يصل قمر شهر رمضان اليوم الجمعة مرحلة البدر المكتمل، وهو سيمثل أصغر قمر بدر من حيث الحجم الظاهرى خلال هذه السنة، وذلك بعد أسبوعين تقريبًا من حدوث أقرب قمر محاق عملاق هذه السنة فى 25 مايو الماضى.
وستحدث مرحلة البدر المكتمل لقمر رمضان بعد أقل من يوم من وقوعه فى نقطة “الأوج” وهى أبعد نقطة فى مدار القمر حول الأرض، ولذلك فإن هذا التزامن بين وقوع القمر فى نقطة الأوج وبعد ذلك وقوعه فى مرحلة البدر بفترة قصيرة يعطينا أصغر قمر بدر خلال السنة.
وسيقع قمر رمضان فى أقرب نقطة من الأرض وبعد مرور 14 ساعة و48 دقيقة يصل لمرحلة البدر المكتمل ويكون على مسافة 406,271 كيلومتر من الأرض، وبعد ذلك يشرق القمر مع غروب شمس الجمعة من الأفق الجنوبى الشرقى ويبقى مشاهدا طول الليل.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة، أنه بالمقارنة فهذا القمر البدر سيقع على مسافة حوالى 50 ألف كيلومتر أبعد من الأرض، مقارنة مع أقرب قمر عملاق حدث فى 25 مايو الماضى، ولذلك فإن القمر سيبدو حجمه الظاهرى تقريبا أصغر 14 % مقارنة بالقمر العملاق، وإضاءته أصغر بـ30 % وسيكون أقل بريقا وتأثيره أقل على ظاهرة المد والجزر مقارنة بأقمار البدر عندما تكون فى الحضيض وهى أقرب نقطة إلى الأرض.
ويرجع هذا الاختلاف فى الحجم الظاهرى للقمر لأنه يتحرك فى مدار بيضاوى وليس دائرى تماما حول الأرض لذلك يقع القمر فى بعض الأحيان قريبا من الأرض وبعيدا فى أحيان أخرى، لافتا إلى أنه من الناحية الحسابية فإن القمر البدر الصغير يتكرر حدوثه من جديد متاخراً بحوالى شهر و18 يوم فى كل سنة، ما يعنى بأنه فى السنة القادمة سيحدث أصغر قمر بدر فى 27 يوليو 2018.
وخلال الأشهر السبعة القمرية المقبلة فإن القمر البدر سيقترب شيئا فشيئا من الأرض حتى فى النهاية سيتزامن القمر البدر من نقطة الحضيض أقرب نقطة إلى الأرض فى مدارة بتاريخ 2 يناير ليمثل أقرب وأكبر قمر بدر فى 2018.
كما يرصد بالعين المجردة بالقرب من قمر رمضان البدر نقطة ذهبية تلازمه طوال الليل ذلك كوكب زحل أبعد كوكب فى نظامنا الشمسى يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة.
ومن خلال تلسكوب صغير يمكن رؤية حلقات زحل الشهيرة إضافة أنه توقيت مثالى فى الشهر لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التى تبدو مسطحة لوقوع كامل القمر فى نور الشمس.
جدير بالذكر أن حلقات زحل ستبلغ أقصى ميلها باتجاه الأرض فى أكتوبر المقبل، وفى ذلك الوقت سيكون الجانب الشمالى للحلقات بالنسبة للراصدين من على سطح الأرض فى قمة وضوحه عند استخدام التلسكوبات الصغيره وهو منظر لم نشاهده منذ العام 2003 عندما كان الجانب الجنوبى للحلقات فى أقصى ميل له باتجاه الأرض.