سلام على وطن يبحث عن مدارس وطرق… ويغرق في معارك الهوية

سبت, 20/09/2025 - 22:24

لكن، هذه موريتانيا التي تصرّ على أن تظل واقفة في مكانها. في أي بلد نعيش؟ ألا تنتهي بعد هذه الحكاية المملة: “أنا من أكون وأنت من تكون”؟
 
أنا أفهم أهمية الحصول على ماء صالح للشرب.
وأهمية كهرباء لا تنقطع.
وأهمية بستان. أو قطعة أرض مزروعة أرزاً، أو حقلاً من الدخن أو الذرة أو الفاصوليا. أو حديقة خضروات مليئة بالجزر والبصل والبنجر والملفوف والفلفل والخس…
 
أفهم أهمية 400 مؤسسة تعليمية، و20 مركزاً صحياً، و137 كيلومتراً من الطرق المعبدة منها 50 كيلومتراً من الطرق الدائرية والممرات التي أعلن عنها الناطق باسم الحكومة ـ أو بالأحرى “المحفظة الناطقة” ـ ضمن خطة الطوارئ لتحديث نواكشوط. خطة بدأت قبل عشرة أشهر ولم تُنجز شيئاً بعد، لكنها ـ حسب الوعد ـ سينتهي كل شيء خلال الأشهر الستة القادمة!
 
معالي الوزير، والناطق باسم الحكومة، هناك مثل شعبي (وأنت وزير للثقافة، فلا بد أن يعجبك) يقول: “من يختبئ وراء الأيام فهو عارٍ”، ووزير عارٍ، يا لها من صورة مخيفة حقاً!
 
لكن ما لا أفهمه هو: ما الفائدة؟ تماماً مثل السؤال عن جنس الفراشة. كلها ترهات عن “بيظانية الحراطين” و”عروبة البيظان”. هراء في هراء!
 
في زمن الذكاء الاصطناعي، والـ ChatGPT (شكراً بالمناسبة على نصوصك الطويلة الجميلة والمفكرة، رغم أنها حجبت عنّا الإلهام) ما زلنا نحن هنا نتغذى على شعارات كاذبة وخدع رديئة:
هذا أبي الذي طرد المستعمر!
وهذه قبيلتي التي أسست الديمقراطية!
وهذه إثنيتي التي نشرت الإسلام!
وهذا جدي الذي اختار موقع نواكشوط!
 
ثم يأتون ليطرحوا السؤال: من سيكون مرشح النظام في رئاسيات 2029؟ أهو بيظاني أم حرطاني؟ من الشرق أم من الشمال أم من الغرب أم من الوسط؟
 
فقراء نحن، مساكين نحن. أي بلد هذا؟ وأي مواطنين؟
 
سلام
 
اصنيبه الكوري