نواكشوط محمد ولد احمد العاقل
توقفت عن التدوين طيلة أيام الحداد الثلاثة على الزعيم الراحل اعل ولد محمد فال وذالك احتراما لمشاعر الأمة الموريتانية المفجوعة في رحيل احد ابنائها المخلصين الذي خدمها في كل الوظائف جندي وضابط ومسؤول ورئيس دولة .
خلال هذه الأيام تابعت با اهتمام شديد كلما كتب عن الرجل وكذالك متابعة حجم الحضور لجنازته وجمهور المعزين فيه ..وكانت النتيجة التي خرجت بها ان الراحل يحظى با احترام كل الموريتانيين بيضا وسودا معارضة وموالات رجالا ونساء رجال دين ردكالين معتدلين كتابا وصحافيين .
وهذا يعطي قناعة ان الفراغ الذي تركه المرحوم اعل من الصعب ان نجد من يملأه وهو مايحتم على النخب الموريتانية اليوم اكثر من أي وقت مضى تجاوز الخلافات السياسية الى التفكيرة بجدية في وضعية البلد ومستقبله .
خاصة في ظل هذه الأجواء التي وحدتهم رغم خلافاتهم العميقة .
هنا اوجه نداء خاصا وصادقا لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يعتبر المسؤول الأول والأخير عن مستقبل موريتانيا ان يراجع نفسه وحساباته وان يعلم ان موريتانيا أهم وابقى من الخلاف السيا سي العقيم.
فالبلاد فقدت هذه السنة والسنة الماضية ثلاثا من خيرة ضباطها ورجالاتها العسكريين المهمين وهم العقيد محمد ولد عبدي وهو ضابطا ساميا منضبطا ويحترمه الجميع عسكرين ومدنين سياسين ومثقفين.
والثاني العقيد محمد ولد الشيخ ولد العالم وهو رجلا عسكريا با امتياز وله ثقله داخل المؤسسة العسكرية .
والثالث فخامة الرئيس اعل ولد محمد فال .
رحيل هؤلاء العظام ترك فراغا صعبا في الدولة ..مما يحتم على النخب ان تعرف ان صمام امن الدولة في ملإ هذا الفراغ هو تنقية الأجواء بين الطبقة السياسية وبذالك تكون المؤسسة العسكرية في مأمن من الإختراق والفوضى لتتفرظ لمهمتها المقدسة حماية الحوزة الترابية .
خاصة أن المحيط الدولي والإقليم متشنج ويتربص ببلادنا الدوائر .
غياب عملاقة من حجم هؤلاء الضباط وعدم امكانية ترشح احمد ولد داداه ومسعود لرئاسة البلاد يجعلنا نفكير الف الف الف مرة في مستقبل البلد والتوافق السياسي هو الحل.
اما اذا واصلنا سياسة النعامة ووضعنا رؤسنا في الرمال نتتظر الموت على يد الصياد فتلك هي المصيبة .
اعود بيكم الى الراحل اعل هذا الرجل بدأ رئاسته للبلاد بإنجاز عظيم وهو انتزاعه الإعتراف لبلدنا من اعتى الكتاب العرب الذين ظلو ا يسخرون من موريتانيا على مر التاريخ ولكنهم في المرحلة الإنتقالية التي قادها بجدارة كتبوا عنها بشرف انتزاعا لاعترافا .
وختم حياته بأن جنازته وحدت كل الموريتانين من اقصى اليمين الى اقصى اليسار وذرف الجميع الدموع عليه عن غير قصد وغصبا عنهم واولهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
عزؤنا في عظماء مؤسستنا العسكرية هو التوافق السياسي والتفكير في المستقبل والتجاوز عن الماضي لانه لن يعود والأمل خير من اليأس .
تحياتي لكم جميعا والرحمة والغفران وجنة الرضوان للقادة الثلاثة وذالك هو اضعف الإيمان.