قال السجين الموريتاني السابق في اغوانتنامو، ومؤلف كتاب "يوميات اغوانتنامو" محمدو ولد صلاحي إن لحظة تهديد الأمريكيين له باعتقال والدته وتعذيبها، وتعذيب أهله كانت من أصعب لحظاته في سجن اغوانتنامو، مردفا أن سبب ذلك هو أنه كان يعرف أن "الحكومة الموريتانية متعاونة معهم"
وردا على سؤال من صحيفة "الأخبار إنفو" حول أصعب لحظاته في سجن اغوانتنامو، قال ولد صلاحي: "أنا لا أعرف الإجابة عليه، الذي أعرفه هو أنهم حينما هددوني بتعذيب الأهل خصوصا الوالدة، وهددوا باعتقالها، كان هذا صراحة شيء صعب، لأني أعرف أن الحكومة الموريتانية متعاونة معهم".
وأردف ولد صلاحي في المقابلة التي نشرتها الصحيفة في عددها أمس الأربعاء: "هناك شيء يقال له الابتزاز، والابتزاز قاعدته بسيطة: وهي أن الإنسان إذا وجد عليك شيئا ما فضيحة مثلا - لا قدر الله – سيقول لك إذا لم تعطني عشرة آلاف أوقية، سأنشر هذه الفضيحة، وهنا سيكون أكبر خطأ هو أنك تعطيه ما طلب، هذا هو أكبر خطأ لأن الابتزاز لن ينتهي – حينها - ولن يتوقف.".
واعتبر ولد صلاحي أن "الحكومة الأمريكية تبتز موريتانيا بأمور معينة منها مثلا قضية حقوق الإنسان، فهم أي شيء قالوه لتلك الحكومة آن ذاك فهي ستفعله وهذا أعرفه لأني عشته، إذا لحظة التهديد باعتقال الوالدة وتعذيبها كانت من أصعب اللحظات".
وحول ما إذا كانت قد عاش لحظة يأس من الخروج من السجن، قال ولد صلاحي: "لما كتبت ذلك الاعتراف، قالوا لي بدلا من الإعدام سنعطيك المؤبد، (يسكت هنيهة قبل أن يستأنف) ما أعرفه هو أن الإنسان معقد، جاءتني لحظات ظننت أن الخروج من هناك لن يقع أبدا، ولكن كانت لحظات تأتي وتذهب.
وعموما أكثر اللحظات كانت عندي أن الإنسان يعيش على الأمل، فأنا كنت أعيش على الأمل، وما أعرفه هو أنني لم أفعل أي شيء، ولم أظلم أحدا، أو "ما كبيت اميه إل حد" كما نقول بالحسانية مطلقا، هذا شيء كنت أعرفه".