أثارت حملة إعلانية جديدة أطلقتها إحدى الشركات الشهيرة في مصر مؤخرا، جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفتيات والسيدات اللاتي اعتبرن فكرتها "إهانة" لتاء التأنيث.
وتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورة لإحدى اللوحات الإعلانية، الخاصة بالحملة والتي علقتها الشركة أعلى جسور وسط القاهرة، للترويج لمنتجها تحت عنوان "أنتي عانس (لم تتزوجي)"، موجهين اتهامات لأصحاب الفكرة باعتبارها "إساءة" واضحة.
اللوحة الإعلانية تحمل صورة لسيدة تبدو حزينة ومكتوبًا عليها "إنتي عانس"، وتحمل هاشتاغ "إنتي المَثَل" وتحث السيدات على إرسال القصص الخاصة بكل واحدة منهن ومعاناتهن مع العنوسة عبر الهاشتاغ، كما تحمل الصورة اسم لزيت طعام تروج له الشركة.
ولا يوجد رابط بين زيت الطعام الذي يتم الترويج له والعنوسة، ولكن ناشطون اعتبروا أن الشركة حاولت لفت الانتباه لمنتجها بطريقة مبتكرة عبر الحديث عن مشكلة اجتماعية كثيرا ما يتم تداولها على المستوى الشعبي والإعلامي في مصر.
ويتولى القائمون على الحملة، وفق ما يقولون، خلق مَثل جديد أو حكمة لكل قصة ويتم نشرها على الصفحة الرسمية للمنتج عبر "فيسبوك"، كنوع من المشاركة في التخفيف عن الفتيات اللاتي تعانين العنوسة، في محاولة للدعم المعنوي ورفض نظرة المجتمع لهن.
وفي عام 2016، قال الجهاز القومي للإحصاء والتعبئة (حكومي) إن إجمالى عدد النساء فى مصر يبلغ 44 مليونا و100 امرأة، وسط تقارير رسمية مماثلة تتحدث عن وجود 13 مليون فتاة في سن الزواج ولم يتزوجن بعد، وهو ما يشير البعض إليهن بالعوانس.
وطالبت فتيات وسيدات مصريات، على مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة تغيير اسم الحملة، لافتين إلى أن وصف "العانس" في حد ذاته يسيء إلى الفتيات ويجرح مشاعرهن ويعد إهانة لكرامتهن.
علياء الحديدي قالت على صفحتها بـ"فيسبوك" إن هذا اللفظ المستخدم في الإعلان (إنتي عانس) يسيء للمرأة، مضيفة: "ارتباط اللفظ بالأنثى التي لم يسبق لها زواج، هو العار نفسه".
نهاد أبو القمصان، رئيسة "المركز المصري لحقوق المرأة (مستقل)، قالت إن "الحملة (الإعلانية) لها بعد إنساني واجتماعي مهم وجميل، لكن الدعاية المصاحبة لها ليست لها علاقة بحقوق المرأة، وتكرس ثقافة عنصرية كانت الحملة تستهدف محاربتها".
وأضافت، في تصريحات صحفية، أن "منظمي الحملة يجب عليهم إزالة تلك اللافتات المسيئة لكرامة المرأة، واختيار شعارات مناسبة تؤدي الغرض وتحقق الهدف المناسب والمرجو منها".
بينما اعتبر نادر خليل، المالك والمسؤول عن شركة الإعلانات المنفذة للحملة الإعلانية الجديدة، أن الهدف الحقيقي المراد من الحملة هو تنبيه الناس إلى ضرورة الكف عن استخدام الأمثال الشعبية والكلمات الجارحة التي تسيء للمرأة.
وأضاف خليل في تصريحات صحفية، أن فكرة الحملة بالتأكيد مع المرأة وليست ضدها كما يعتقد البعض، ونسعى خلالها لتوعية الأفراد بعدم استخدام الأمثال التي تسيء للمرأة والكلمات الجارحة مثل "عانس" و"عريس في البيت ولا شهادة (جامعية) على الحيط (الحائط)" وغيرها من الكلمات غير اللائقة.
وأوضح أن الفكرة الأساسية لحملة "إنتي المَثل" تتمثل في حث السيدات على إرسال القصص الخاصة بكل واحدة منهن ومعاناتهن عبر الهاشتاج الذي يحمل نفس الاسم، ويتولى القائمون على الحملة خلق مَثل جديد لكل قصة ويتم نشرها على الصفحة الرسمية للمنتج عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، كنوع من الدعم.
وأشار إلى أن هناك سوء فهم ولكن من لم يفهم فكرة الحملة عندما يدخل على الصفحة الرسمية للمنتج يدرك أننا ندعم السيدة المصرية، نريد خلق أمثال جديدة حتى يمتنع الناس عن استخدام الأمثلة الشعبية القديمة التي تقلل من السيدة المصرية.7