غياب العاهل المغربي عن قمة عمّان العربية ما زال لغزا يحير الأردنيين والمغاربة معا

اثنين, 03/04/2017 - 15:27

باريس ـ “رأي اليوم”:

تسيطر حالة من الذهول على السلطات الأردنية تجاه قرار الملك المغربي محمد السادس عدم المشاركة في القمة العربية في الأردن الأسبوع الماضي، وهي المرة الثانية التي يغيب فيها المسؤول الأول في المغرب عن قمة تحتضنها عمان، حسب مصادر دبلوماسية مسؤولة.
وكان العاهل الأردني عبد الله الثاني قد انتقل منذ عشرة أيام الى المغرب لإقناع نظيره المغربي محمد السادس بالمشاركة، وحصل على وعد بالمشاركة. وينشط ملك المغرب دبلوماسيا ويقوم بجولات تفوق الشهر الى دول إفريقية، وكان لافتا انه لم يشارك في تعقد في دولة عربية يحكمها نظام ملكي وتسجل مشاركة ملوك العرب وفي مقدمتهم ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز حضورا لافتا.
وقالت المصادر نفسها ان الأردنيين تأكدوا من المشاركة المغربية، وبالخصوص بعد وصول الطائرة الملكية محملة بحاجيات الملك الذي يسافر بأكثر من طائرة واحدة. ووسط دهشة العاهل الأردني، لم يصل الملك المغربي الى القمة، وهي المرة الثانية التي لا يحضر فيها قمة في الأردن، وكانت الأولى خلال بداية العقد الماضي.
ومما زاد من دهشة الأردنيين أنه لم يرسل شقيقه الأمير المولى رشيد الذي اعتاد تمثيله في القمم العربية، بل اكتفى بإرسال وزير الخارجية المؤقت صلاح الدين مزور، وهو أخفض تمثيل لدولة عربية في القمة وبالخصوص من طرف نظام ملكي في قمة يحتضنها نظام ملكي آخر.
وصدم التمثيل المغربي الأردن، كما صدمه صمت المغرب، ويعتبر محمد السادس رئيس لجنة القدس، ولم يصدر مكتب الملك المغربي أي بيان يبرر غيابه عن القمة العربية في الأردن، وكان من الزعماء العرب القلائل الغائبين الى جانب رئيس سوريا بشار الأسد الذي لا يمكنه الحضور، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي أقعده المرض عن الحركة.
وتعتقد أوساط دبلوماسية عربية أن الملك المغربي قد يكون قرر عدم المشاركة لتفادي الاصطدام بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فمن جهة، ملك المغرب رئيس لجنة القدس وعليه التنديد بقرار ترامب نقل السفارة الى القدس، ومن جهة أخرى، لا يرغب في مواجهة الإدارة الأمريكية الجديدة على ملف لم يعد يتحكم فيه العرب، في ظل التشتت الذي يمرون به وبالخصوص الصف الفلسطيني المنقسم بين منظمة التحرير وحماس.
ويذكر ان العاهل المغربي لا يشارك في القمم العربية لانه يعتبرها مضيعة للوقت، ومنابر للخطابة، ولان قراراتها لا تحظى بأي خطوات تنفيذية، وتجد وجهة النظر هذه تأييدا في أوساط مغربية واسعة.
وكان العاهل المغربي قد اعتذر عن عدم استضافة القمة العربية قبل الأخيرة، الامر الذي دفع بالجامعة العربية الى اقناع موريتانيا لاستضافتها، وتردد ان المملكة العربية السعودية، التي لم يحضر عاهلها الملك سلمان قمة نواقشوط، هي التي ساهمت بالقسط الأكبر من تغطية نفقاتها.
ومن المعروف ان العاهلين المغربي والأردني ينتميان الى آل البيت، وكانت تربطهما صداقة وثيقة في السنوات الأولى من توليهما العرش بحكم التقارب في السن، وكانا يقضيان عطلات سويا.