«جبهة تحرير ماسينا».. في خريطة الجماعات المسلحة فى مالي

سبت, 06/09/2025 - 19:35

نجحت عملية «سرفال» العسكرية التي شنتها فرنسا مطلعَ عام 2013 في طرد الجماعات المسلحة وإخراجها من جميع مدن إقليم أزواد، لتدخل هذه الجماعات طوراً من الضعف والتقهقر عرفت خلاله حالات من الانشطار والانصهار أسفرت عن تحلل جماعتَي «أنصار الشريعة» و«التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، كما أضعفت كلاً من «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» و«أنصار الدين»، وإن بقيا التنظيمين الرئيسيين في خريطة الجماعات الإرهابية داخل أزواد. وإلى جانبهما وُجد تنظيمٌ آخر هو «جبهة تحرير ماسينا» التي تنشط في وسط مالي وجنوبها، وتعد جناحاً لحركة «أنصار الدين» في تلك المناطق. وأُعلن في مارس 2017 عن اندماج أربعة تنظيمات، هي «أنصار الدين» و«جبهة تحرير ماسينا» و«إمارة منطقة الصحراء الكبرى» و«تنظيم المرابطون»، في تنظيم جديد باسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» تحت قيادة «إياد أغ غالي» زعيم «جماعة أنصار الدين». ومثّل قيام التنظيم الجديد، في أحد أوجهه، استجابةً لبروز «تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» (الفرع الأفريقي لـ«داعش») كمنافس لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، حيث يخوض التنظيمان معاركَ مريرةً ضد بعضهما البعض في منطقة المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو. كما استقطب الفرعُ الأفريقي لـ«داعش» بعضَ المنشقين عن «القاعدة»، بما في ذلك جناحٌ من تنظيم «المرابطون» (تحالف بين «لواء الملثمين» و«حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» تكّون في أغسطس 2013) بقيادة أبو وليد الصحراوي الذي أعلن مبايعةَ البغدادي، وردّ هذا الأخير بتعيين الصحراوي قائداً لفرع التنظيم في الصحراء الكبرى، قبل أن تعلن القواتُ الفرنسية تصفيتَه في سبتمبر 2021. 
 ويبدو أن الضربة التي تعرض لها «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، بسبب عملية «سرفال» العسكرية الفرنسية، ثم عملية «برخان» العسكرية الفرنسية الأخرى التي أعقبتها في أغسطس 2014، هيأت الأرضيةَ لـ«داعش» الذي بدأ يصل إلى المنطقة عقب هزيمته في سوريا والعراق. ومنذ إنشائه عام 2015، ظل الفرع الأفريقي لـ«داعش» ينشط بالأساس داخل المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، دون أن يستطيع الوصول إلى أزواد حيث توجد «القاعدة» والجماعات الحليفةُ لها. ويهدف إنشاء «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» إلى تعزيز وجود الجماعة الإرهابية وتوسيع نطاق عملياتها في منطقة الساحل، خاصة في ظل انسحاب قوات الجيش الفرنسي من الأراضي المالية، وظهور خلافات داخل «القوات المشتركة» التابعة لمجموعة دول الساحل الخمس.
محمد المنى
من ملف صحفي موسع بعنوان « منطقة الساحل .. التحديات الأمنية والرهانات التنموية»، نشرته صحيفة «الاتحاد» بتاريخ 30 مايو 2023