بسم الله الرحمن الرحيم .
توفي يوم الجمعة 05/05/2017 الرئيس اعل ولد محمد فال وبذلك فقد فقدت موريتانيا زعيما وقائدا عزيزا عليها، فإنا لله وإنا وإليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
نسأل الرحمن الرحيم أن يغفر لفقيد الأمة ويرضى عنه وأن يحسن عزائها وعزاء ذويه فيه.
لقد لعب المرحوم اعل ولد محمد فال أدورا بارزة لصالح الأمة:
ففي 1984 أسهم بشكل بارز فى وضع حد للأزمة الخانقة التي عاشتها موريتانيا على امتداد سنوات 1979-1980-1981-1982-1983-1984
و فى سنة 2005 قام المرحوم بدور رئسي فى إنهاء فترة حكم تميزت بالقمع والتشريد والتزوير والفساد والتوتر مع الجيران.
ومنذ 2008 والمرحوم يناضل جاهد من أجل إخراج موريتانيا من حالة التشرذم وغلاء المعيشة والفساد والانفلات الأمني واستفزاز الجيران، وذلك إلى أن وافاه الأجل المحتوم وهو فى ساحة النضال مما يخلده شهيدا من شهداء الأمة.
إن المرحوم اعل ولد محمد فال، مع أنه ظل يشغل لمدة طويلة وظيفة المدير العام للأمن، لم يقبل قط أن تتلطخ يداه بل ظل يحرص على التمسك بمعاملة الجميع معاملة حسنة ويشهد له كل الناس بذلك.
إن المرحوم اعل ولد محمد فال ورث سنة 2005 وضعا متفجرا فتصدى للأمور بحكمة وصبر ومثابرة وحزم حتى نظم انتخابات عامة اتسمت للأول مرة فى تاريخ البلد بكثير من الشفافية متحديا الصعوبات والعراقيل البالغة التي نصبت فى وجهه.
إن المرحوم اعل ولد محمد فال خلال الفترة الوجيزة التي قضاها فى السلطة قد عالج الوضع الاقتصادي المتردي بجدية ورفع القدرة الشرائية للعمال والإجراء وسدد الديون الداخلية للدولة وخفض مديونيتها الخارجية بشكل ملحوظ وأعاد الثقة إلى النفوس وخلق مناخا عاما مشجعا للاستثمارات.
إن المرحوم اعل ولد محمد فال، رغم قصر المدة التي قضاها فى السلطة، قد أنجز فى مجال إعادة تأسيس الدولة وترسيخ القواعد الديمقراطية ما لم تستطع إنجازه كافة الأحكام المتعاقبة منذ الاستقلال وحتى اليوم:
فقد اصدر دستورا يحد للمرة الأولى من عدد المأموريات الرئاسية ويحصن المواد المنظمة لمراجعة الدستور
وقد اصدر مجموعة من النصوص التأسيسية مثل تلك التي تنظم كلا من مؤسسة المعارضة الديمقراطية و اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وقانونا يحد من فوضى تمويل الحملات الانتخابية…..
إن المرحوم اعل ولد محمد فال قد تنازل بمحض إرادته عن السلطة بعد أن نظم انتخابات رئاسية لم يترشح لها شخصيا مكرسا بذلك نموذجا من الإيثار على النفس جديرا بأن يحتذي به، وملقنا للجميع درسا جديدا فى مجال التناوب السلمي على السلطة فى موريتانيا.
لقد كان اعل ولد محمد فال رحمه الله يحب العلم والمعرفة ويحترم العلماء والخبراء، وقل أن يرى إلا وبيده كتاب يطالعه .
وخلاصة القول أن سيرة المغفور له، اعل ولد محمد فال، تشهد له بأنه كان حقا رجل دولة متميز يتمتع برؤية وطنية ديمقراطية راسخة قائمة على أفق واسع وخلق عظيم.
تغمده الله برحمته الواسعة وادخله فسيح جناته (آمين).
الاستاذ عبد القادر ولد حماد محام