*حين يُنطقنا الواجب الوطني* / سيدي علي بلعمش

ثلاثاء, 25/11/2025 - 12:16

أسوأ ما يمكن أن يفعله أي مواطن شريف اليوم ، هو أن يرتمي في أحضان عصابات الشر (افلام ، عزيز ، إيرا …) ، انتقاما من النظام أو  بحثا عن لفت الانتباه إليه ، كما يفعل الكثيرون ..

و أسوأ ما يمكن أن يفعله النظام هو أن يُهمل أصدقاءَه و يهتم بأعدائه ، فيفقد الاثنين ، كما هو حاصل اليوم بالضبط ..

و أسوأ ما تعانيه موريتانيا اليوم ، هو صِغرُ اللاعبين على الجبهتين و احتلال الغوغاء و الدهماء ساحة العمل السياسي و العبث بمصير البلد و تهميش النخبة ..

كل الحلول اليوم (و أقول اليوم لأنها قد لا تكون متاحة غدا) ، بيد رئيس الجمهورية حصريا ، *لكن* ـ إذا كان فقط ـ يستطيع أن يفرض احترام القانون و محاربة الفساد ..

كل هذه الضوضاء المزعجة سببها الصراع على الكعكة و الصراع على الكعكة سببه الفساد ..

تلك هي صلة القرابة بين احترام القانون و محاربة الفساد ..

# أكثر من يستفيدون اليوم من الفساد هم من يصرخون مطالبين بمحاربته .

# و كل من يطالبون بالديمقراطية و الحرية و المساواة ، هم أكثر من يجهلون هذه القيم و يعون جيدا أنهم أكثر من يخسرون بفرضها ..

لقد أصبح الرئيس غزوان اليوم ، يحتاج إلى عزلة (غير صوفية) ، لا يلتقي فيها بوزير و لا مدير و لا فقيه ؛ لا يستمع فيها إلى غير عقله و لا يخرج منها قبل رسم تفاصيل خارطة طريقه ..

أكثر ما يُفشِل الدول و الرؤساء هم الأقارب و الأصدقاء و أكثر ما يُقَوِي الأنظمة و الرؤساء هم الأصدقاء و الأقارب  !!

و الأصدقاء و الأقارب السيئون هم من يعتبرون الحكم بقرة حلوب ..

*سيدي الرئيس* ،
التاريخ لا يكتب بأقلام الرصاص و كل الولادات الجديدة لا بد أن تصحبها الآلام :

الوضع اليوم في منتهى الخطورة ؛ لا بسبب تعقيده و إنما بسبب غياب الحلول ..

*سيدي الرئيس* ،
لم يعد هناك بُدٌّ مما ليس منه بُد :
قد يكون ما تفعلونه مهما ، لكنه ليس ما يؤلمنا : لقد تجاوزت مافيا المتاجرة بمقدسات الوطن كل حدودها ؛ فإما أن نكون اليوم أو لا نكون !!
*إما أن نكون اليوم أو لا نكون* !!