صغيرة هي عقول الموريتانيين، و أصغرها و أكثرها سذاجة هي عقول كتابها و ساستها وصحافتها ، حين تصبح كل مانشتاتها العريضة ملطخة بسخافة مهرج: “خليفة ولد عبد العزيز بالصفات لا بالأسماء”
يطل علينا اليوم “المكلف بمهمة في رئاسة الجمهورية” (كما يصفونه) محمد الشيخ ولد سيدي محمد ، بمقال مبتذل يصف فيه “خليفة” ولد عبد العزيز : (لا يصنعه الورق.. ولا التعديلات.. ولا يخشي المؤامرات والتحالفات…قائم ، يؤم التراويح بنفسه ويتلو القرءان، أسد حكمة، هو والرئيس الأحمد العزيز صنوان و خلان.. صموت في وقار، حكيم مع برهان، لا يخدعه الولهان، ولا يكيده السكران، ومعروف بين العربان.. وجرب في أوقات الهول…)
ـ (1) ، محمد الشيخ ولد سيدي محمد ، ليس مستشارا و لا مكلفا بمهمة ، لأن ولد عبد العزيز لا يستشير غير سيدي ولد التاه و ولد أجاي و ولد ابريد الليل و تكيبر بنت ماء العينين و لا يأتمن على مهامه غير عزيز ولد الداهي و امربيه ربو و محسن ولد الحاج و افيل ولد اللهاه و ولد غدة (تلك هي الدولة الحقيقية أما محمد الشيخ ولد سيدي محمد فما هو إلا بو من خشب الدولة الوهمية، المسندة تماما مثل الغزواني و غيره من مسرحية العرض الحي المبتذلة) .
ـ (2) ، لا يستطيع محمد الشيخ ولد سيدي محمد أن يتجرأ على كتابة مقال يحدد فيه خليفة ولد عبد العزيز بمثل هذه الأوصاف غبية الإيحاءات (كأنما كان يقول، الحرف الأول من اسمه “الغزواني”)، إلا بأمر مباشر من ولد عبد العزيز و بعد قراءته أمامه عشر مرات. و لا شك أن هذه هي المهمة الوحيدة التي تم تكليف محمد الشيخ ولد سيدي محمد بها من قبل ولد عبد العزيز، ليؤكد لنا أن رئاسة الجمهورية أصبحت مركزا لإيواء المعوقين عقليا من أمثال ولد عبد العزيز و مستشاره محمد الشيخ و بقية فريقه ممن لا يستشارون إذا حضروا و لا يسأل عنهم إذا غابوا.
ـ (3) ، أصبح باستطاعتنا الآن ، بعد أن استدعى ولد عبد العزيز محمد الشيخ ولد سيدي محمد الذي ما كان يستطيع أن يطلق تلك الأوصاف على ولد الغزواني من دون أمر من ولد عبد العزيز و لا كان يمكن أن يذكر منته عليه من دون أمره و لا كان يستطيع أن ينطق عبارة “تخليف ولد عبد العزيز” في أي موضوع من دون أمر منه : نعم أصبح باستطاعتنا الآن أن نتأكد بنسبة 1000% أن ترشيح ولد الغزواني من عاشر المستحيلات و أن المراد من هذه اللعبة السخيفة هو لفت الأنظار عن المرشح الحقيقي الذي تتم الآن عملية تحضيره و التي كل ما قدموا لها شخصا و وضعوه على الميزان وجدوا فيه من العيوب و النواقص و اللؤم و سوء ماضيه ما يكفي لرفض حتى زوجته و أبنائه لدعم رئاسته.
و من البديهي الذي لا يحتاج إلى أي درجة من الالمعية ، أن ولد عبد العزيز لن يقول لمحمد الشيخ ولد سيدي محمد ، هذه لعبة عليك أن تتستر عليها. و لهذا فالمسكين اليوم يتساءل أكثر منكم جميعا ، هل ما قاله لي ولد عبد العزيز هو حقيقته أم لا؟ و إن كانت الصفات التي أطلقها على ولد الغزواني تظهر زيادة على الشفقة عليه من ضعف وسائل إقناعه و بعده من الاحتراف المهني، أنه صدق ما أمره عزيز به
كانت الأوصاف التي أطلقها ولد سيدي محمد على جنرال الباكوتي ولد الغزواني نابعة من ثقافة نفاق راضعة ، سنعود إليها واحدة بعد الأخرى :
ـ “لا يصنعه الورق..” : حتى ورق المحارم يا ولد سيدي محمد أقوى و أنقى و أطهر من ولد الغزواني..
ـ “و لا (تصنعه) التعديلات” : صدقت. نعم، حتى التعديلات و المعادلات لن تستطيع أن تصنع من ولد الغزواني رئيسا. و التعديلات المنتظرة لن تصنع أي أحد يا محمد الشيخ، لأنها لن تكون. التعديل الوحيد المنتظر في موريتانيا هو “تعديل النظام” أي وضع كل العصابة في السجون و عودة موريتانيا المختطفة إلى شعبها، و ستراها بأم عينك في وقت قريب.
