحريض على التمرد.
وكانت النيابة العامة قد طالبت في الثامن من أغسطس بعقوبة السجن 25 عامًا بحقهم، مع غرامة إجمالية قدرها خمسة مليارات فرنك، وأوصت ببراءة تسعة متهمين لعدم كفاية الأدلة.
ماسرا، وهو خبير اقتصادي شغل سابقا منصبا قياديا في بنك التنمية الإفريقي، عاد إلى تشاد عام 2024 بعد منفى سياسي بموجب “اتفاقات كينشاسا”، وتولى رئاسة الوزراء لفترة قصيرة قبل أن يستقيل عشية الانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام محمد إدريس ديبي إيتنو.
ومنذ ذلك الحين، وجه انتقادات متكررة للحكم العسكري ودعا إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية، قبل أن يتم اعتقاله في مايو 2025 على خلفية تسجيل صوتي قديم تتهمه السلطات من خلاله بالتحريض على العنف والكراهية.
وخلال جلسات المحاكمة، نفى ماسرا جميع التهم، واعتبر القضية “تصفية سياسية”، في وقت تحاول فيه تشاد تجاوز أربع سنوات من الحكم العسكري بعد إقرار دستور جديد في ديسمبر 2024، والانتقال إلى حكم مدني، وسط استمرار أزمات اقتصادية وأمنية.