اسئلة كثيرة تطرحها التعديلات الأخيرة في حكومة يحي ولد حدمين، فهل هي انتصارٌ لجناح الوزير الأولي الحالي على سلفه مولاي ولد محمد لغظف، الذي جلس القرفصى يتلقى الضربات سراً و علناً من خصمه ولد حدمين إلى أن كانت القاضية.؟!
أم هل أن الأيام ستسفر عن عدم انتصار لأي من الجناحين، فولد عبد العزيز قد قرّر التخلص من ولد حدمين و ولد محمد لغظف معاً لكنه آثر أن لا يتم الأمر دفعة، فأقل الأضعف ليقيل الآخر بعد ذلك، و ليس الآن حتى لا تنهار الحكومة؟.. خصوصا أنه لم يجمع المحللون على شيء إجماعهم على فشل ولد حدمين في إدارة حكومته، إضافة لتصريحاته الأخيرة عن “مأمورية ثالثة” و التي أثارت جدلاً كثيراً، في المعارضة و الموالاة، كما أنه فاقم الخلافات و الأعداء في المجموعات التقليدية في المناطق الشرقية، إذ يثير استياء ضباط سامين في قبائل أولا الناصر و أغلب مشظوف و أولاد داوود، و قبيلة تنواجيو ذات العداء التاريخي للطائفة الحموية. هذا بالإضافة لخصومه في اغلال جگني و تامشكط و الطينطان.
و إذا كان لهذا التحليل وجاهته، فهل يكون تعيين سيدنا ولد محمد خونه وزيرا أمينا عاماً للرئاسة، خلفاً لمولاي ولد محمد لغظف، هو لإعداده لتولي منصب الوزير الأول لاحقاً.
و لكن، أيضاً، ألا يدلُّ رضوخ ولد عبد العزيز لضغوط ولد حدمين عليه بعدم تأجيل موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية أنه لا يزال ذات مكنة و حظوة في بلاطه.؟!
و ماهو مصير ولد محمد لغظف؟
هل سيكون رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المقبل بعد الفشل السياسي الذريع لولد محم في تسيير أزمة الشيوخ، كما أنه لم تنظم أية مبادرة لمؤازرة التعديلات الدستورية باسم حزبه أو وجهائه و منتخبيه، فكل المبادرات كانت لجنرالات و مدراء.
و لكن ألا يبدو أن ولد محمد لغظف لم يكن يوماً رجلا سياسياً، يورد الأمر و يصدره، كما أن ميوعة شخصيته ربما تكون آخر ما يحتاجه حزب أغلبية يشهد صراعات يومية، حامية الوطيس.؟!
أم هل يكون ولد محمد لغظف الطِّرف المضمر لرهان رئاسيات 2019، ليكون مرشح العسكر، و هو احتمال لا يبدو وارداً، رغم أنه لا يمكن التنبؤ بما يدور في خَلَد ولد عبد العزيز.؟!
ثم ألا يدلّ تعيين يحي ولد عبد الدائم إبن مجموعة ولد محمد لغظف على أنها نهاية له، على الأقل في الوقت الراهن.
فبأي جواب ستشفعنا قوابل الأيام.؟!
صفية بنت العربي