ـ “ولا يخشي المؤامرات والتحالفات…” : إما أنك يا ولد سيدي محمد لا تعرف الغزواني على الإطلاق و إما أنك تعرفه جيدا و تعرف حاجته الماسة إلى مثل هذا الإطراء: ولد الغزواني يخاف من ظله و لا يطمح في الحياة إلى غير حضن منيع يحتمي في دفئه أو غير منيع ينتهك كرامته..
ـ ” قائم ، يؤم التراويح بنفسه ويتلو القرءان” : جاء شاهد ليشهد عند الفاروق عمر رضي الله عنه، فقال له عمر: ائتِ بمن يعرِّفك ؛ فجاء برجل ، فقال له: هل تزكِّيه؟ هل عرفته؟ قال : نعم ، فقال عمر: هل جاورته المجاورة التي تعرف بها مدخله ومخرجه؟ قال: لا ؛ قال: هل عاملته بالدينار والدرهم اللذين تعرف بهما أمانة الرجال؟ قال: لا ؛ فقال: هل سافرت معه السفر الذي يكشف عن أخلاق الرجال؟ قال: لا ، فقال عمر بن الخطَّاب : فعلَّك رأيته في المسجد راكعاً ساجداً، فجئت تزكِّيه ؟! قال: نعم يا أمير المؤمنين؛ فقال له عمر بن الخطاب: اذهب فأنت لا تعرفه..يبدو واضحا أن محمد الشيخ لم يجاور ولد الغزواني و لم يسافر معه و لم يتطلع على نهبه للمال العام و لم يسأل عن مجال بطولاته الحقيقية الموغلة في صغر نفسه و انحطاط هممه و بعده من أي مستوى من المسؤولية.
ـ “أسد حكمة” : الأسود لا تخزن أكلها يا ولد سيدي محمد، الأسود لا تقودها الذئاب. أنت تحرج المسكين بمثل هذا الكلام لو كنت تعلم.
ـ “هو والرئيس الأحمد العزيز صنوان و خلان..” في هذه وحدها كنت محقا و كان يكفيك أن تتذكر (دعوه يأخذ خله) .. يكفيه مذمة أن عزيز صنوه و يكفيه نبذا و بغضا من الشعب الموريتاني أن عزيز خله و يكفيك أنت إفلاسا و خفة عقل أن ترضى بالترويج لهذه الماركة التجارية البائرة ، المزورة، المنبوذة ، المغشوشة.
ـ “وجرب في أوقات الهول…” يعني ولد سيد محمد هنا “طلقة الصديقة” التي حولها الغزواني إلى كذبة “أطويله”، و أخذ منه ولد احريطاني و ولد كلاي الأوامر طيلة فترة علاج ولد عبد العزيز و حين جاءته مجموعة تطالبه بتحمل مسؤولياته ، أعد لائحتها و قدمها إليه لتنال جزاءها. ففي أي هذه الأمور أعجبتك رجولة القائد العام للجيوش الخاضع بذل و هوان لأوامر مرؤوسيه؟
يمكن لولد عبد العزيز يا محمد الشيخ ولد سيدي محمد ، أن يفكر في كل شيء إلا “تخليف” ولد الغزواني لأسباب جلية ربما تجتاح أن تعرفها : مشكلة ولد عبد العزيز اليوم التي تؤرقه و بدأ يفهم بوضوح أن لا فكاك من ورطتها ، هي كيف ينجو من السجن و مصادرة الأموال هو و ذووه . و لأنه يعرف أن ولد الغزواني بدرجة من الضعف و الجبن لا يمكن لصاحبها أن يقاوم أي ضغط خارجي و لا داخلي ، لا يمكن أبدا أن يفكر ، إلا ربما في قتله كشريك (في الرأي و الفساد ، لا الحكم)، يخاف أن ينهار بسرعة أمام التحقيق إذا جرت الأمور بما لا تشتهيه السفن و ستجري به حتما ، لأن ما ذاقه الشعب الموريتاني على أيادي هذه العصابة الحقيرة من ظلم و إذلال ، لن تغسل عاره غير ردة فعل ما زالت أكبر من الكلمات.
ـ لا أحد يا ولد سيدي محمد ، مهما كانت عبقريته، يستطيع أن يدافع عن نظام فاسد ، هذا ما كنت تحتاج أنت نفسك إلى ما أهديت من شجاعة لولد الغزواني لتقوله لولد عبد العزيز : أما و قد ارتضيت أن تكون ذئبا أمامهما ، فتأكد أنك لن تكون أسدا بيننا ، فحاول أن تزأر يا رجل و استمع جيدا إلى موائك.