الجنرال المتقاعد لبات ولد المعيوف: الوضع في مالي جرس إنذار يستوجب إعادة التفكير في السياسات الأمنية

ثلاثاء, 07/10/2025 - 22:56

حذر الجنرال الموريتاني المتقاعد لبات ولد المعيوف من تداعيات الأزمة المتفاقمة في دولة مالي، داعياً دول الجوار إلى اتخاذ إجراءات وقائية تحسباً لأي تدهور غير مسبوق في الوضع الأمني والسياسي بالمنطقة.
 
وأوضح ولد المعيوف، في مقال تحليلي، أن الأحداث التي تشهدها مالي منذ سنوات تمثل أزمة متعددة الأبعاد تجمع بين انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي وتفكك النسيج الاجتماعي، مشيراً إلى أن تعدد القوى الأجنبية الفاعلة على الأرض واتساع رقعة الجماعات المسلحة جعلا من البلاد ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والدولية.
 
وأضاف أن “التآكل التدريجي للمؤسسات في مالي يكشف هشاشة الهياكل الوطنية حين لا تقوم الحوكمة والوحدة الوطنية والأمن على أسس راسخة”، مشدداً على أن ما يجري هناك ليس حالة معزولة بل انعكاس لتوتراتٍ عميقة تمزق منطقة الساحل، من فوارق اجتماعية وتهميشٍ لمناطق ريفية وضعف حضور الدولة إلى انعدام الثقة في المؤسسات الرسمية.
 
وأكد الجنرال المتقاعد أن الاكتفاء بالمراقبة لم يعد مجدياً، داعياً إلى “إعادة التفكير في السياسات الأمنية، وتعزيز صلابة المؤسسات، وتشجيع الحوار الشامل بين الشعوب والسلطات”، معتبراً أن الردود العسكرية وحدها “لن تحقق الأمن ما لم تتكامل مع التنمية والتعليم والعدالة الاجتماعية والمشاركة المواطِنة”.
 
وختم ولد المعيوف بالقول إن “تجربة مالي تذكّرنا بأن الاستقرار ليس مكسباً دائماً، بل هو بناءٌ يوميٌّ يتطلب اليقظة والوقاية والتضامن الإقليمي”، محذراً من أن تجاهل هذا الدرس قد يؤدي إلى تكرار نفس الانقسامات التي تمزق اليوم هذا البلد الجار.